مصانع طحن الاسمنت..مشاريع العصر
د/ حسين الملعسي
■ صناعة الإسمنت هي عملية تحويل المواد الخام مثل الحجر الجيري والطين إلى مادة بناء قوية تستخدم في تشي...
شهد سوق الصرف لهذا اليوم تراجع كبير ومفاجئ في قيمتي كلًا من الدولار والسعودي ( مقارنة بيوم أمس) حيث تراجع الأول _ الدولار _ بحوالي ٤٠٠ ريال يمني ، في حين تراجع الآخر بحوالي ١٠٠ ريال يمني، كل ذلك يدل على تحسن مفاجئ لصالح الريال اليمني أو ارتفاع في قيمته مقارنة بما كان عليه من قبل.
لقد كان للقرار الرئاسي في مساء الأمس المُقر بتغيير قيادة البنك المركزي تأثير على سوق الصرف حيث كان التغيير مفاجئ وغير متوقع بعد إشارات رئاسية سابقة بإستمرار قيادة البنك المركزي السابقة لدورة جديدة.
إن التراجع الحاد في أسعار صرف الدولار الأمريكي والريال السعودي _ لصالح الريال اليمني_ يشير إلى حالة من الذعر والقلق أصابت المتعاملين في سوق الصرف بيعًا وشراءا بسبب تغيير إدارة البنك المركزي المفاجئة، وكذا عن أخبار متواترة غير رسمية عن منحة جديدة من المملكة العربية السعودية، مما خلق اضطراب شديد في سوق الصرف أدى لتراجع غير منظم لقيمتي الدولار والسعودي. وبسبب التغييرات الجديدة في قيادة البنك المركزي والأخبار غير المؤكدة حول منحة جديدة واضطراب أسعار الصرف تم تأجيل مزاد يوم الثلاثاء حتى استقرار السوق وحتى تستطيع البنوك تقديم عطاءات واضحة تعتمد على أسعار صرف تعكس التناسب بين العرض والطلب في السوق ، كما لم يُنزل البنك المركزي على صفحته الرسمية سعر تأشيري للصرف كما كان معمول به بإستمرار في السابق .
من المحتمل أن يظل سوق الصرف في حالة عدم استقرار بعض الوقت حتى تتضح العوامل المؤثرة والطارئة على سوق الصرف، وبالذات النهج التي ستتبعه القيادة الجديدة للبنك المركزي فيما يتصل بالمزاد والعلاقة مع سوق الصرف سواء شركات الصرافة أو البنوك التجارية والإسلامية وأية إجراءات محتملة من الحكومة أو وجود أي شكل لتعزيز موقف الريال اليمني في سوق الصرف.
إن الاضطراب الحالي سيزول تدريجياً ويعود سعر الصرف إلى وضع التوازن ولن يحدث ارتفاع كبير للريال مقابل الدولار والريال السعودي. كما أن أسعار السلع الغذائية الأساسية ستظل كما هي بإنتظار أسعار صرف مستقرة نسبيًا بعد الفوضى الحالية.
ونعتقد إن وضع الريال سيظل ضعيفًا، لكن نأمل استقراره في حدود معقولة أدنى مما كانت عليه قبل التطورات الأخيره، أما في حالة وجود دعم فعلي فنأمل تساوي أسعار الصرف في عدن وصنعاء كأقل عملية اقتصادية منطقية في اقتصاد بلد واحد وعملة واحدة وسوق واحد.
إن القرار الرئاسي الإيجابي بتعيين قيادة جديدة للبنك المركزي هو قرار في الإتجاه الصحيح نأمل أن يرافقه قرارات شجاعة لإصلاح الأوضاع الاقتصادية والتي ستساعد في استقرار سعر صرف الريال مقابل العملات الأجنبية واستقرار أسعار السلع الغذائية الأساسية ودحر شبح المجاعة في البلاد.
د. حسين الملعسي