مجتمع مدني
شبكة نسوية للسلام والديمقراطية تناقش قضايا وأدوار نساء أبين في عملية بناء السلام
التنمية برس : خاص
عـــــاد نعمان: أكدت رئيس اللجنة الوطنية للمرأة في محافظة أبين/خلود القديري أن عملية بناء السلام بحاجة إلى مجتمع واعٍ، يدرك الشراكة الحقيقية بين الرجال والنساء، بتكامل الأدوار وتكاتف الجهود، مجتمع قادر على إيجاد حلول لمشاكله وانهاء خلافاته؛ للوصول إلى مرحلة الاستقرار، وقالت: "يجب على كل امرأة في مكانها أو موقعها، سواء في البيت أو الحي أو العمل، أن تستشعر دورها الفعال في الحياة، وقيمتها المؤثرة في دوران عجلة التنمية، وسعيها لنيل حقوقها كاملة؛ لتشارك في ترسيخ قيم ومبادئ السلام، ونبذ كافة أشكال العنف".
ونوهت "القديري" أن مكتب اللجنة في أبين يضع جل اهتمامه في تمكين نساء المحافظة في شتى المجالات الحياتية، ويتلمس متطلبات واحتياجات النساء؛ ليرفعها ضمن خطته الدورية إلى مجلس الوزراء، وعلى ضوئه توضع آليات لتدعيم حقوق المرأة في الخطة العامة للدولة، كما يراقب القرارات الرسمية المتعلقة بالمرأة ومدى تطبيقها على أرض الواقع، وحصة التمثيل في كل مرفق حكومي أو مكتب وزارة، جاء ذلك بمداخلة لها في فعاليات ورشة عمل خاصة بـِ "النساء والسلام"، التي أقامتها شبكة "نسوية" للسلام والديمقراطية في مدينة زنجبار في محافظة أبين، بحضور ومشاركة ناشطات مجتمع مدني ومتطوعات وجامعيات وربات بيوت.
افتتحت ورشة العمل بكلمة ترحيبية من منسق عام الشبكة/خديجة بن بريك، التي قدمت نبذة تعريفية عن الشبكة، وأضافت: "نحن النساء صانعات سلام، ونتشارك ذات الهموم، ونستطيع تحمل المسئولية، لذلك يجب علينا توحيد صفوفنا من مختلف الشرائح المجتمعية والأطياف والمشارب السياسية؛ لتكون لنا بصمة واضحة؛ ونضع خطة مدروسة نسير على ضوئها في عملية بناء السلام خلال المرحلة القادمة"، بدورها أشادت المستشار القانوني لللجنة المحامية/غادة فضل بأدوار النساء الإيجابية خلال فترة الحرب وتحمل المعاناة، مشددةً على حق النساء في المشاركة في عملية انهاء الحرب والنزاعات والانتقال إلى مرحلة ارساء دعائم السلام، مؤكدةً على مواصلة الشبكة في تبني قضايا النساء، ومساندتها المبادرات النسوية الداعمة للسلام.
وأشارت المشاركات في مداخلات لهن عن أبرز الآليات التي تعزز من دور النساء في تحقيق السلام، إلى أهمية رفع مستوى وعي النساء بالحقوق والحريات ومفاهيم السلام ونبذ العنف والتطرف، إيجاد فرص عمل من خلال مشاريع تحسين الوضع المعيشي ومدرة للدخل، والتدريب والتأهيل للانخراط في سوق العمل، تخصيص منصات لإعلاء أصوات النساء، وبرامج إعلامية تتناول مشاكل النساء وتسهم في إيجاد حلول دائمة لها، بناء قدرات النساء من مختلف الشرائح المجتمعية والمستويات التعليمية، وكذا انشاء معاهد للتعليم المهني والفني والتقني، رفع جاهزية المرافق الخدمية المخصصة للنساء، إلى جانب تفعيل المكونات النسوية المعنية بشؤون وقضايا النساء، وتوسيع دائرة مشاركة النساء في المحافل المحلية التي تهتم في حل النزاعات وبناء السلام.
كما دعت المشاركات المجتمع المحلي إلى الوقوف الجاد والفاعل مع قضايا النساء، بإفساح المجال أمام النساء والتمكين من أدوار جديدة، برفض التهميش والاقصاء ومراعاة الأوضاع الحالية للنساء، تقديم الدعم والتشجيع بالحضور في كافة مناحي الحياة، تكافؤ الفرص مع الرجال، الإدماج في المشاريع التنموية، وتثبيت الاستقرار وحفظ الأمن، من جانبها دعت "القديري" المشاركات إلى زيارة مكتب اللجنة الوطنية للمرأة في المحافظة؛ للتعرف على طبيعة عمل وأدوار وبرامج المكتب، وكذا بذل مزيد من الجهود في سبيل خدمة مصالح النساء، وتدعيم الأدوار في عملية بناء السلام، إلى جانب مواصلة عقد اللقاءات النسوية بشكل دوري؛ للتعاون في كافة المجالات، وبلورة مشاكل وقضايا النساء ضمن خطط المكتب المرفوعة إلى الجهات المعنية.
نفذت شبكة "نسوية" للسلام والديمقراطية FNDP ورشة العمل في محافظة لحج نهاية الأسبوع الفائت، بعد أن أقامتها في محافظة عدن نهاية شهر رمضان الفضيل، بحضور ومشاركة قيادات نسوية سياسية واجتماعية وحقوقية ومدنية، وكانت الشبكة قد دشنت مطلع مايو الماضي حملة "لنتكافل – عدن فيها خير"؛ لتقديم السلة الغذائية إلى الأسر النازحة والأشد فقرًا في مختلف مديريات عدن، كما أحيت اليوم العالمي لتنمية صحة المرأة؛ بجلسة توعوية، بحضور ومشاركة ناشطات مجتمع مدني ومتطوعات وجامعيات إلى جانب ربات بيوت.
تضم شبكة "نسوية" للسلام والديمقراطية مجموعة نساء من المدافعات عن حقوق الإنسان والناشطات، وتسعى الشبكة إلى تحقيق جملة من الأهداف، منها انشاء منصة موحدة للنشاط النسوي وتقديم الدراسات والمواقف المشتركة لدى تناول قضايا المرأة اليمنية في المحافل الإقليمية والدولية، نشر وتعزيز ثقافة السلام واللا عنف من خلال الدورات التدريبية والندوات واللقاءات النقاشية، وكذا تعزيز آليات حماية النساء للحد من التمييز القائم على النوع الاجتماعي، والتعاون مع جهود المجتمع المدني الهادف إلى السلام والديمقراطية.