عن/ مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي:
انطلق يوم أمس الإثنين 16 سبتمبر 2024 المؤتمر الإعلامي السنوي الثالث، الذي ينظمه مرصد الحريات الإعلامية ومركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، بشكل افتراضي.
وشارك في افتتاح المؤتمر وجلسات اليوم الأول أكثر من 300 صحفي وناشط حقوقي وممثلين عن منظمات دولية. وأشار مصطفى نصر، رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، إلى أن الصحفيين والإعلاميين في اليمن يعملون في ظروف محفوفة بالمخاطر، دون وجود سلطة تسندهم أو إطار قانوني يحميهم، مطالبًا بسرعة الإفراج عن الصحفيين المعتقلين والمخفيين قسرًا.
وأضاف نصر: "من المؤسف أن ينعقد هذا المؤتمر وهناك العشرات من زملائنا وزميلاتنا والعاملين/ات في منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية والبعثات الدبلوماسية رهن الاختطاف والإخفاء بتهم ملفقة ودعاوى مفبركة، وهو الأمر الذي يتطلب تعاون المنظمات المحلية والدولية وكافة المدافعين عن حقوق الإنسان من أجل الدفاع عنهم ومعاقبة كل منتهكي حقوق الإنسان في اليمن".
واستعرض نصر التحديات التي يواجهها الصحفيون/ات اليمنيون/ات، سواء ما يتعلق بالتحديات المادية أو الانتهاكات الجسدية والنفسية والتهديدات الرقمية أو تلك التي تأتي من الوسط الإعلامي نفسه، حيث قال: "ونحن ندافع عن الصحفيين والصحفيات الذين يتعرضون للانتهاكات فإننا كصحفيين نؤكد بأن من يمارس التحريض، واللغة المبتذلة في النقد، والتضليل ونشر الإشاعات، ورهن حروفه وقلمه لجهة على حساب الحقيقة لا يمثلون الصحافة الحقيقية، وإنما يمثلون ظاهرة عابرة، وإحدى تشوهات الحرب، ونحن مطالبين قبل غيرنا بأن نحمي المجتمع من تضليلهم وإفساد الإعلام على أيديهم".
وأكدت سفيرة مملكة هولندا في اليمن، جانيت سيبين، استمرار الدعم المتواصل للصحافة والمجتمع المدني في اليمن، انطلاقا من أن حماية حقوق الانسان بما في ذلك حماية حرية التعبير، الديمقراطية، وسيادة القانون يعتبر وسيظل في قلب السياسة الخارجية لمملكة هولندا في جميع أنحاء العالم.
وعبرت السفيرة عن إعجابها الشديد بالصحفيين اليمنيين الذين يناضلون رغم الظروف الصعبة والخطرة، “ولذا نحن سعداء بدعم أول جائزة للشجاعة الصحفية في اليمن والتي ستمنح في ديسمبر المقبل".
وأشادت بالجهود التي يبذلها مرصد الحريات الإعلامية التابع لمركز الدراسات والاعلام الاقتصادي في توثيق الانتهاكات والدفاع عن قضايا الصحفيين، بالإضافة إلى تقديم الدعم القانوني والرقمي والنفس في ظل ظروف صعبة، وأنها تشكل أهمية بالغة في دعم حرية الإعلام في اليمن.
كما أشادت بصورة خاصة بالدعم المقدم لحماية الصحفيات في اليمن اللاتي يواجهن تحديات أكبر في المجتمع اليمني ويكن عرضة بشكل خاص للتنمر والابتزاز الإلكتروني.
وطالبت جانيت الحوثيين بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الموظفين اليمنيين العاملين مع الأمم المتحدة والمفوضية السامية والبعثات الدبلوماسية والمنظمات غير الحكومية الذين تم اعتقالهم بشكل تعسفي منذ اكثر من مائة يوم، مشيرة إلى أنه وإلى جانب كون تلك الاعتقالات انتهاكا صارخا لحقوق الانسان فإن استمرار اعتقالهم يعيق بشكل كبير قدرة العاملين على تقديم المساعدة لملايين اليمنيين المحتاجين، ناهيك عن تقويض الفضاء المدني في الشمال.
