ظهرت السلالة الهندية لفيروس كورونا في أعقاب اكتشاف سلالات سابقة، كالبريطانية والجنوب أفريقية والبرازيلية وغيرها، حيث تصنف منظمة الصحة العالمية سبعا منها على أنها ذات انتشار عالمي، في حين كان عددها محصورا في ثلاثة نهاية مارس/آذار.
وتثير هذه السلالة العديد من المخاوف جراء ما سببته من وضع صحي كارثي في الهند، البلاد التي ظهرت فيها المتحورة. وانتقل الوباء بسرعة إلى دول أخرى، وبلغت حصيلة مجموع البلدان التي أعلنت أنها اكتشفت حالات إصابة بهذه السلالة 17 دولة على الأقل، وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية في وقت سابق.
واستطاع الفيروس بسلالته الجديدة أن يتسلل إلى دول عربية أيضا.
دول عربية وصلتها السلالة الهندية :
العراق
أعلنت وزارة الصحة العراقية الثلاثاء تسجيل حالات إصابة بالمتحورة الهندية. وأفادت السلطات الصحية في هذا البلد، عن "وضع 21 شخصا في الحجر الصحي للاشتباه بإصابتهم بهذه الطفرة الجديدة، وهم أقرباء لحالة مشتبه بها عادت من الهند مؤخرا."
وذكرت وزارة الصحة والبيئة في العراق الخميس أنه تم تسجيل 33 حالة وفاة جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة. ليرتفع إجمالي عدد الوفيات بسبب الوباء إلى 15 ألفا و673 حالة.
المغرب
ومن جهتها، كشفت الرباط الإثنين تسجيل أول حالتين من الإصابات بالسلالة الهندية للفيروس. وأوضح بيان لوزارة الصحة أن الحالتين اكتُشفتا في مدينة الدار البيضاء وخضع المخالطون لهما للعزل لتجنب انتشار العدوى، مضيفا أنه "تم التكفل بالحالتين وكل مخالطيهما وفق البروتوكولات الدولية والوطنية الجاري بها العمل...".
وأعلنت وزارة الصحة الخميس تسجيل 360 إصابة مؤكدة جديدة بالفيروس خلال الـ24 ساعة وست وفيات ليصل العدد الإجمالي للوفيات جراء الجائحة إلى 9049.
الجزائر
وفي الجزائر، كشف معهد باستور الحكومي للأبحاث الإثنين أنه تم رصد أولى حالات الإصابة بهذه السلالة. وأشار المعهد في بيان إلى أن ست حالات من السلالة الهندية تأكدت في ولاية تيبازة الساحلية التي تبعد 70 كيلومترا تقريبا إلى الغرب من العاصمة الجزائر.
وسجلت الجزائر الخميس 201 إصابة جديدة بفيروس كورونا و8 وفيات خلال الـ24 ساعة، حسب ما أعلنته وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في بيان، ليرتفع إجمالي الوفيات في هذا البلد إلى 3370 وفاة.
الأردن
اما في الأردن، فقد تم تسجيل 3 إصابات وفق ما أعلنه وزير الصحة فراس الهواري السبت. وذكرت الحكومة الخميس أنه تم تسجيل 26 وفاة و1007 إصابات بالفيروس خلال 24 ساعة، ليرتفع إجمالي عدد الوفيات إلى 9014 حالة.
ما الذي نعرفه عن السلالة الهندية؟
الوضع الوبائي الكارثي في الهند التي تعاني من اكتساح هذه السلالة لها، يثير قلق العالم من مدى خطورة هذه المتحورة، وإن كانت المعلومات بخصوصها غير كافية حتى الآن، حسب بسام زوان العضو في الكلية الملكية البريطانية للجراحين.
وما يعرف عن هذه السلالة، وفق تصريح زوان لفرانس24، أن "ميزتها تختلف عن السلالات الأخرى، لأنها تحمل طفرتين في نفس الوقت. الأولى تضعف اللقاحات، والثانية أنها تجعل الفيروس أكثر التحاما بالخلية ما يسبب في انتقال واسع للعدوى، إضافة إلى أنها تصيب بشكل أكبر الأشخاص في أعمار صغيرة".
وكانت "بايونتيك" الألمانية، أول منتج للتطعيم المضاد لفيروس كورونا يعلن صمود لقاحه أمام السلالة الهندية. وأكدت الشركة، التي طورت اللقاح بتعاون مع "فايزر" الأمريكية، على لسان مؤسسها بأنه "واثق" من فعالية اللقاح ضد هذه السلالة، معتبرا أن التلقيح ضد كوفيد-19 سيشكل "حصنا سيصمد"، قبل أن يضيف "أنا متأكد من ذلك". وأوضح أن شركة بايونتيك اختبرت لقاحها على أكثر من 30 متحورا، وحصلت في كل مرة على "استجابة مناعية كافية".
ويرجح الخبراء أن اللقاحات تساهم عموما في التخفيف من حدة المرض في حالة الإصابة مهما كان خطر السلالة. وبالتالي يبقى التطعيم، برأيهم، مسألة في غاية الأهمية يجب الاستمرار في حملاته عبر دول العالم.
الدول العربية تحصن نفسها ضد السلالة الهندية
ولمواجهة انتشار السلالة الهندية، قامت العديد من الدول العربية بفرض جملة من القيود على المسافرين القادمين إليها من الهند: كلبنان والعراق والأردن والإمارات وغيرها.
وهذا، في وقت يبدو فيه موعد الخروج من الأزمة الصحية بالبلدان العربية عموما بعيدا مع تواصل انتشار الوباء وارتفاع عدد الإصابات كما هو الوضع في مصر.
وقد قررت القاهرة إغلاقا جزئيا بدءا من الخميس للمراكز التجارية والمطاعم وإلغاء احتفالات عيد الفطر لمكافحة انتشار الجائحة. وسجلت البلاد أكثر من 13 ألف وفاة، التي تشهد "موجة ثانية"، حسب رئيس الوزراء مصطفى مدبولي. كما أعلنت تونس الجمعة فرض حجر صحي شامل لمدة أسبوع انطلاقا من الأحد.
بوعلام غبشي