لماذا توقفت حملات تشويه تجار الخردة؟!
ماجد الداعري
■ بعد صدور حكم قضائي نافذ لصالح تجار الخردة، قضى بحفظ حقوقهم وحصولهم على 75% من قيمة الطن الخردة عال...
على الرغم من التشابه البيولوجي الكبير بين الطفل و الشاب والشيخ الا أن هناك فروقات كثيرة بينهم تستدعي معاملة كل منهم بطريقة مختلفة لأن “التشابه لا يعني التطابق”، و لذلك أصبح من الشائع دوليا التفريق بين منشات القطاع الخاص بتصنيفها بحسب “الحجم”، فهناك منشات عملاقة، كبيرة، متوسطة وصغيرة. ولكن لا يوجد اتفاق دولي على طريقة التصنيف فهناك من يستخدم عدد العمال بالمنشأة ، و هناك من يستخدم المبيعات أو كليهما معا ، لكن أيضا تختلف التصنيفات بحسب العدد المحدد أو حجم المبيعات من دولة لأخرى ، بل أحيانا من قطاع الى اخر.
و لذلك فعلى الرغم من الاتفاق دوليا على مصطلح “المنشات الصغيرة و المتوسطة (SMEs)” الا ان اختلاف التعريف بين الدول لا يسمح لنا بمقارنة علمية دقيقة لهذا القطاع بين الدول “Benchmarking” ، فمثلا دول الاتحاد الاوربي تضع 250 عاملا كحد أعلى لمنشات هذا القطاع بينما يزيد العدد الى 500 عامل في أمريكا ، و لك أن تتخيل القيمة الاقتصادية و المساهمة في التوظيف للمنشات التي حجمها بين 250 و 500 عامل الذي يشمله التعريف الأمريكي لهذا القطاع ، و هذه احدى النتائج المترتبة على اختيار التعريف وان كنا لا نستطيع الجزم بأفضلية تعريف دون اخر. لكن نستطيع الحديث من باب العموميات عن هذا القطاع بين الدول ، ومدى مساهمته الفاعلة في التوظيف والناتج المحلي ، وأيضا نستطيع مناقشة هموم وتحديات مشتركة للمنشات التي تنتمي اليه سواء في الادارة ، التشريع أو التمويل والذي يشكل تحديا كبيرا لمنشات هذا القطاع، لكن بدون أدنى شك أن التحديات التي تواجه منشأة لديها عشرة موظفين تختلف بشكل جذري عن تحديات منشأة لديها 200 موظف والحديث في ذلك يحتاج مزيدا من التفصيل.
هذا ما يخص قطاع المنشات الصغيرة و المتوسطة فماذ عن المشاريع الريادية ، و الفرق بينهما والذي كثيرا ما سؤلت عن هذا الفرق؟
أعود بالقارئ الكريم الى جملتين مما سبق قوله و هما : أولا أن التشابه بين المشاريع الريادية و قطاع المنشات الصغيرة والمتوسطة لا يعني تطابقهما ، و ثانيا أن التصنيف الذي استخدم لتعريف المنشات الصغيرة و المتوسطة هو “حجم المنشأة ” بينما المشاريع الريادية تصنف بحسب “عمر المنشأة” و قد أصطلح على أن المشاريع الريادية هي ما قل عمره عن 42 شهرا أو ثلاث سنوات و نصف أيا كان حجمها صغير أو متوسط (و لكن بالطبع لا نقصد الشركات المساهمة الكبيرة) و هذا التصنيف مقر من المرصد العالمي لريادة الأعمال (GEM). أما لماذا هذا العمر بالتحديد فلأن الكثير من الدراسات وجدت أن مصير المشاريع الجديدة يتحدد بين ثلاث وأربع سنوات، فاما الاستقرار والنمو أو الخروج من السوق، و في دراسة حديثة للدكتور عبدالعزيز الحرقان وجد أن 76% من المؤسسات الناشئة في السعودية فشلت خلال السنوات الثلاث الأولى، وبقي 24% فقط وهذا يدل على أهمية البعد الزمني لتصنيف المنشات مما يترتب عليه دعم و عناية خاصة تتلاءم مع التحديات التي تواجه البدايات.
أخيرا ان كان عمر 42 شهر هو نهاية مرحلة الريادة فان بداية مرحلة الريادة (اللون الأخضر بالشكل أدناه) تسبق التأسيس بفترة طويلة قد تمتد الى ثلاث سنوات تكون مرحلة للتوعية والتشجيع للأفراد بأن يفكروا بريادة الأعمال كخيار وظيفي مستقبلي لهم بدلا عن البحث عن وظيفة ولذلك يعرف المرصد مصطلح النية الريادية (Entrepreneurial intention) بانها نسبة الأفراد الذين أعمارهم بين 18 و 65 والذين ينوون بدء عمل ريادي خلال ثلاث سنوات وتستغل هذه المرحلة للتوعية وبناء المهارات وصقلها أملا في التقليل من نسبة فشل المشاريع الجديدة.