‘‘صانونة الهوى’’ الوجبة البديلة عن الأسماك بعدن بسبب الغلاء (تقرير)

التنمية برس:متابعات
المدنية أون لاين _ عمر محمد حسن: كانت الأم "غيداء محمود" وإلى وقتٍ قريب تعتاد على تحضير الوجبات اليومية بأصناف الأسماك المتنوعة ؛ تلك الوجبات التي يحرص الناس جميعهم على تناولها بشكلٍ يومي إن لم يكن على مدى ثلاثة عصور في اليوم.
 
لكن ارتفاع أسعار الأسماك لم يسعف ’’غيداء‘‘ والبيوت العدنية المتواضعة دخلها من ديمومة شرائه كالمعتاد فاختفى من الموائد العامرات أو يكاد من مدينة تجاور البحر ولم يعد بمقدور لسيدة أسرة متوسطة الحال مجارة سعره والناتج عن انهيار العملة الوطنية _ الريال اليمني_ ولجو الأم إلى ’’صانونة الهوى‘‘ للتغلب على الجائحة. 
 
 ‘‘الصانونة’’ أهون الشرين
 
وحيال العزوف عن الأسماك قالت ‘‘غيداء’’ وهي ربة بيت ؛ ‘‘منذ إن سجلت أسعار السمك بالأسواق ذلك الارتفاع الجنوني لجئتُ إلى الاعتماد على تحضير صانونة الهوى مع بقية الأصناف بالنسبة لوجبة الغداء والاستغناء عن شراء وتحضير السمك الذي بات من الصعب علينا مجارة أسعاره’’.
 
وتضيف لـ‘‘المدنية أون لاين‘‘ ؛ ارتبطنا لسنوات ماضية بالأسماك وكنا نحضره لوجبتين أو ثلاث يومياً لما له من فوائد جمة حيث كان وجبتنا الأساسية والمفضلة لكن الحرب وإفرازاتها أثرت على القدرة الشرائية لنا وسرعان ما تحول السمك إلى كماليات وظروف اليوم تحتم عليك تقنين المصروفات في ظل الوضع الضبابي للبلد’’.
 
وبفعل ارتفاع أسعار السمك أنتهج المواطنين بدائل أخرى أقل كٌلفة ؛ فذهبت الأسر إلى تحضير ’’الصانونة‘‘ والأرخص ثمناً وهي التي تتألف من خليط من البطاطا وطماطم والبصل وبالسباس الأخضر وتقدم ضمن الوجبة وتؤكل بمعية الخبز أو الأرز. 
 
ولأن الغالبية العظمى من المواطنين قد مسهم ضر الحرب وتضارب أسعار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية ؛ بات قابلية البيع ضئيلة بحسب تجار التجزئة ؛ ويبلغ سعر الكيلو ‘‘للثمد’’ (4) ألف ريال يمني في ذروته حيث تتراوح أسعاره ارتفاعاً وانخفاضاً بيت (4 ؛ 3) ألف ريال وهذا صعب المنال بالنسبة للمواطنين.
 
وإلى جانب غلاء الأسماك أرتفع أسعار ‘‘البسباس الأحمر’’ من (1000) ريال إلى (4000) ريال يمني مما أخفى معه ‘‘المطفاية’’ من الموائد بالإضافة إلى ‘‘الصيد القلابة’’ و ‘‘العقدة’’ كما شهدت أسعار المطاعم ارتفاعاً هي الأخرى أيضاً.
 
أسعار الأسماك وغياب الرقابة
 
وكون الأسماك لا تتأثر بالعملات الأجنبية كونها من الموارد الطبيعية إلا أن غياب الرقابة أثر سلباً بهذا الخصوص فلا مكتب تجارة وصناعة ولا جمعية حماية مستهلك حاضرين ولا حتى وزارة الأسماك بحسب مواطنين ساخطين.
 
  عن الأسعار ودور الرقابة في ضبط السوق وتوحيد السعر تذهب وزارة الثروة السمكية إلى أن لا رقابة على عملية البيع حتى الآن ؛ ساردةً عدد من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الأسعار كعدم وجود معادلة بين العرض والطلب وغياب بنية تحتية ناهيك عن محدودية إنتاج عدن للأسماك.
 
