تنمية بشرية

استراتيجية سفيرة التعليم لمكافحة الفقر في الدول العربية

التنمية برس/ مجلة فوربس الشرق الأوسط:

سافرت ميساء جلبوط في شهر أغسطس/ آب إلى مخيم نهر البارد للاجئين في شمالي لبنان للقاء اللاجئة الفلسطينية، بدرية دياب، 18 عاماً. تلقت الطالبة الاستثنائية دياب لتوها منحة دراسية من برنامج (STEM Scholar)، وهو مبادرة من (مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم) في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تشغل جلبوط منصب رئيستها التنفيذية. تتيح المنحة الدراسية لدياب متابعة تعليمها الجامعي في الجامعة الأمريكية في بيروت، والذي لم يكن بمقدورها متابعته من دون المنحة الدراسية. دمر بيت دياب بعد نشوب القتال في المخيم عام 2007، وانتقلت عائلتها الفقيرة المكونة من 8 أفراد للعيش في مرآب سيارات. تستذكر جلبوط، 43 عاماً: "قالت لنا بحزم ودون أن يرف لها جفن إنها لم تذاكر دروسها بجد في حياتها كما ذاكرت عندما أقامت في ذلك المرآب. أدركنا عندها أن التعليم كان فرصتها الوحيدة".  تفهم جلبوط الفرص التي يوفرها التعليم العالي. ولدت ابنة اللاجئين الفلسطينيين في مدينة بيروت. أمضت أول 16 عاماً من حياتها بلا جنسية، وعاشت 9 أعوام منها في لبنان، قبل الانتقال إلى مقاطعة أونتاريو الكندية. حصلت جلبوط على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة ماكماستر عام 1994، كما حصلت على شهادة الماجستير في التعليم من جامعة أثاباسكا عام 2004. تقول جلبوط: " أحد الأمور التي توضحت لي مبكراً كلاجئة، هي أن التعليم سيكون أهم مسعى في حياتي".

 

تعمل جلبوط في (مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم) لتتيح فرص نيل تعليم عال لآلاف الطلاب المحرومين في الدول العربية. أسس الثري الإماراتي عبدالله الغرير المؤسسة عام 2015، وتعهد بتقديم 1.1 مليار دولار على مدى 10 أعوام، لتصبح مؤسسته إحدى أكبر مؤسسات التعليم الخيرية في العالم.  التحدي قاسٍ ومرير، فالحصول على تعليم جيد هو قضية قائمة منذ وقت طويل في العالم العربي، لكن الحال ساء مؤخراً. تقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة أعداد الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدارس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2015 بنحو 13 مليون طفل، بسبب الصراعات في معظم الأحيان.

 

تتوقع (مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم) مساعدة 15 ألف طالب وطالبة عرب نصفهم من الإناث، على نيل تعليم ثانوي وجامعي بحلول عام 2025. أعلنت المؤسسة في شهر أغسطس/ آب عن أوائل المستفيدين من برنامج (STEM) "الحصول على التعليم في مجالات العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات" للمنح الدراسية، وهم 170 طالباً وطالبة اختيروا من بين 14500 متقدم من 12 دولة. سيباشرون الدراسة في فصل الخريف في إحدى الجامعات الـ4 التالية التي عقدت الشراكات مع المؤسسة، وهي الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والجامعة الأمريكية في الشارقة، والجامعة الأمريكية في بيروت، وجامعة خليفة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

أطلقت المؤسسة برنامجين آخرين هما برنامج الغرير للمفكرين اليافعين، الذي يركز على تهيئة الإماراتيين للالتحاق بالجامعات، وبرنامج الغرير لطلبة التعليم المفتوح، الذي يوفر تعليماً عبر شبكة الإنترنت في الجامعات العالمية، ومنها معهد (ماساتشوستس للتكنولوجيا).

 

عملت جلبوط زمناً طويلاً في مجال التعليم والبرامج الاجتماعية. وعملت أيضاً مع الحكومة الكندية لمكافحة الفقر في البلاد، وأصبحت بحلول عام 2001 مديرة التعليم ومستشارة السياسات الاجتماعية في الوكالة الكندية للتنمية الدولية. لطالما راودتها الرغبة في العودة إلى منطقة الشرق الأوسط. انتقلت جلبوط إلى الأردن عام 2007، وأصبحت الرئيسة التنفيذية لـ(مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية) عام 2010. أسهم أحد المشروعات تحت إشرافها بتجديد 500 مدرسة عامة. نظراً إلى حبها للانخراط في قضايا التعليم التي تواجه الدول العربية، انضمت إلى (Center for Universal Education) في مؤسسة بروكينغز، مركز الفكر الذي يتخذ من واشنطن العاصمة مقراً له، كزميلة غير مقيمة. تبين أن المشكلة ليست في الافتقار إلى التمويل. تقول جلبوط: "لم يكن العمل يستند إلى المؤسسات، ولم يكن يستند إلى الاستراتيجيات. لم ينصب التركيز على الجوانب والنواحي التي تتضمن أعظم العائدات".

 

وجهت الأموال إلى المشروعات التي تمخضت عن نتائج ملموسة فورية، مثل بناء مدارس جديدة. لكن تدفق الأموال لم يستمر أو يدم في أغلب الأحيان، ولم تعالج القضايا الأكثر عمقاً، مثل تكاليف التعليم.

 

عندما شرع الغرير في إنشاء المؤسسة، التقت جلبوط برئيسها ونجل مؤسسها، عبد العزيز الغرير. تقول جلبوط: "أرادوا تأسيسها لأسباب وجيهة. كانوا ملتزمين بقضايا التعليم على المدى الطويل".

 

خلال زيارتها لدياب في مخيم نهر البارد، وجدت جلبوط جمعاً ينتظر وصولها بشوق. تقول جلبوط: "لم يكن الأمر مهماً لها فحسب، بل كان كذلك لكل المجتمع".

حضرموت للكهرباء والطاقة.. عنوان التميز في توفير الحلول الذكية والمستدامة للإنارة والطاقة في اليمن


شركة المحضار للطاقة.. ريادة وطنية في قطاع الطاقة النظيفة تقود التحول نحو الاستقلال الذاتي للكهرباء


مدير إدارة الواجبات الزكوية بساحل حضرموت لـ"التنمية برس" حققنا نموًا إيرادياً بنسبة 300% وندعو إلى تحديث القوانين وتفعيل إصلاحات مرتقبة لتحصيل الزكاة


مؤسسة نهلة الخيرية تدشن توزيع أضاحي العيد