حوارات واستطلاعات
الخبير السياحي والفندقي المصري رضا أبو عمارة في حوار لــ التنمية برس: ندعو الجهات المختصة بإنجاح رؤيتنا حول تطوير مشاريع القطاعات السياحية ودورها الخدمي في التنمية والاستثمار
- مدير فندق روتانا عدن: عدن ينتظرها مستقبل سياحي مشرق سيجعلها تنطلق نحو آفاق التنمية السياحية
- عدن أصبحت تعتمد على السياحة الداخلية بشكل كبير وهذا عكس طبيعة السياحة الخارجية للدول الأخرى
- إعادة تشغيل واستثمار المرافق السياحية سيجلب لدى الدولة عائدات مالية كبيرة وجلب فرص عمل للشباب وتحسين وجه عدن العمراني
▪︎تتعدد لدى اليمن وبالتحديد في العاصمة عدن العديد من المعالم السياحية الكثيرة والمتنوعة والشواطئ السياحية الجميلة والجذابة ومن ضمنها المتنفسات السياحية الطبيعية والمعالم الآثرية والتاريخية واضافة الى المتاحف والمعالم الثقافية والقصور التي ترسم ملامح تاريخ عدن المزدهر، ومن المعروف أن عدن مدينة سياحية بامتياز لما تمتلكه من مقومات سياحية وبسبب الأوضاع السياسية والأمنية التي حدثت في السابق أصبحت السياحة شبه راكدة كونها لا يمكن أن تتحرك الا اذا كان هناك استقرار أمني وانتعاش اقتصادي ملحوظ، ومن المعلوم بسبب هذه الظروف الصعبة التي أثرت بشكل سلبي كبير على السياحة الداخلية والخارجية نتيجة الازمات والصراعات منذ اندلاعها ومن أبرزها حرب 2015م، وحتى اليوم، حيث كانت ما قبل عام 2014م نسبة التشغيل بعض الفنادق 80% وبعضها وصل الى نسبة 100%، وعندما تأتي تحديات أمنية غير مستقرة ينضرب الاقتصاد بشكل عام والسياحة بشكل أساسي، ومن المؤسف أن نرى تقدم البلدان في العالم يكمن عبر مداخيل السياحة والتي تقدر بالمليارات الدولارات ونجد بلادنا بسبب تأثرها بهذه الاحداث السياسية المضطربة تؤثر هذه العوامل بشكل سريع وسلبي على السياحة في البلاد ومن طلقة رصاصة قد تلغي حجوزات وتوقف رحلات الطيران وفي هذا اللقاء الخاص نستضيف عبر موقع (التنمية برس) المتخصص بالشأن الاقتصادي والتنموي، الشخصية السياحية والفندقية المصرية الدكتور والخبير/ رضا محمد أبو عمارة مدير عام فندق روتانا عدن. والى التفاصيل حول أبرز ما ورد في هذا الحوار:
عدن عاصمة سياحية
•أكد الخبير السياحي المصري والذي يشغل منصبي نقيب السياحيين بجمهورية مصر العربية ومدير عام فندق روتانا عدن السياحي بالعاصمة عدن الدكتور/ رضا محمد أبو عمارة، أن مستقبل السياحة في مدينة عدن لا خوف عليه كونها تمتلك تاريخاً زاخراً بالسياحة من مختلف أنواعها وباعتبارها عاصمة سياحية وكانت في الماضي مركزاً للسياحة الدولية لاسيما وأنها تمتلك العديد من المقومات السياحية من الجزر والشواطئ البحرية واضافة الى تميز مواطنيها بحب الضيافة والابتسامة والمؤشرات تدل على أنها ستكون عاصمة مؤهلة للسياحة في المستقبل القادم.
