لمحات من تاريخ الصحافة وأوائلها .. ونوادرها

هذه لمحات متفرقة عن الصحافة وتاريخها وبعض نوادرها وأوائلها وألقابها، لا يربط بين بعض مواضيعها رابط سوى عالم الصحافة.

بداية الصحافة

كانت بداية الصحافة على شكل مخطوطات تنشرها الحكومة في الأماكن العامة، وكانت أول صحيفة إخبارية هي "أكتاد يبرنا" وتعني الأحداث اليومية وقد بدأت في روما سنة 59 ق.م. وأول صحيفة مطبوعة على الأرجح هي نشرة دورية صينية تسمى "دياباو" أما في أوروبا فأول صحيفة مطبوعة منتظمة هي "أفيزار ليشين أودر تسايتونج" في ستراسبورج في ألمانيا سنة 1609، وفي إنجلترا صدرت أول صحيفة عام 1622 وهي "ويكلي نيوز".

أما في العالم العربي فلم تعرف الصحافة إلا مع قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1213هـ/ 1798، وأصدرت هذه الحملة أول جريدتين في مصر باللغة الفرنسية ثم صدرت صحيفة "الحوادث اليومية" عام 1214هــ بموافقة نابليون بونابرت وتوقفت مع رحيل الحملة عام 1216هــ وهي أول جريدة عربية ولم تظهر بعدها أي جريدة عربية إلا عام 1244هــ/ 1828 عندما أصدر محمد علي جريدة "الوقائع المصرية"، بعد إنشاء مطبعة بولاق، وأول من تولى رئاسة تحريرها رفاعة الطهطاوي ثم أحمد فارس الشدياق، ثم محمد عبده وغيرهم. السلطة الرابعة

اسم يطلق أحيانا على مهنة الصحافة في إنجلترا وبلدان أخرى، ويعتقد أن المؤرخ الإنجليزي توماس باينجتون ماكولي أول من أطلق عبارة السلطة الرابعة. ففي عام 1828 كتب مشيرا إلى جمهور الصحافيين في مجلس العموم: "لقد أصبحت المنصة التي يجلس فيها المراسلون الصحافيون السلطة الرابعة في المملكة". ويشير ماكولي إلى الطبقات الاجتماعية الثلاث في المملكة المتحدة: طبقة النبلاء، ورجال الدين، والعوام. وقد انتشر هذا المصطلح لاحقا في العالم.

مهنة البحث عن المتاعب

ومن مسميات الصحافة مهنة البحث عن المتاعب لما يعانيه المنتسبون إليها والعاملون فيها من متاعب وهموم ومشاكل. وفعلا يجد العاملون في هذا الحقل شتى أنواع المتاعب خصوصا أولئك الذين ينحصر عملهم في مجال تغطية الحروب والمظاهرات والجرائم وما ماثلها. وكم عانى أصحاب الأقلام النزيهة في عالم الصحافة وما أقلهم اليوم من أعداء الحقيقة والنقاء والوضوح. أصحاب هذا النوع من الأقلام هم الذين ينطبق عليهم هذا المسمى أما غيرهم من الصحافيين والكتاب المتاجرين بأقلامهم فهؤلاء تعتبر الصحافة بالنسبة لهم مهنة السعادة والثراء السريع.

صاحبة الجلالة

ومن القاب هذه المهنة "صاحبة الجلالة" ذلك أنه من المفترض أن يكون لهذه المهنة قيمتها السامية، وأهدافها النبيلة، فلا كذب ولا تزوير ولا فبركة.

الصحافة الصفراء

أطلق هذا الاسم على ذلك النوع من الصحف التي تهتم بنشر الفضائح والتشهير بالآخرين دون التحقق أحيانا من صحة ما ينشر سعيا وراء الربح السريع والتوزيع الكثير، وكانت نشأة هذا النوع من الصحف في مدينة نيويورك الأمريكية، إذ بدأتها في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر الميلادي صحيفتان هناك كانتا تطبعان رسومهما الكاريكاتورية باللون الأصفر، وقد لقيتا رواجا كبيرا لدى القراء لم تحظ بمثله الصحف الرصينة ومنذ ذلك الوقت ظهر لنا مصطلح الصحافة الصفراء.

صحيفة الكويت والعراقي.

الرئيس السادات صاحب «الهنكرة والمنكرة»

إبان الحرب العالمية الثانية أتهم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات – وكان آنذاك شابا – بعمل من الأعمال فهم على أنه تواطؤ مع الألمان ما أدى الى زجه في السجن وهناك في السجن مارس هوايته الصحافية وأصدر صحيفة "الهنكرة والمنكرة". وليس لدي مزيد معلومات عن هذه الصحيفة لكن يبدو لي أنها كانت صحيفة سياسية ساخرة كما يبدو أنه يتم تداولها عن طريق النسخ والتصوير فلم تكن تصدر بالشكل المعتاد للصحف آنذاك. والرئيس السادات من عشاق الصحافة وهو أول رئيس تحرير لصحيفة الجمهورية التي أسسها الرئيس جمال عبد الناصر.