وكان وكيل وزارة الأسماك للقطاع الإنتاج والتسويق غازي لحمر قد قال لـ‘‘المدنية أون لاين‘‘ مطلع العام الجاري في هذا الصدد : ‘‘أن وزارة الأسماك في طريقها إلى إنشاء سوق مركزي للإسهام في توفير كميات كبيرة للمواطنين وبأسعار مناسبة مما يتناسب مع قدرة المواطنين الشرائية  مع أخذ الجودة في الحسابان وسنعمل على مراقبة الأسواق وضبطه وتوحيد الأسعار’’.
 
الأمين العام لجمعية الصيادين بخليج صيرة ‘‘محمد هادي’’ هو الأخر ؛ وصف حالة البيع بالمجحفة كونها لا ترتكز على تسعيره موحدة وأسعار ثابتة ؛ مطالباً الوزارة بسرعة تفعيل الرقابة على السوق واستنهاض الوازع الأخلاقي بالنسبة للباعة خلال حديثه لـ’’المدنية أون لاين‘‘.
 
ويبلغ سعر الحوت الواحد عند شرائه من الصياد بسوق الحراج (20) كيلو جرام بسعر(20) ألف ريال يمني تقريباً _بحسب صيادين_ مما يجعل سعر الكيلو الواحد (4) ألف لأن بائع التجزئة يرفع السعر إلى الضعف دون حسيب أو رقيب وهذا يضر بأسعار السمك ومعه يعرض الناس على عملية الشراء بسبب المضاربة. 
 
أسواق عدن للأسماك
 
بحسب وزارة الأسماك فإن إنتاج عدن من الأٍسماك (10) ألف طن سنوياً وأن الصادرات الخارجية تدهورت بفعل الحرب إلى النصف هذا يعني أن إنتاج الأمس كان (833)طن شهرياً و(28) طن يومياً _وبحسب المصدر_ ذاته تعاني عدن من محدودية الإنتاج فناتج عدن لا يفي بتلبية الاحتياج بالنسبة للسكان.
 
وبفعل النقص للأسماك بعدن على مدى الشهور الماضية إن لم يكن السنوات الماضية فتستقبل عدن إنتاج بعضاً من الساحل الغربي والحديدة ومحافظات أخرى قريبة ؛ وتشكل الكثافة السكانية بعدن التي تتجاوز المليون نسمة تقريباً عائقاً أمام محدودية الإنتاج فيما زاد عدد السكان إلى الضعف _بحسب إحصائيات غير رسمية_ بفعل موجة النزوح خلال السنوات اللأربع الماضية بسبب الحرب.
 
ويبلغ عدد الصيادين بعدن (4) ألف صياد وقوارب الصيد (1500) قارب بحسب الوزارة لـ‘‘المدنية أون لاين‘‘ ؛ ويعد السمك ‘‘الثمد’’ هو الأكثر حضوراً فيقترب موسم صيده في البحر العربي وخليج عدن خلال (8) أشهر في السنة.
 
ويمتد موسم ‘‘الثمد’’ من شهر أغسطس إلى إبريل من العام التالي وينقسم مواسم الصيد إلى ‘‘شمال’’ و ‘‘زياب’’ فيما يتعدد أنواع الصيد بين ‘‘الثمد والباغة والزينوب والسخلة والقد والشروخ واللخام والديرك والفرس والعنفلوص والبياض والجمبري’’.
 
وتتعدد مراكز البيع في عدن كحراج صيرة والمنصورة والشيخ عثمان ومركزي ‘‘حراج’’ في البريقة بقدر (4) أسواق فيما يكمن مصادر الإنتاج صيره ورأس العارة وفقم عمران وتكلف رحلة بحرية لصياد بمقدار (10) إلى (15) ميل بحري (3) إلى (4) ‘‘دبة’’ سعة (30) لتر من الوقود ويكلفه (12) ألف ريال يمني في المتوسط بالنسبة لـ‘‘دبة الواحدة’’ بمعية لوازم أخرى بحسب الصياد في بحر صيره _علاء صالح_ لـ’’المدنية أون لاين‘‘.
 
 

الوكيل الحصري في اليمن: شركة مسلم التجارية