في الأضواء

عاش حياة درامية ونصفه الفني لوريل اعتزل التمثيل حزناً على وفاته : 63 عاما على رحيل نجم الكوميديا الحزين أوليفر هاردي

الممثل الكوميدي الأميركي أوليفر هاردي ورفيق دربه ستان لوريل (أ ف ب)

حميدة أبو هميلة كاتبة

كأنهما نصفان، لا يشبه أحدهما الآخر في شيء، يكملان نواقص بعضهما. اسمان ملتصقان كالظل، لا يتركان الجمهور يذكر أيّاً منهما بمفرده، إذا قلت لوريل جاء هاردي، وإذا تحدّثت عن الثاني حضر الأول، ولنا في أجندة ذاكرة الطفولة والصبا الكثير عن الثنائي الذي كان يضيء دقائق الرفاهية التلفزيونية الشحيحة حينها بالضحكة، لذا سوف يظلان مجتمعَين، حتى في الوقت الذي يُحيي فيه المحبون الذكرى الـ63 لرحيل أوليفر هاردي البدين اللطيف صاحب الشارب الدقيق الذي يشبه شارب رائد التمثيل الذي سبقه تشارلي شابلن، فسوف يبقى أيضاً زميل البسمة ستان لوريل يتقاسم معه السيرة.

هاردي والحظ العاثر

أوليفر هاردي أحد نجوم السينما منذ بداياتها الأولى عالميّاً، إذ قدم عدداً ضخماً من الأعمال الفنية، وعاصر السينما الصامتة، وكان أحد أبرز الوجوه التي انطلقت وعايشت مختلف التغيرات التي وقعت في مهد انتشار هذا الفن.

لكن، تبقى شهرته الكبرى بثنائيته مع ستان لوريل، إذ عُرفا معاً بـ"لوريل وهاردي"، لا أحد يهتم بتذكّر أسماء أفلامهما، فقط اسميهما، وخلال ثلاثين عاماً تقريباً كان رصيدهما 107 أفلام سينمائية معاً، بخلاف أعمال أخرى قدّمها كل منهما مع أبطال آخرين، ويبقى تميزهما الأكبر في تلك المشاهد بالأبيض والأسود، التي كان من النادر أن تتخللها بضع كلمات، إذ كانت لغتها التي لا تحتاج إلى مترجم هي البسمة. لوريل الرجل النحيل الذي يتصرّف بسذاجة مفرطة توقعه في كوارث هو وصديقه هاردي الذي يبدو أكثر ذكاءً منه، لكنه يدفع دوماً ثمن تلك الصداقة في سبيل البحث عن مهنة.

 

هاردي في حياته الواقعية أيضاً بدا وكأنه دفع ثمن تصرّفات كثيرة لم تكن في الحسبان، من التسرّع في الزواج والفشل المتوالي، ومن عدم الاهتمام بصحته، إذ أسهمت بدانته في تفاقم أزماته المرضية، التي جاءت بدورها في نوبات قاسية جدّاً، بسبب شراهته في التدخين، إذ وصف نهمه للسجائر بأنه كان يجعله يبدو مثل المدخنة. وولد في مدينة هارلم بولاية جورجيا في الـ18 من يناير (كانون الثاني) 1892، وتضم المدينة حاليّاً مُتحفاً باسمه افتتح عام 2000، وتحتفل بمهرجان سنوي يحمل اسمه أيضاً.

ثلاثة أسماء لشخص واحد

وكان اسمه عند الولادة نورفيل هاردي، تُوفّي أبوه بعد عام من ولادته، وهو الأصغر بين خمسة أشقاء، وتُوفي كذلك أخوه الأكبر أمام عينيه غرقاً، وفشل هاردي في إنقاذه، فمطبات الحياة الصعبة رافقته منذ الصغر، إذ كان يتخلّف عن المدرسة كثيراً، ولم ينجح في استكمال دراسته العسكرية، وكان اهتمامه الأول بالمسرح والموسيقى.

وفي الوقت الذي أرادت فيه والدته أن تجعله يدرس الفنون بشكل نظامي تخلّف عن الدروس أيضاً، وكان يفضّل العمل مغنياً في المسارح مقابل بضعة دولارات، وفي بداية حياته الفنية استبدل اسمه بأوليفر، وهو الاسم الأول لأبيه، تكريماً له، كما عرف في بعض الأوقات باسم "بيب".