وأشار الخبير أبو عمارة بأن الحركة السياحية والخدمية في عدن أصبحت بالفترة الأخيرة تعتمد على السياحة الداخلية "المحلية" باعتبار أن الدول تعمل على السياحة الخارجية ولكن هنا في اليمن يتم عكس ذلك حيث أًصبحت السياحة الداخلية هي الأساس والأقوى مقارنة بالسياحة الخارجية، مشيداً بدور الرئيس عيدروس قاسم الذبيدي رئيس المجلس الانتقالي وعضو مجلس القيادة الرئاسي ودعمه الدائم للافكار التي تعمل على النهوض بعدن والتوجه لرعاية الشباب في أولوياته.
وأشاد بجهود دولة رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور/ أحمد عوض بن مبارك في زيارته التفقدية والميدانية الى المرافق الحكومية العامة وتلمس هموم المواطنين والاستماع اليهم وأضاف الدكتور أبو عمارة بأن ذلك خير دليل بنزول أكبر مسئول في البلد لبعث رسالة أمان واطمئنان واستقرار لكافة السفراء والجاليات الأجنبية وللمدينة وأيضا لا يخفى على الجميع جهود محافظ المحافظة ووزير الدولة الأستاذ/ أحمد حامد لملس بتحركهم ومتابعة كافة القضايا الراهنة والمتعلقة بحياة المواطنين وسبل تحسين الخدمات التنموية.
كما توجه الدكتور رضا محمد أبو عمارة بالشكر الخاص للمهندس نزار هيثم رئيس الهيئة الشبابية بالمجلس الانتقالي الجنوبي لدعمه الدائم بالشباب والاهتمام بالتطور السياحي والاستثماري بالعاصمة الاقتصادية والتجارية عدن.
خطط سياحية وأهداف استثمارية
وفي السياق ذاته تطرق الخبير السياحي والفندقي أبو عمارة الى الحديث حول إيجاد خطة هادفة للاماكن السياحية والاهتمام والعناية بالرموز السياحية القديمة في عدن وتشغيلها بعائد استثماري محدود بمدة زمنية متفق عليه بين الدولة والقطاع الخاص من المستثمرين في المجال السياحي وأوضح بأن هناك فنادق كبيرة متواجدة في المدينة باتت مهملة بفعل آثار الحرب والنزاعات ومن ضمنها فنادق الصخرة في مديرية التواهي وفندق عدن بمديرية خورمكسر وفندق القصر بمديرية البريقة وغيرها كذلك، وشدد عل مسألة إعادة تأهيلها وصيانتها لتعود للخدمة مجدداً وبإمكان الدولة أن تعمل مناقصات دولية من باب جلب المستثمرين مما بدوره يحقق دخل مالي إضافي للدولة ويتم عبر الشراكة مع بين القطاع الخاص والحكومة باستثمار كلي مشروط بالا يكون طويل المدى ومقابل تشغيل العمالة المحلية من الشباب وذوي الكفاءات والقدرات السياحية.
مشاريع سياحية مطلوبة
كما أشار الى أن الشواطئ والسواحل في مديرية التواهي بالعاصمة عدن لا توجد بها مراكز تجارية مثل (المولات الاستثمارية) المعروفة لتلبية احتياجات الزائرين والسائحين من مختلف فئات المجتمع المحلي والدولي وعرض بدوره فكرة إقامة وتشغيل مشروع رياضة التجديف عبر سباق الزوارق البحرية بشكل مستدام، وأكد أهمية إقامة هذه المشاريع السياحية والترفيهية وأخذها من المعنيين ممثلة بوزارة السياحة ومكتب السياحة في عدن بمحمل الجد، والعمل بأرض الواقع في تعزيز شعار بأن عام 2024م هو عام للسياحة ودعم للمجالات السياحية عبر إيجاد مستثمرين وتشغيل ايادي عاملة بهذا القطاع الحيوي.
