في الأضواء
دراسة تحدد أكبر عوامل الخطر للوفاة بـ«كوفيد ـ 19»
ووجد الباحثون أن الرجال معرضون لخطر الوفاة بنسبة 30 في المائة أعلى مقارنة بالنساء في العمر نفسه، والحالة الصحية، وكان المرضى في المستشفى الذين يعانون من السمنة المفرطة أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري الذي تتم إدارته بشكل سيء أكثر عرضة للوفاة، مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من هذه الحالات، وكان أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عاماً ممن يعانون من هذه الظروف لديهم أكبر فرق في خطر الموت مقارنة بأقرانهم الأصحاء.
ويقول أنتوني هاريس، أستاذ علم الأوبئة والصحة العامة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميريلاند» بالتزامن مع نشر الدراسة: «المعرفة هي القوة من نواحٍ كثيرة، لذلك أعتقد أن فهم أي من مرضى (كوفيد- 19) في المستشفى هم الأكثر عرضة للوفاة، يمكن أن يساعد في توجيه قرارات العلاج الصعبة. فعلى سبيل المثال، يمكن إعطاء المرضى المعرضين لخطر أكبر عقار (ريمديسفير) في وقت مبكر من دخولهم المستشفى، للمساعدة في منع حدوث مضاعفات خطيرة، أو يمكن إخضاعهم للمراقبة عن كثب، أو قبولهم بوحدة العناية المركزة».
ويضيف: «قد يرغب مقدمو الرعاية الصحية أيضاً في النظر بهذه المخاطر، عند تحديد مرضى (كوفيد- 19) الذين يمكن أن يستفيدوا أكثر من علاجات الأجسام المضادة وحيدة النسيلة الجديدة، والتي إذا تم تقديمها في الأيام القليلة الأولى من الإصابة، يمكن أن تقلل من خطر دخول المستشفى».
وفي سياق الدراسة ذاتها، ظل العمر أقوى مؤشر على الوفيات الناجمة عن «كوفيد– 19». وزادت معدلات الوفيات مع كل عقد من العمر، وكانت أعلى معدل وفيات، 34 في المائة، بين من هم في سن 80 وما فوق. وتقول مؤلفة الدراسة كاثرين إي جودمان، زميلة ما بعد الدكتوراه في قسم علم الأوبئة والصحة العامة: «المرضى الأكبر سناً لا يزالون أكثر عرضة للوفاة؛ لكن المرضى الأصغر سناً الذين يعانون من السمنة أو ارتفاع ضغط الدم هم أكثر عرضة للوفاة، مقارنة بالمرضى الآخرين في سنهم الذين لا يعانون من هذه الأمراض، والنتائج التي توصلنا إليها توجه الأطباء إلى إعطاء اهتمام إضافي لهؤلاء المرضى عند دخولهم المستشفى». ووجد الباحثون أيضاً بعض الأخبار الجيدة في نتائج دراستهم؛ حيث انخفضت معدلات الوفيات بين المرضى في المستشفيات بشكل كبير بعد الأسابيع الأولى من شهر أبريل (نيسان)، ومن المحتمل أن يكون هذا بسبب توفر علاجات جديدة، والمزيد من المعرفة في المجتمع الطبي حول كيفية إدارة ورعاية المرضى في المستشفى بشكل صحيح.
وتقول جودمان: «بينما نتجه إلى ما قد يكون أحلك أسابيع الوباء، من المطمئن أن نعرف أن باحثينا يواصلون إحراز تقدم مهم، يمكن أن يساعد في توجيه مهارات صنع القرار للعاملين في مجال الرعاية الصحية في هذا المجال».
ومن جانبه، يرى الدكتور عادل دسوقي، استشاري الأمراض الصدرية بوزارة الصحة المصرية، أن «عوامل الخطر التي رصدتها الدراسة مشابهة إلى حد كبير مع عوامل خطر الفيروس المسبب لمرض الإنفلونزا، باستثناء ما يتعلق بارتفاع الإصابات بين الرجال أكثر من النساء».
ويقول: «الأسباب التي تؤدي لارتفاع الإصابات بين الرجال أكثر من النساء بحاجة إلى دراسة وتفسير، لا سيما أن الفارق في معدل الإصابات الذي رصدته الدراسة كبير».