وأوضحت بأن السفارة تبذل جهودا من أجل المعتقلين، وأن الدبلوماسية الصامتة تمثل إدارة قوية في هذا الجانب إلى جانب الأدوات التي تستخدمها منظمات المجتمع المدني في اليمن.
وفي الجلسة الأولى للمؤتمر، نوقشت التهديدات والتحديات التي تواجه حرية الصحافة في اليمن من قبل مجموعة من الصحفيين والمتخصصين. وقدم محمد إسماعيل، المدير التنفيذي لمركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، عرضًا شاملاً لحجم الانتهاكات التي واجهها الصحفيون/ات خلال السنوات العشر الماضية، والتي بلغت أكثر من ألفين وخمسمائة انتهاك.
كما ناقش حمدي البكاري، الصحفي والمراسل لقناة الجزيرة، أساليب التهديدات التي يتعرض لها الصحفيون/ات، مستعرضًا تجربته الواسعة في تغطية الأحداث في اليمن والمنطقة. في حين تناول المحامي جمال الجعبي النصوص القانونية التي تقيد العمل الصحفي والجهود المبذولة للدفاع عن الصحفيين/ات في عدن، وقدم وهيب النصاري، رئيس تحرير موقع المشاهد نت المستقل، عرضًا حول الاستقطاب السياسي وتأثيره على تنوع وسائل الإعلام خلال الحرب الراهنة في اليمن.
واختُتمت الجلسة الأولى بكلمة لفراس حمدوني، مدير برنامج أول بمعهد DT، حول التحديات والفرص في التعاون بين المنظمات الحقوقية، وتفعيل حملات الضغط والمناصرة للدفاع عن الصحفيين والحد من الانتهاكات التي يتعرض لها ناشطو/ات حقوق الإنسان والحريات في اليمن.
الجلسة الثانية للمؤتمر حملت عنوان "الصحافة المتخصصة: البحث عن الفرص المهدرة"، شهدت نقاشات مع صحفيين متخصصين في الصحافة الاقتصادية والعلمية وصحافة البيانات.
حيث استعرض الصحفي المتخصص في صحافة البيانات بسام غبر المفاهيم الأساسية لصحافة البيانات مبينًا أهميتها في صحافة اليوم، وقدم الصحفي المتخصص في الصحافة العلمية عمر الحياني خلاصة تجربته في الصحافة العلمية ومتطلباتها كما استعرض رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفى نصر متطلبات وشروط الصحفي الاقتصادي، وخلال الجلسة التي أدارها المحاضر في جامعة حضرموت الباحث في الإعلام عبدالله باخريصة جرى نقاش عميق حول أهمية التخصص في الصحافة ومتطلبات العمل الصحفي في العصر الحديث.
كما اختتم المؤتمر جلسته الثالثة مع فهمي الباحث، الاستشاري المختص في السلامة الرقمية، الذي قدم أدوات أساسية لمساعدة الصحفيين في فهم معايير الأمن السيبراني، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات.
سيستمر المؤتمر، الذي يحمل شعار "الحريات الإعلامية والتحول الرقمي"، لمدة خمسة أيام، حيث يناقش في 11 جلسة مجموعة من القضايا المتعلقة بحرية الصحافة ودعم التحول الرقمي. وستبحث المناقشات في مستقبل الصحافة في ظل التحديات الرقمية، وأهمية الصحافة المتخصصة، وأمن الصحفيين/ات من التهديدات السيبرانية. كما سيتناول أهمية البودكاست ودور الإعلام في قضايا البيئة والتغير المناخي. بالإضافة إلى استغلال الذكاء الاصطناعي لتعزيز الابتكار في المجال الصحفي.
وينوه المرصد بأنه يمكن للمشاركين استخدام نفس الرابط لحضور جميع جلسات المؤتمر، بالإضافة إلى إمكانية التسجيل للمشاركين الجدد عبر الرابط التالي
https://us02web.zoom.us/webinar/register/8017254896875/WN_6W2syCz7Sc2xGH2xRyejTA#/registration
مرصد الحريات الإعلامية في اليمن منصة رصد ومعلومات، تهدف إلى نشر كل ما يتعلق بحريات الرأي والتعبير في مختلف المناطق اليمنية بطريقة مهنية ومستقلة إلى جانب تحليل ومناصرة قضايا الصحفيين على المستوى المحلي والدولي.