مال وأعمال
تركيا متعطشة لزيادة التبادل التجاري مع روسيا
أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن بلاده على استعداد لزيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا من 40 مليار دولار بلغها قبل نشوب الأزمة بين البلدين إلى 100 مليار دولار سنويا.
وفي مقابلة لوزير الخارجية التركي مع صحيفة "كوميرسانت" الروسية استعرض خلالها أفاق تطور العلاقات بين البلدين، وذلك بعد الإعلان عن بدء تطبيع العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية بين موسكو وأنقرة.
وذكر تشاووش أوغلو للصحيفة الاقتصادية الروسية أن العلاقات التركية –الروسية دخلت منذ تسعينات القرن الماضي في مرحلة تطور سريع، وقاطرة هذه العلاقات كانت الطاقة والاقتصاد والتجارة.
ولفت الوزير التركي إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وتركيا لم يتجاوز في بداية الألفية الثانية 5 مليارات دولار، ليتم الارتقاء به فيما بعد إلى مستوى 40 مليار دولار.
وأكد تشاووش أوغلو أن لدى روسيا وتركيا جميع الإمكانات اللازمة للارتقاء بحجم التجارة بين البلدين إلى 100 مليار، منوها بأن اقتصادي روسيا وتركيا يكملان بعضهما البعض.
وتعتبر مجالات البناء والسياحة، فضلا عن الاستثمارات المتبادلة بين البلدين التي تجاوزت 10 مليارات دولار، أهم مجالات التعاون بين البلدين.
وكمثال على النتائج التي بمقدور البلدين تحقيقها، أشار تشاووش أوغلو إلى منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود، التي أسستها أنقرة وموسكو بهدف تحويل منطقة البحر الأسود إلى منطقة سلام واستقرار وازدهار، منوها بأن المنظمة ستحتفل العام القادم بعامها الـ25.
ووفقا لبيانات إدارة الجمارك الروسية للفترة ما بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول من العام الماضي، فإن تركيا كانت تعد في الفترة المذكورة خامس أكبر شريك تجاري لروسيا، بعد الصين وألمانيا وهولندا وإيطاليا، بحصة تبلغ 4.6% من إجمالي التجارة الخارجية الروسية.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا وتركيا في عام 2014 نحو 31 مليار دولار، منها 15 مليار دولار هي صادرات روسيا إلى تركيا التي تشكل الطاقة حصة الأسد فيها، حيث تقوم روسيا بتلبية نحو 60% من احتياجات تركيا من الغاز.
وبعد الأخذ بعين الاعتبار "تجارة الخدمات" فإن مؤشر التبادل التجاري الكلي (بضائع وخدمات) بلغ في عام 2014 ما يقارب 44 مليار دولار.
إلى جانب الغاز تقوم روسيا بتصدير القمح، حيث تعد تركيا أحد أكبر مشتر للقمح الروسي، فقد اشترت في العام التسويقي الماضي الذي انتهى في 30 يونيو/حزيران حوالي 4.1 مليون طن من القمح الروسي.
وفيما يتعلق بالسياحة، زار تركيا في عام 2014 حوالي 4.4 مليون روسي، منهم 3.3 مليون سائح روسي، الذين أدخلوا مليارات الدولارات إلى الاقتصاد التركي. ويأتي السائح الروسي بالنسبة لتركيا في المرتبة الثانية بعد ألمانيا التي صدرت لتركيا نحو 5.4 مليون سائح في عام 2014.
وكانت العلاقات بين أنقرة وموسكو تأزمت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعدما أسقط سلاح الجو التركي القاذفة الروسية "سو-24 " في سوريا، ووصفت موسكو حينها هذا العمل بـ "الطعنة في الظهر"، ولتفرض على إثرها عقوبات تجارية على تركيا شملت العديد من القطاعات، منها حظر استيراد المنتجات الزراعية، ووقف الرحلات السياحة، ومنع توظيف العمال الأتراك، وفرض تأشيرة دخول على الأتراك الذين يزورون روسيا.
لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدم في 27 يونيو/حزيران اعتذاره لروسيا عن إسقاط الطائرة الحربية الروسية، وفتحت هذه الخطوة الباب أمام تطبيع العلاقات بين تركيا وروسيا، ورفعت موسكو القيود التجارية والاقتصادية المفروضة على أنقرة. وأوعز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحكومة، في أعقاب اتصال هاتفي مع نظيره التركي، برفع العقوبات عن تركيا في مجال السياحة، وأمر بتطبيع العلاقات التجارية بين البلدين.
المصدر: وكالات