اخبار وتقارير

كشفت عجز البنية التحتية في مواجهة التغيرات المناخية .. عدن تغرق تحت الأمطار الغزيرة وذاكرة السيول تعيد كوارث 2020 إلى الأذهان

عدن ■ التنمية برس ■ خاص:

 

  • انقطاع حركة المرور وتحول الشوارع إلى مستنقعات مائية تؤدي  إلى تفشي الأوبئة 

 

  • الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية تشل حركة الحياة اليومية وتحاصر الأسر في منازلها 

 

  • البنية التحتية المنهارة تفضح عجز السلطة المحلية في مواجهة التغيرات المناخية الطارئة 

 

  • الأهالي يطالبون بحلول عاجلة لتفادي تكرار المأساة سنويًا

    ▪︎ تشهد العاصمة المؤقتة عدن منذ فجر اليوم الثلاثاء موجة من الأمطار الغزيرة المصحوبة بعواصف رعدية نتيجة المنخفض الجوي الذي ضرب المدينة، متسببًا في شلل شبه كامل للحياة اليومية في مختلف المديريات المتضررة ومنها كريتر والمعلا والتواهي والقلوعة .  


وحصل موقع "التنمية برس" على صور متنوعة من مختلف الصفحات الرسمية والحسابات الشخصية في منصة التواصل الاجتماعي (فيس بوك) رصدها محرر الأخبار توضح فيها حجم الأضرار الكبيرة التي حصلت للمواطنين حيث يتبين فيها توقف حركة المرور في معظم الشوارع الرئيسية نتيجة تراكم مياه الأمطار والسيول المائية، وسط ضعف كبير في جاهزية البنية التحتية وعدم توفر الحلول والمعالجات المستدامة لمثل هذه الظروف المناخية الطارئة.

 

حياة مشلولة.. ومخاطر تتصاعد

المشهد اليومي للمواطنين في عدن يكشف حجم المأساة؛ حيث تحولت الشوارع إلى مستنقعات مائية وتراكم المخلفات، ما عرقل حركة المركبات وأجبر الأهالي على البقاء في منازلهم. كما ازدادت المخاوف من وقوع كوارث بشرية ومادية مع استمرار هطول الأمطار وتدفق السيول.

 

وفي مديرية كريتر عاصمة المحافظة، وجدت أسرة مكونة من خمسة أفراد نفسها محاصرة داخل منزلها بعدما غمرت المياه مدخل الحي، فيما اضطر العشرات من سكان الشيخ عثمان إلى السير وسط مياه الأمطار للوصول إلى أماكن عملهم. أما في خور مكسر، فقد عجزت سيارات الإسعاف عن الوصول إلى بعض الأحياء، ما أثار مخاوف كبيرة بشأن مصير المرضى والحالات الطارئة.

 

وبهذه التداعيات الجارية حولت طائرتان للخطوط الجوية اليمنية كانت قادمتان من القاهرة حيث قاما بتحويل مسارهما أثناء الرحلة إلى مطار جيبوتي بسبب تأثيرات المنخفض الجوي على عدن. 

 

ذاكرة كارثية تتكرر

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تغرق فيها عدن تحت الأمطار، إذ يستعيد الأهالي ذكرى سيول أبريل 2020 التي أودت بحياة العشرات وخلفت خسائر مادية جسيمة، بعد أن جرفت المياه المنازل والمركبات وأتلفت الممتلكات العامة والخاصة. واليوم، يجد المواطنون أنفسهم أمام مشهد مشابه، وسط غياب خطط حقيقية للتعامل مع هذه الكوارث الموسمية.

غياب الحواجز المائية وصيانة المجاري

وفي السياق ذاته يرى مراقبون محليون أن ضعف أداء السلطة المحلية والحكومة اليمنية في تجهيز الحواجز المائية وصيانة مجاري السيول القديمة، إضافة إلى غياب خطط إنشاء قنوات جديدة لتصريف مياه الأمطار من عدة جهات، كان سببًا رئيسيًا في تفاقم الأزمة، الأمر الذي جعل المدينة تواجه الأمطار كل عام بذات المأساة دون حلول جذرية.

 

دعوات عاجلة للحلول

ويطالب الأهالي والناشطون بالمدينة بسرعة تدخل الجهات المختصة لإيجاد حلول عاجلة ومستدامة، تشمل إنشاء مشاريع لتصريف مياه الأمطار، وتعزيز دور الدفاع المدني لمواجهة الكوارث المحتملة، إلى جانب وضع خطط مستقبلية تراعي تزايد المخاطر المناخية التي قد تتكرر بشكل أكثر حدة.

 

مخاوف صحية وأوضاع إنسانية صعبة

وبهذا الوضع تكدست المياه في الأحياء الشعبية والذي بدوره يعزز المخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض، خصوصًا في ظل محدودية إمكانيات الجهات الصحية. ويشير ناشطون إلى أن ما يحدث في عدن ليس مجرد أزمة عابرة، بل تهديد مباشر للأمن الإنساني يستدعي تدخلًا عاجلًا.

أصوات تستغيث

"كل عام نغرق بنفس الطريقة"، يقول أحد المواطنين الغاضبين في مديرية المعلا، مضيفًا: "نريد حلولًا عملية لا وعودًا فارغة، فقد تعبنا من مواجهة الأمطار دون أي حماية". هذه الأصوات تتكرر في مختلف المديريات، مطالبة الجهات المعنية بخطة إنقاذ عاجلة تضمن سلامة السكان وتضع حدًا لمعاناة المدينة المزمنة مع الأمطار والسيول.

 

البعد المناخي العالمي.. عدن في مواجهة التغيرات

ويربط خبراء المناخ ما يحدث في عدن بظاهرة التغيرات المناخية العالمية التي أدت إلى تزايد شدة المنخفضات الجوية والأمطار الغزيرة في مناطق لم تكن معتادة على ذلك سابقًا. ويؤكدون أن المدن الساحلية مثل عدن ستظل أكثر عرضة للكوارث المناخية ما لم تُعتمد استراتيجيات وطنية لمواجهة التغير المناخي، تشمل تطوير البنية التحتية وتعزيز خطط التكيف والاستجابة السريعة.

مدير مستشفى الغيضة المركزي بالمهرة لـ"التنمية برس" : خطواتنا ثابتة نحو تطوير الخدمات الصحية وتخفيف معاناة المرضى والتوسع في التخصصات الطبية


قريباً الخطوط الجوية اليمنية تبدأ تطبيق تسعيرة موحدة للتذاكر بالريال اليمني


الصحفي عبدالرحمن أنيس يوضح حول مستجدات أسعار الغاز المنزلي والسيارات في الأسواق المحلية


البنك المركزي اليمني يشدد على منع شركات ومنشآت الصرافة من التعامل بأموال المؤسسات الحكومية ويلزم بتحويلها إلى حساباته الرسمية وفق الضوابط والإجراءات