حوارات واستطلاعات
استطلاع : انقطاع المياه أزمة تخنق سكان عدن
موقع عدن الغد - سامية المنصوري :
في مشهد بات مألوفا في مدينة عدن من معاناة قطع المياة عن اغلب المديريات وضعفها في بعض المناطق ، حيث بدأ المواطنون يصرخون علي صفحات التواصل الاجتماعي فيس بوك من نقص مياة الشرب ، وانقطاعها تمام عن بعض المناطق ، وسط حالة من الاستياء الشديد خاصة في فترة الصيف .
وخلال الأشهر الماضية تحول موقع التواصل الاجتماعي الاكثر انتشاراً فيس بوك إلي ساحة للغضب والسخط وهو ما يؤشر بوجود أزمة حقيقة في المياه ، وابدأ المواطنين في تدويناتهم غضبهم من تصريحات المسئولين بحل الأزمة مؤكدين ان الحل يبدأ من الاعتراف بوجود أزمة واتخاذ التدابير اللازمة لحل في خطوات يستشعر المواطن أنها حقيقية .
تتضارب آراء السكان حول الجهة المسئولة عن انقطاع الماء، نظرا للتعتيم حول الموضوع وعدم إدلاء الجهات المسئولة بالتصاريح، بينما يلقي آخرون بالمسؤولية على الهيئة الشرعية والإدارة العامة للخدمات الجهة المسئولة عن ملف الماء في المدينة.
*استطلاع/سامية المنصوري*
من الصعب تحمل انقطاع المياه
قال الشاب صالح عبدالله " تعايشنا مع واقع الحرب، القصف، الدمار، الخوف، بلا كهرباء، بلا أدنى مقوم من مقومات الحياة، ولكن من دون ماء لن يستطيع أحد الصمود أكثر، لا نعلم لماذا المياه مقطوعة، الشائعات كثيرة جدا وكنا نتمنى من صناع القرار أن يصدروا بيانا يوضحون فيه السبب" .
وأضاف " ليس لدي تصور عن الجهة التي قطعت الماء، ولكني أعلم أن من الطبيعي على الحكومة تنظر لهذه المشكلة بعين الاعتبار ، تحملنا انقطاع الكهرباء، لكن انقطاع الماء أمر صعب للغاية".
غياب الحقيقة
وترى المواطنة فاطمة عبدالله أن "أزمة المياه تكمن بصمت جميع الأطراف وعدم توضيح الحقائق"، ولم تتحدث الجهات المختصة إلى المواطنين ليضعوهم في صورة ما يحدث .
وأضافت فاطمة أن" استمرار الأزمة كشفت عن فشل المسئولين في القضاء علي أسبابها والوصول لحلول الذي من شأنها ضمان وصول المياه للمواطنين .
قالت المعلمة ندى المرزوقي " الماء اساس استمرارية الحياة فلا يوجد مخلوق على هذا الأرض باستطاعته العيش بدون الماء أكثر من ثلاثة أيام ونحن هنا نعاني من انقطاعه بشكل شبه يومي وعودته كل ثلاث أيام وأكثر و عند عودة المياه نسرع لتشغيل الدينما قبل انقطاع الكهرباء وكأننا نعيش بمسابقة الحياة والموت إن أردت العيش عليك الفوز وهذا بحد ذاته مؤلم جدا ، حياتنا أصبحت مأساة وترجوا من الجهات المختصة حل هذه المشكلة فنحن قبل كل شيء بشر ومن المفترض ان نشعر بمعاناة بعضنا .
غابة متصحرة
وأضافت المعلمة ندى " ان جئت أتحدث عن الأزمات في عدن ليس هناك أزمة واحدة فعدن أصبحت عبارة عن كومة أزمات من ماء و كهرباء وقتل وخطف وارتفاع الأسعار ، فعن ماذا نتحدث او نطالب من الجهات المختصة ، ليس بيدنا غير نقول حسبي الله ونعم الوكيل فيمن كان السبب لتحويل عدن من جنة إلى غابة مليئة بالوحوش وفي نفس الحين متصحرة خالية من الماء والاحتياجات الأساسية .
بوزة الماء بدل الرشوة
وقال حارس المدرسة اسالم اللحجي " ان هناك كثير السكان لا يستطيعون شراء مياه الشرب عند انقطاع الماء ، ونحن ألان في فترة الصيف ونحتاج الى المياه أكثر ، نحن نعاني كثيرا من هذا ولا نعلم لأي جهة نعود ونشكي .
واضاف " اصبح بوزة الماء تستخدم بدلا من الرشوة ، في يوم امس تفاجئت بأحد الأهالي يقول لجاره اعطني سياراتك لأنقل الماعز للمزرعة واعطيك بوزة ماء ، كل هذا يحدث بسبب اهمال الحكومة عنا او قد يكون السبب في اختيار الحكومة لمدراء لا يفهمون سوا بالسرقة والغش ".
عدم توافق وصول التيار الكهربائي مع الماء
وشاركت في الحديث صباح احمد " كل ثلاث ايام انتظر قدوم الماء ثم انتظار عودة الكهرباء اذا كانت منقطعة الكهرباء في ساعات متأخرة من الليل ، لأتمكن من تعبئة خزانات المياه التي تعلو سطح منزلي ، تتمثل معاناتي مع الكتير من سكان عدن في عدم توافق ساعات وصل التيار الكهربائي مع الماء ، من أجل ملء الخزانات الخاصة بهم للاستخدام اليومي .
عدم وجود اي افق للحل الجذري
وقال المهندس محمد صالح" بسبب استمرار انقطاع المياه لجأت مؤخراً إلى توفير خزانات مياه أرضية من أجل تعبئتها خلال ساعات وصل المياه التي لا تتوافق مع ساعات وصل التيار الكهربائي، اقوم برفعها للخزانات الأصلية للمنزل فور عودة التيار الكهربائي .
ويشير المهندس محمد " أن أزمة المياه في عدن أصبحت متلازمة مع الكهرباء، حيث يعاني سكان عدن بشكل كبير ، فكرتي في الخزانات الأرضية جاء بعد تجربة مريرة مع نقص المياه عن منزلي من بعد تدمير البنية التحتية بعد حرب 2015 ، وانقطاع المياه من اكثر المعاناة الذي عاناها سكان اهل عدن . لا سيما في فصل الصيف فكان تكرار أزمة انقطاع الماء من جهة وجهة اخرى التيار الكهربائي وعدم وجود أي أفق لوضع حل جذري لهذا .
انهى حديثة المهندس محمد " انا والبعض نستطيع حل مشكلة انقطاع المياه بشراء الخزانات او بشراء بوزات الماء لكن ماذا عن السكان محدودين الدخل فهم لماذا لصرفيات المنزل او لدراسة ابنائهم او لإيجار المنزل ، نتمنى حل هذه المشكلة قبل ان يطفح الكيل .
تستمر معاناة سكان عدن من انقطاع المياه فهل سيتم انهاء معاناتهم مع هذا الجو الحار ام أن الامر فعلا يتعلق بإهمال ممنهج لهذه المادة الحيوية في أمور غير مرتبطة بالاساس بمصالح المواطنين .