البدين الشرير

كان هاردي مأخوذاً بالفنون منذ صغره، ولم ينتظر طويلاً، ففور أن أتمّ الثامنة عشرة افتتح صالة سينما لعرض الأفلام، وكان يؤدي فيها أغلب الوظائف تقريباً لتوفير العمالة، ووقتها تأكد أن موهبته أكبر مما يراه على الشاشة، وأنه قادر على صنع أعمال فنية أفضل كثيراً مما يشاهدها الجمهور. وبعدها بدأ يقدّم بعض الأدوار المسرحية، ولم يكن عائدها يكفي، فكان يعمل بأحد المصانع نهاراً.

وفي 1914 قدّم أول فيلم له Outwitting Dad، ثم بعدها توالت بعض الأفلام، وكانت تُسند إليه أدوار الشر، نظراً إلى ضخامة بنيانه، وحينها كان قد تزوّج من زوجته الأولى مادلين سالوشين، وخلال السنوات الأولى من العشرينيات كان ممثلاً حاضراً بقوة في عشرات الأفلام القصيرة التي مثلها لعدة استوديوهات.

 

وفي 1921 كانت المصادفة الأهم، إذ اشترك هاردي مع الممثل الإنجليزي ستان لوريل في فيلم "الكلب المحظوظ"، وهو العام نفسه الذي تزوّج فيه للمرة الثانية من الممثلة ميرتل ريفز بعد انفصاله عن زوجته الأولى، ورغم أن هاردي لن يقف أمام لوريل مرة أخرى إلا بعد سنوات، فإن هذا الفيلم كان بداية التعارف والصداقة، إذ انطلقت ثنائيتهما رسميّاً في عام 1927 بفيلم "Slipping Wives".

وتوالت الأعمال الناجحة بعد أن أحبهما الجمهور معاً، في مواقف كوميدية ومغامرات تبعث على الضحك حتى يومنا هذا، وتنوّعت الأفلام بين القصيرة والطويلة، ومنها أيضا بالألوان، كما أن لديهما فيلماً وحيداً فاز بالأوسكار هو "صندوق الموسيقى" عام 1932 كأفضل فيلم كوميدي قصير.

وخلال فترة توهجهما الفني قاما بجولات عدّة، وتلقيا عروضاً ضخمة، والتقيا كبار الشخصيات، منها الملك جورج السادس والملكة إليزابيث، وقدّما عروضاً للجمهور في أنحاء أوروبا، وهي العروض التي استمرت حتى السنوات الأولى من الخمسينيات، بينما كان آخر فيلم سينمائي لهما سوياً هو "يوتوبيا"، ليصل إجمالي عدد أفلامهما معاً إلى 107 أفلام، إذ عرض عام 1951، واستقبله النقاد استقبالاً سلبياً. وكان ظهورهما الأخير معاً على تلفزيون "بي بي سي" في 1955، إذ اتفقا بعدها على تقديم حلقات تلفزيونية بالألوان معاً، لكن هاجمهما المرض واحداً تلو الآخر، ولم يتمكّنا من إنجاز المشروع.

الوفاء للصديق بعد الموت

تُوفِّي هاردي في السابع من أغسطس (آب) عام 1957، وهو في الخامسة والستين من عمره، وكانت معه زوجته كاتبة السيناريو فرجينيا لوسيل التي تزوجها عام 1940 بعد طلاقه من زوجته الثانية التي باتت مدمنة كحول. وفي حين ذكر أن وفاته جاءت نتيجة جلطة دماغية، لكن صديق مشوار النجاح ستان لوريل أكد في تصريحات في ما بعد أن هاردي أيضاً كان يعاني السرطان، وكان قد فقد كثيراً من وزنه قبيل أشهر من الرحيل.

ورغم أن لوريل لم يتمكّن من حضور جنازة هاردي بسبب مرضه حينها، فإنه تفرّغ لرعاية ذكراه طوال السنوات التي أعقبت وفاته، إذ رفض الاشتراك في أي عمل فني، وقرر الاعتزال بعد أن فقد نصفه الفني الآخر، وفضّل أن يقضي وقته في الرد على خطابات المعجبين من دون ملل حتى رحيله في الـ23 من فبراير (شباط) 1965 عن عمر 74 عاماً.

 

مدير فرع مصلحة الضرائب بشبوة لموقع "التنمية برس" : أستطعنا تفعيل الأوعية الضريبية وتحقيق إيراد بأكثر من خمسة مليار ريال وندعوا إلى فتح مكتب تحصيل الضرائب لكبار المكلفين ومعالجة أوضاع الموظفين


عدن .. خبراء مصريون يحاضرون حول الدراسات الفنية لسد حسّان بأبين


خبير اقتصادي يطالب بمنح مشاريع الطرقات لشركات صينية وتفعيل القائمة السوداء للمقاولين


بحيبح والوالي ومعاون يضعون حجر الأساس لمشاريع الخطة التطويرية لهيئة مستشفى الجمهورية بعدن