رؤية التدريب والتأهيل السياحي
مؤكداً بأنه يمتلك رؤية خاصة في تشكيل واعداد لجنة للسياحة وهي بحاجة للمساعدة وتذليل المهام لها وتتعلق بعمل إعادة تقييم للفنادق الموجودة بعدن، وأضاف في حديثه بأنه أصبح من الملاحظ حدوث أشياء غريبة وعجيبة تحدث بأن يتم إعطاء تراخيص مزاولة المهنة من الجهات المعنية لافتتاح فندق حديث دون مطالبات وشروط حول إعطاء خطة إجلاء لنزلاء الفندق وعدم وجود حماية مدنية مشيراً بأن بعض المطاعم لدى هذه الفنادق لا يتوفر فيها وسائل حفظ الأغذية وأغلبيتها لا تعرف تعمل بجودة عالية مبدياً ذلك بأنه يتحتم قبل افتتاح هذه المشاريع الخدمية والسياحية وجود رؤية وقواعد وضوابط تكون مكتملة حفاظاً لسمعة عمل الفندق ومن المؤسف أن تصل هذه الفنادق بأن تبحث عن العمالة الرخيصة ويتم تجاهل العمالة ذوي الكفاءات والخبرات والمهارات العالية ذات الجودة المطلوبة في القطاع السياحي لاسيما وأن هناك عقليات فذة متوفرة وجاهزة للعمل وكانت تعمل في كبرى الشركات السياحية العالمية والتي أصبحت تفكر بالهجرة خارج البلد.!
برامج وأفكار توعوية
من جهة أخرى دعا مدير عام فندق روتانا عدن رضا أبو عمارة العمل على إقامة تفعيل دور المعهد السياحي والفندقي بمدينة عدن والذي يتبع مكتب وزارة السياحة وذلك عبر إقامة ملتقى بحضور معالي وزير الدولة ومحافظ عدن وبرعاية ومباركة رئيس الوزراء بهذه المبادرة والفعالية بالاشتراك مع وزير الاعلام والثقافة والسياحة بتدشين ملتقى لأصحاب الفنادق والمطاعم السياحية ومناقشة سير المشاريع والخطط والخروج بتوصيات من هذا المؤتمر السياحي الأول والذي يهدف الى حب عدن ومن الأهمية الدعوة لإنجاح هذه الفكرة الطموحة.
وتقدم بجزيل الشكر والتقدير للأستاذ جعفر أبوبكر مدير عام مكتب السياحة في عدن ووكيل وزارة السياحة لتعاونه الدائم مع شخصه واهتمامه أيضاً بأي افكار تخص تطور السياحة في عدن.
كما أوضح بدوره عن وجود قرابة الــ 300 فندق، ناهيك عن المطاعم والكافيهات والمولات في عدن، مبدياً استعداده الكامل بإقامة برامج توعية سياحية للشباب والمواطنين ويتم ذلك بتنفيذ رؤية تدريبية تتعلق بدور الفنادق السياحية وتدريب العمالة للمنشئات السياحية والتدريب بفن الخدمة والاتيكيت والضيافة وآلية التعامل مع خدمة العملاء والتدريب على خطة الاخلاء والحماية المدنية ضمن برنامج التدريب والتأهيل الخاص بهذه الرؤية والذي يتم من خلاله تغيير المسار الوظيفي عن طريق هذه المبادرة والذي تتضمن على سبيل المثال الخريج الجامعي في أي تخصص غير مجال السياحة بإمكان هذا الخريج العمل بالقطاعات السياحية وهذا النظام معمول به في مصر.
الشباب والسياحة
وعَبر من خلال رأيه بأنه ينبغي تسليط الأضواء إعلامياً على هذه القضايا موضحاً بأن عدن اليوم تختلف عن عدن الأمس وعدن الأمس تختلف عن عدن اليوم ومن الأهمية بهذا الجانب أن يتم احتضان الشباب وإقامة ملتقى ومؤتمر لهم ويكون لهم دور خدمي وتنموي كبير في البلد واعطائهم فرص العمل لاسيما وأنه ينبغي على رجال الاعمال اليمنيين الاتجاه نحو تفعيل المشاريع الاقتصادية السياحية باعتبارها ثروة سياحية تزخر بها اليمن وتنوع المناطق الجاذبة للسياح ..لافتاً بوجود حركة سياحية نشطة من شأنها تحقيق رافد مالي واقتصادي لهم.