مصانع طحن الاسمنت..مشاريع العصر
د/ حسين الملعسي
■ صناعة الإسمنت هي عملية تحويل المواد الخام مثل الحجر الجيري والطين إلى مادة بناء قوية تستخدم في تشي...
الشاي ليس مجرد مشروب عادي نحتسيه مع بدايات الصباح أو عند غروب الشمس، وليس مجرد وريقات نغمرها بالماء لنحصل على مذاق لذيذ وشعور منعش.
إنه تاريخ بدأ في الصين ثم عم العالم واشتهر البريطانيون بشاي الساعة الخامسة، وأصبح علامة مميزة لهم، حتى ظن البعض أن بريطانيا مصدره، رغم أنه لم يزرع بها شجيرة واحدة، وتعد المملكة المتحدة أحد أكبر المستهلكين للشاي الذي لم تعرفه بريطانيا إلا في القرن الثامن عشر، وبعد مئات السنين من اكتشاف الصينيين له.
وكان الشاي سببا في تعديل أنظمتها السياسية وقيام الثورات ضدها، وسمي ذلك المشروب الممتع بـ(شاي الغضب)، وتبدأ الحكاية من الهند أحد أهم مصادر الشاي في العالم، التي كانت من المستعمرات البريطانية، التي لا تغيب عنها الشمس، فقد فرضت الضرائب على المستعمرات، واحتكرت بعض السلع ومنها الشاي الذي يباع في أمريكا حكرا على شركة الهند الشرقية البريطانية، ما دعا بعض التجار إلى تهريب الشاي، فردت عليهم الحكومة البريطانية بإرسال سفن محملة بالشاي ليباع بسعر أقل من سعر السوق السوداء لضرب المهربين. ليقوم المواطنون بالصعود إلى ظهور تلك السفن وإلقاء الشاي في البحر وإحراقه. منعا من أن يباع بسعر أقل من سعر التجار المحليين، فكانت الشرارة التي أوقدت ثورة الشاي في بوسطن عام 1773، كانت ثورة سياسية اجتماعية، حيث قاطع المستوطنون الشاي، واستعاضوا عنه بالقهوة والشكولاتة، وسميت تلك الثورة «حفلة شاي بوسطن» قامت الحكومة البريطانية بسن قوانين إلزامية جديدة، ولكن أحدا لم يلتزم بها، بل وجدت تمردا وعصيانا تجلى في الاجتماع الأول لنواب المستعمرات الذي أصبح فيما بعد الكونجرس.
ومن الغضب إلى السلام والجمال والأناقة التي لم تشوهها الحروب إلى اليابان وثقافة الساد والطريقة التي يقدم بها الشاي، وأسست معاهد لتدريسها بعد أن كانت حكرا على البلاط الإمبراطوري ومعابد الرهبان، خصص اليابانيون غرفا في منازلهم لتناول الشاي مؤثثة بأثاث تقليدي، كما فُتحت في المدن بيوت للشاي لا يقدم فيها مشروب سواه وفق طقوس معتادة. وتتمثل هذه الطقوس في نوعين، النوع الأول يسمى "التاتامي" ويحضر الشاي فيها والضيوف جالسون على الحصيرة اليابانية، أما الثاني "الريو ريه" يحضر فيه الشاي على منضدة مخصصة والضيوف حولها. ويقوم طقس الشاي على أربع قواعد أساس: وهي (التناغم، والاحترام، والنقاء، والسكون). فمثلا تكون حركة ذراع من يقدم الشاي مستقيمة بما يوحي بالاحترام في حضرة الشاي، ويكون ملء أكواب الشاي بأسلوب فريد؛ كأن يملأ القدح الأول إلى الربع والثاني إلى النصف والثالث إلى ثلاثة أرباع، ثم يعاد ملء الأقداح.