عميد صحافيي العالم

تصر الصحافة البرتغالية على اعتبار فرناندو بيسا عميد صحافيي العالم ويوافقهم على ذلك كثير من المتخصصين في هذا المجال وفرناندو بيسا مذيع وصحافي سابق في هيئة الإذاعة البريطانية، التحق بالإذاعة البرتغالية عام 1934 وبعد أربع سنوات انضم إلى القسم البرتغالي في هيئة الإذاعة البريطانية في لندن، وقد غطى من ميكروفونه أخبار الحرب العالمية الثانية محققا شهرة كبيرة في نكاته الساخرة عن هتلر، توفي بيسا في 2004/4/30 وعمره 100 عام. وفي عالمنا العربي لقب الراحل توفيق حبيب بـ "الصحافي العجوز".

الشيخ حمد الجاسر مع ابنه محمد وخلفه الشيخ ناصر المنقور.

يونس بحري

المذيع العراقي الشهير يونس بحري صاحب الجملة الذائعة "حيي العرب" التي كان يصدح بها عندما كان مذيعا في إذاعة برلين خلال الحرب العالمية الثانية. ولهذا المذيع دور في عالم الصحافة وشارك في إنشاء صحيفة مع الشيخ عبدالعزيز الرشيد باسم "الكويت والعراق". ويونس بحري هذا من الشخصيات الغريبة، كان كثير الزواج وأنجب أكثر من 100 ولد في دول مختلفة، وبعض أولاده لا يعرف بعضا.

أول رئيس تحرير عربي

يعتبر إسماعيل بن سعد بن إسماعيل الخشاب (ت1230هــ) أول رئيس تحرير عربي حيث تولى رئاسة تحرير صحيفة "الحوادث اليومية" التي صدرت عام 1214هـ ويليه رفاعة رافع الطهطاوي وكان الخشاب من فحول الأدباء والشعراء في مصر آنذاك.

أول صحافي نجدي

يعتبر بعض الباحثين سليمان بن صالح الدخيل (ت1363هــ) أول نجدي يمارس مهنة الصحافة حيث عمل في هذا المجال حين كان في العراق، وأصدر مع آخرين عدة صحف من بينها صحيفة "الرياض" وصحيفة "لغة العرب" وقد تعاون هذا الأديب مع الأب أنستاس الكرملي.

شيخ الصحافة

لقب الأديب السعودي الراحل أحمد السباعي (ت1404هــ ت 1984) – رحمه الله – بــ "شيخ الصحافة" وذلك لإسهامه في إنشاء وتأسيس عديد من الصحف والمجلات من بينها صحيفة "الندوة" كما يطيب البعض أن يلقبوا شيخنا حمد الجاسر – رحمه الله – بشيخ صحافة نجد.

الوقائع المصرية.

أوائل في عالم الصحافة

• أول من كتب في تاريخ الصحافة العربية هو الفرنسي هنري غلياردو.

• أول عربي كتب في تاريخ الصحافة هو جرجي زيدان

• أول من استعمل لفظ الصحافة بمعناها الحالي هو اللبناني نجيب بن سليمان الحداد (ت1316هــ - 1899) حيث كانت الصحف تسمى قبله بــ "الوقائع" كما عرفت الصحف أيضا باسم غزتة نسبة إلى قطعة من النقود كانت تباع بها الصحيفة.

• أول من استحدث كلمة مجلة هو الأديب اللبناني الشهير إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله اليازجي (ت1324هــ - 1906) حيث جعل هذا الاسم خاصا بالصحف الأسبوعية والشهرية بعد أن كانت لفظة جريدة تطلق عليها كلها.

• أول من وضع الصحافة الكاريكاتورية الهزلية في العالم العربي هو يعقوب بن رافائيل صنوع (1330هـ ت 1912) وذلك من خلال صحيفته "أبو نظارة زرقاء" ويلقب يعقوب صنوع بـ "موليير الشرق" كما أطلق هذا اللقب أيضا على الممثل نجيب الريحاني.

• أول من أصدر مجلة في مدينة الرياض هو الشيخ حمد الجاسر (1328 – 1421هــ) وهي "مجلة اليمامة".

• أول سيدة عربية كتبت في الصحف الأديبة السورية مريانا بنت فتح الله مراش (ت1337هــ - 1919) نشرت مقالاتها في مجلة "الجنان" وجريدة " لسان الحال".

• أول من أصدر مجلة في الكويت هو الشيخ عبد العزيز الرشيد (ت1357هــ 1938) وهي مجلة "الكويت".

• أول من أصدر صحيفة في البحرين هو الأديب عبد الله الزايد سنة 1355هــ 1936.

• أول مجلة نسائية صدرت في قطر هي مجلة "الجوهرة" صدرت سنة 1397هــ 1977).

• أول مجلة نسائية في الوطن العربي هي مجلة "الفتاة" وقد أسستها في الإسكندرية عام 1309هـ - 1892 الأديبة اللبنانية هند نوفل التي توفيت بعد صدورها بعامين، وفي لبنان كانت الأديبة لبيبة هاشم صاحبة أول مجلة نسائية.