نظافة عدن.. تاريخ نظيف ومواقف مشرفة

التنمية برس : خاص
عبدالجبار ثابت الشهابي:  ندرك جيدا أن عمال النظافة الذين يجترحون اليوم برفضهم الفوضى والإضراب غير المبرر أسمى مواقف الشرف، والإخلاص لمدينتهم عدن ونظافتها وصحة بيئتها وصحة أهلها، هم قبل كل شيء وفي المقام الأول عمود عمل صندوق النظافة والتحسين وأساس كل ما يتحقق من نجاحات في مجال النظافة وصحة البيئة، لكننا مع ذلك نذكر البعض بأن هذا الصندوق هو البيت الدافىء الأول لهم وأن المحافظة عليه واجب الكل دون استثناء.
  لذلك كانت وما زالت قيادة الصندوق من خلال إدراكها ذلك تبذل جهودا مضنية في التواصل والمتابعة مع الجهات المعنية من أجل تنفيذ المطالب المشروعة للعمال بنفس قدر حرصها على المحافظة على هذا الصرح الخدماتي الحضاري الشامخ.
   وإذا كانت قيادة منظومة عدن للنظافة والتحسين تختلف مع رغبات البعض في هذا الشأن أو في غيره، فإن ذلك ينبع من حرصها على مراعاة الإمكانات والظروف التي تمر بها البلاد، وحتى لا ينهار الصندوق ويفقد العاملون والموظفون مصدر أرزاقهم.
   ولهذا ومن منطلق هذا الفهم؛ ظلت قيادة الصندوق وعمالها على الدوام يشكلون فريق عمل واحد، وكانت هذه القيادة الأقرب إلى الزملاء والإخوة العمال طيلة الفترات السابقة وما زالت، بل وتتقدم صفوف المطالبين بحقوق العمال، وكانت وما زالت تقدم للإخوة في النقابة العامة كافة التسهيلات والمساندة ليكونوا أداة قوية في دعم حقوق عمال النظافة، حتى أصبح العمال بفضل الله تعالى الأولين في جميع الامتيازات مقارنة بغيرهم في صناديق النظافة على مستوى الجمهورية، سواء من حيث الراتب أو الحوافز أو الإضافي أو من حيث الرعاية الصحية أو التأمين الاجتماعي.
   ولعل أنصع دليل على ما ذكرنا من الترابط الأخوي بين العمال وقيادتهم هو ذاك المستوى الرفيع التي تنعمت به مدينة عدن وتشرف بتحقيقها الصندوق وعماله قبل ٢٠١١م بفضله تعالى وبفضل ذلك التلاحم الأخوي الذي حققته القيادة الحكيمة لمنظومة عدن للنظافة والتحسين، إذ بلغ مستوى أدائه مرتبة جعلت مدينة عدن تحتل المركز الأول على مستوى الجمهورية في النظافة بشهادة الجهات المختصة.
  وحتى في أسوأ الظروف ظل الجميع يعملون، وتمكن الصندوق بقيادته الحكيمة المجربة، من الاستمرار في العمل والمحافظة على المستوى المشرف، مقارنة بالظروف، ومع ما كان من الصعاب والأزمات في الجانب المالي والآلي، فضلا عن الأخطار في الجانب الأمني، وفقدان الكثير من مصادر الدخل الضرورية لاستمرار العمل، وما زالت تلك المعاناة مستمرة حتى اليوم.
   لقد صبر الجميع واحتملوا معا، تلك الظروف، وعملوا، ونحن على يقين أن الكل سيظل يواصل العمل بمقتضى الأمانة الملقاة كل على عاتقه دون كلل أو ملل، ولما فيه إقرار المزيد من الحقوق والمكتسبات المشروعة، وبالوسائل المعقولة والمشروعة، لكن في الوقت نفسه نرى أنه لا يمكن من منطلق مسؤولية قيادة الصندوق والأمانة التي تهيبت منها الجبال أن تتوانى البتة عن التصدي لكل من يرغب في هدم صرح النظافة الشامخ أو  يراهن على ابتزازه أو سلب علاقته المتينة بعماله، ومثلما تخطت منظومة عدن للنظافة والتحسين مع عمالها المراحل العجاف، فلن تعجزها ومنتسبيها من العمال مؤامرات المتآمرين، وما يمارس ضدها من أعمال الابتزاز.

الوكيل الحصري في اليمن: شركة مسلم التجارية