اقتصاد واستثمار
صندوق النقد العربي بالتعاون مع البنك الدولي ينظم دورة “تطوير سوق الصكوك”
افتتحت صباح اليوم دورة “تطوير سوق الصكوك” التي ينظمها معهد السياسات الاقتصادية بصندوق النقد العربي بالتعاون مع البنك الدولي في مقر الصندوق بأبوظبي خلال الفترة 10 – 14 ابريل 2016.
تشهد سوق الأوراق المالية الإسلامية رواجاً واسعاً في ضوء الرغبة لدى العديد من الجهات للاعتماد عليها كمصدر من مصادر التمويل، كما وأن هناك إقبال متزايد من مؤسسات الاستثمار التقليدي على الاوراق المالية الاسلامية من أجل زيادة العائد وتنويع الاستثمار. تمثل الصكوك أحد أهم أدوات التمويل التي تصدر وفق مبادئ الشريعة.
يشارك في الدورة 31 مشاركاً من الدول العربية الاعضاء. بهذه المناسبة ألقى الدكتور سعود البريكان، مدير معهد السياسات الاقتصادية نيابة عن الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الحميدي، المدير العام رئيس مجلس الإدارة، كلمة جاء فيها:
كلمة
الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الحميدي
المدير العام رئيس مجلس الإدارة
في افتتاح دورة
“تطوير سوق الصكوك”
بالتعاون مع البنك الدولي
10-14 أبريل 2016
أبوظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة
ألقاها بالنيابة عنه
الدكتور سعود البريكان،
مدير معهد السياسات الاقتصادية
حضرات الأخوات والأخوة
يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب في بداية الدورة التدريبية حول “تطوير سوق الصكوك” التي ينظمها معهد السياسات الاقتصادية بصندوق النقد العربي، بالتعاون مع البنك الدولي، آملاً أن تسهم الدورة في إثراء معلوماتكم بهذا الموضوع ومتمنياً للدورة كل النجاح.
حضرات الأخوات والأخوة
لا يخفى عليكم أهمية تطوير القطاع المالي، فهو يعتبر بحق “عصب الاقتصاد” ذلك للدور الذي يلعبه في توفير الموارد وتحويلها بأقل كلفة وأكثر جدارة إلى استثمارات تدعم النمو وتزيد الرفاهية من خلال تعبئة المدخرات وتمويل الاستثمار وتنويع المخاطر.
بخصوص القطاع المالي الإسلامي، فإنه يشتمل على عدة عناصر يتم الاسترشاد بها في عملية تعبئة وتخصيص الأموال اللازمة لتوليد النشاط الاقتصادي والتنمية الشاملة. في هذا الإطار فإن أهم ما يميز التمويل الإسلامي هو ضرورة أن تكون المعاملات المالية مرتبطة بالنشاط الاقتصادي الحقيقي، إضافة إلى ضرورة تقاسم الربح بالتالي تقاسم المخاطر، مما يؤدي إلى تشجيع الاستقرار المالي لأن سمة المشاركة في المخاطر تحد من افراط الاقراض ولأن التمويل معزز بأصول ومن ثم فهو تمويل مضمون. لقد أصبح التمويل الإسلامي على نحو متزايد جزءاً لا يتجزأ من النظام المالي العالمي، كما أن التوسع السريع الذي يشهده التمويل الإسلامي كشكل من أشكال الوساطة المالية يعكس بلا شك قدرته على مواجهة تغيير نمط الطلب من قبل الأفراد والشركات وقدرته على الصمود والنمو في بيئة أكثر تحدياً. هذا ما شجع العديد من الشركات العالمية على زيادة مشاركتها في الأسواق المالية الإسلامية خاصة فيما يتعلق بالصكوك التي تعد أحد أبرز منتجات الصناعة المالية الإسلامية.
حضرات الأخوات والأخوة
على الرغم من الصغر النسبي لحجم الأصول لدى المصارف الإسلامية التي تشكل 1 في المائة من إجمالي أصول المصارف العالمية، إلا أن هذا القطاع شهد نمواً ملحوظاً خلال العقدين الماضيين، إذ نمى بنسبة لا تقل عن 20 في المائة سنوياً منذ عام 2000.
حضرات الأخوات والأخوة
تشهد سوق الاوراق المالية الاسلامية رواجاً واسعاً في ضوء الرغبة لدى العديد من الجهات للاعتماد عليها كمصدر من مصادر التمويل، كما وأن هناك إقبال متزايد من مؤسسات الاستثمار التقليدي على الاوراق المالية الاسلامية من أجل زيادة العائد وتنويع الاستثمار. تمثل الصكوك أحد أهم أدوات التمويل التي تصدر وفق مبادئ الشريعة.
يمثل كل صك حق ملكية لنسبة مئوية شائعة في موجودات عينية، أو مجموعة مختلطة من الموجودات العينية وغيرها، وقد تكون الموجودات في مشروع محدد أو نشاط استثماري معين وفقاً لأحكام الشريعة.
حضرات الأخوات والأخوة
تعد الصكوك من أهم منتجات الصناعة المالية الإسلامية الحديثة، وأصبحت الصكوك أكثر الادوات شيوعاً خلال السنوات الاخيرة حيث تستخدم من قبل الحكومات والشركات على حد سواء كمصدر من مصادر التمويل خاصةً المشاريع الكبرى مثل مشاريع البنية التحتية ومشاريع الطاقة البديلة. تشير الاحصاءات إلى أن حجم الصكوك المصدرة بلغ في المعدل حوالي (100) بليون دولار سنوياً خلال الفترة 2011 – 2015. كما بلغ حجم الصكوك القائمة حتى نهاية عام 2015 (730) بليون دولار. هناك بعض التحديات التي تواجه عمل الصكوك بفاعلية مثل الحاجة إلى إصدارات سيادية أكثر انتظاماً بآجال استحقاق مختلفة لتساعد في إرساء معايير مناسبة وإقامة أسواق ثانوية، كذلك تحتاج دعم أسواق الصكوك إلى أطر قانونية قوية. مما يساعد على معالجة حالة عدم اليقين بشأن حقوق المستثمرين. كما أن هناك حاجة إلى إقامة أسواق للمال وأسواق بين البنوك لتداول الأدوات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، من أجل مساعدة البنوك الإسلامية على إدارة احتياجات السيولة بالتالي عدم الاحتفاظ بسيولة زائدة عن الحاجة.
في ضوء هذه الأهمية التي أصبحت يحظى بها إصدار الصكوك، كمصدر من مصادر التمويل وفق مبادئ الشريعة الاسلامية، يأتي انعقاد الدورة لإلقاء الضوء على أهم الجوانب المتعلقة بهذا النوع من أدوات التمويل الإسلامي. ستركز الدورة على العديد من المحاور الرئيسية مثل:
أنواع الصكوك وحجمها
هيكل الصكوك والتوريق
الأسس القانونية والمؤسسية لسوق الصكوك
التنظيم والرقابة على الصكوك
تصنيف الصكوك
الصكوك وإدارة السيولة
قضايا الحوكمة وإدارة المخاطر المتعلقة بالصكوك
المعايير المحاسبية المتعلقة بالصكوك
في الختام أود أن أتقدم بالشكر إلى البنك الدولي على تعاونه مع صندوق النقد العربي في تنظيم الدورة، متطلعاً إلى مزيداً من التعاون في المستقبل من أجل المساهمة في بناء القدرات للكوادر العربية. كما وأتقدم بالشكر إلى السادة الخبراء المميزين الذين سيقومون بتقديم مواد الدورة.
متمنياً لكم طيب الإقامة في مدينة أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة.