مجتمع مدني
منظمة تجديد تناقش أسباب ومعالجات ظاهرة عمالة الأطفال ضمن برنامجها الخاص بحماية الطفولة
التنمية برس : خاص
عـــاد نـعـمـان: اضطلعت منظمة "تجديد" للتنمية والديمقراطية صباح اليوم، على مقترحات لمبادرات مجتمعية مدنية، تهدف إلى الاسهام في الحد من انتشار ظاهرة عمالة الأطفال في مدينة عدن، وذلك ضمن جملة توصيات عنت بأسباب ومعالجات الظاهرة، خرجت بها الحلقة النقاشية، التي أقامتها المنظمة في مقرها في مديرية المعلا.
تمثلت بعض المبادرات في تصميم حملات مناصرة لقضايا وحقوق الطفل، رفع مستوى وعي المجتمع والأسر خاصةً بمخاطر ظاهرة عمالة الأطفال، توحيد الجهود والتنسيق بين المنظمات المحلية والدولية والجهات الرسمية المعنية؛ لإنشاء مراكز متخصصة لتأهيل الأطفال المتضررين من الحرب، تنفيذ برامج العودة إلى المدارس وتنمية المهارات والمعارف، وإقامة مخيمات تحتضن أنشطة ترفيهية وتوعوية وحيوية للأطفال.
نُظمت الحلقة النقاشية برعاية وزير الشؤون الاجتماعية والعمل دكتور ابتهاج الكمال، وحملت عنوان "عمالة الأطفال .. الأسباب والمعالجات"، وجاءت تزامنًا مع احياء الذكرى الـ 17 لليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، وذلك في إطار البرنامج الخاص بقضايا وشؤون الطفولة، الذي تنفذه منظمة "تجديد" في مدينة عدن.
قُدمت في الحلقة النقاشية عدة أوراق عمل من رئيس منظمة تجديد القاضي فهيم عبدالله، رئيس محكمة الأحداث الابتدائية في عدن القاضي نجلاء عليوة، مستشار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل غازي عبدالرب، ورئيس دائرة المرأة والطفل في المجلس المحلي – مديرية التواهي سُكرة عبدالرحيم، بحضور ومشاركة ممثلي منظمات محلية ودولية، إدارات المرأة والطفل بعدة جهات، اختصاصيين اجتماعيين، ونشطاء حقوقيين.
تناولت أوراق العمل أسباب ظاهرة عمالة الأطفال، مدى انتشارها في المجتمع، المخاطر والآثار المترتبة عليها، وتبعاتها على كافة الأصعدة، إلى جانب استعراض الخطة الوطنية التي تعدها الحكومة، وتهدف إلى الحد من الظاهرة، بوضع التدابير والمعالجات اللازمة، وذلك بالتنسيق مع مختلف الجهات الرسمية وغيرها..
ودعا المشاركون في الحلقة النقاشية إلى شراكة حقيقية ومتكاملة بين مختلف الجهات الحكومية المعنية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية؛ لإيجاد حلول جذرية للحد من ظاهرة عمالة الأطفال، تعديل تشريعات العمل، توعية الأسر بأهمية التعليم، توسيع نطاق برامج التعليم والأخرى المتعلقة بسحب الأطفال من سوق العمل والعودة إلى المدارس، توفير الرعاية والحماية للأطفال، تفعيل القوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الطفل، إيجاد قاعدة بيانات شاملة عن الأطفال المتضررين من الحرب، إلى جانب وضع إجراءات رقابية وقوانين رادعة لمعاقبة أرباب العمل، الذين يقومون باستغلال الأطفال وينتهكون حقوقهم.
يشرف الفريق الشبابي التطوعي في منظمة تجديد على البرنامج الخاص بقضايا وشؤون الطفولة، الذي تنفذه المنظمة على مستوى محافظة عدن، وكان الفريق قد نظم في عدة مديريات خلال مارس الماضي، حلقات نقاشية جمعت باحثينـ/ـات ونشطاء في مجال حقوق الطفل، تناولت الانتهاكات التي تطال الأطفال في أوقات الحرب، من جرائم قتل واغتصاب وعنف جنسي واختطاف وتجنيد وحرمان من الموارد وغيرها.. وفي جانب آخر يستعد الفريق إلى إقامة يوم توعوي مفتوح حول قضايا حماية الطفل، في حديقة البراعم في مديرية المعلا، كما يتدارس مع إدارة المنظمة إمكانية تنفيذ عدد من المبادرات المجتمعية المدنية المذكورة آنفًا.
تعتزم منظمة تجديد خلال الفترة القادمة إعداد دراسة متخصصة، تقدم صورة واضحة حول ظاهرة عمالة الأطفال في مدينة عدن، تشمل تحليلها والسُبل المُثلى للتعامل مع نتائجها والآثار المترتبة عليها والآليات التي تُسهم في الحد منها وكيفية تقديم المساعدة لضحاياها، كما تتضمن توصيات، وتتطلع المنظمة إلى طباعتها في كُتيب، ورفع نسخ منها إلى وزارات معنية ومنظمات محلية ودولية وجهات مهتمة بحقوق وقضايا الأطفال.
يُذكر أن منظمة "تجديد" للتنمية والديمقراطية، مستقلة طوعية، أسسها في 2011 كوكبة من الحقوقيين والإعلاميين ورجال الفكر والأعمال، مقرها في مدينة عدن، وتهدف من خلال أنشطتها ومشاريعها، إلى الاسهام في التخفيف من معاناة المتضررين، مكافحة العوز والفاقة، وتلبية الاحتياجات الأساسية للمجتمعات.