مجرد رسالة في #عام_هجري_جديد_١٤٤٠
- 1. فرصة جديدة .....
هناك... فوق ربوة الجبل ،قرية صغيرة
هناك
انظر اليهم ...
يجتمعون محيطين به
يهتفون ،
دع الطفل ، تعال..
أخر يبشره : لا تحمل هما ، سأتكفل بطاعمك واسرتك ... على الحاصل ...
هناك فوق تلك الربوة
يحمل طفله ،
رباعي السنين ،
ينظر له ، بحنان ، رغم ان دموعه تنهمر مثله ،
هو ينظر له ، يحتضنه بشدة ، ونهر من الدمع يغطي وجهه ،
ينهمر الى صدره ، الى وجه الصغير الباكي ، ينظر ، تتحرك رجليه الى الحافة ،
الى الهاوية ،
ينظر ويطلق كلماته العابرة من نحيب ألم ، لا مثيل له ، الم مكتوم :
سأخبرك رغم المرارة التي في جوفي ، آاااااه بني ، لا اراك باكيا ، لا اراك جائعا ، لا اراك متسولا ،لا اراك مقتولا ، آه بني ، سنذهب حيث لا نجوع ، لا نخاف ، لا نعرى ، لن تراهم ، سيذهبون للجحيم ، وسأرافقك هناك ، حيث لا ألم .....
يتصاعد الصياح : دعه ، اتق الله ، اتق الله ، دعه !!
صوت آخر : ولا تقتلوا اولادكم من ...
لم يكملها، قاطعه النحيب : كفى ...
لم يكمله هو أيضا .... فقد هوى ...
جسمه يهوي الى الأسفل ... سريعا ...
روحه تصعد للأعلى سريعا ...
هو ما زال يحتضن طفله الصغير ،
عيونه للأعلى ناظرة .. تصلبت ، جفت الدموع منها ...
يتذكر (مقلتيه .... )
ومقلتيه تقول بصمت ...
فرصة جديدة ،
مجرد انتحار ،
رسالة فريدة مرسلة ..
ربما لم تصل بعد الى ( سيد ، ورئيس ، وملك ) !
- 2. فقط هناك أمل ....
تجمعوا حولها ،
ينتظرون لقيماتهم المعتادة ، انتظروا طويلا ، هزوا جسدها البارد ،
احتضنوها ،
توزعوا بين رأسها ، صدرها ، وارجلها ...
كانت جامدة كالصخر... باردة كالثلج ....
كانت تطعمهم ما وجدت لذلك سبيلا ، تبتسم اليهم ، وجوفها يحترق من الجوع ،
في تلك البقايا التي يسكنونها من ذلك البيت ، المنهار من القصف ،
يقتلها الجوع ، والخوف من الحرب ،
لم تتوقف آلة القتل ، لا تعلم هي لماذا ؟ ،
لم تكن تهتم قبل ذلك الا ان تعيش (حياة كريمة!) ،
كانت حلما ، او ربما كابوسا ما ، ربما ، لكنه من سنوات عدة ، نسيت أي ذكرى عن (حياة كريمة! ) ، فقط تذكرت انها تريد ان تتوقف تلك الحرب ، او ان (تقوم القيامة ) ، علها ترتاح ، لم تعد تريد حياة كريمة ، بل ان تعود لما كانت عليه قبل سنوات سبعة .
خدعوها شباب الثورة ، حين صرخوا (الشعب يريد اسقاط النظام ) ،
نامت بعد تلك الذكرى ، في سواد الليل ،
نامت ، تتأوه ،
نامت ......
هامهم حولها ... يهزونها بحنان، ينادون بصوت متعب :
اماه ...
اماه ...
لا يعلمون بموتها ...وهي لم تخبرهم
ظلوا حولها ،،،،
فقط هناك امل ... والحرب مستمرة !
كل عام وانتم في أمن ، وسلام ، ودولة
#هم_مواطن
#اصلح_الله_بالكم
محبتي الدائمة
احمد مبارك بشير
10/9/2018