التنمية برس: متابعات
بالتزامن مع استمرار الحرب والمعارك واشتداد وترتها في البلد هاهو اليمن اليوم يحتل المركز الاول في معدلات سوء التغذية المزمن لدى الاطفال مادون الخامسة من العمر
هذا ما اكدت علية نتائج المسح الذي اجراة برنامج الاغذية العالمي بالاشتراك مع منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) حيث اشار المسح الشامل للأمن الغذائي الذي يصدر كل سنتين الى ان معدلات سوء التغذية الحاد في اليمن بلغت حد الخطر في معظم البلاد وارتفعت نسبتها في بعض المناطق الى حد يتحتم التدخل العاجل حيث يعاني اكثر من عشرة ملايين يمني أي اكثر من 40 في المائة من سكان اليمن من عدم قدرتهم على تأمين وجبتهم التالية والعدد في تزايد مستمر مع الحرب الدائرة حتى اليوم
الحرب البطالة المعونات والفقر سبب المشكل
احمد الصغير من عدن هو اب لأسرة مكونة من طفلين ابنة البكر ذو الاربعة الاعوام يعاني من هزال شديد وأمراض المت به كالإسهال والحمى والتي ارهقت جسده النحيل
يقول الصغير بأنه قبل الحرب كان يعمل في شركة حراسات امنية براتب ضئيل لا يستطيع ان يسد به جوع أطفاله ويوفر لهم القوت الضروري بشكل كامل كل يوم ولكن منذ اندلاع الحرب فقد وظيفته كغيرة الكثير من العاملين في القطاع الخاص بسبب الاوضاع وهاهو اليوم لم يستطع الحصول على عمل اخر رغم انتهاء الحرب في عدن ولم يعد يستطيع توفير الغذاء اللازم لأسرته وطفلة المريض الذي بدا المرض يفتك بهو وأصبح زائر دائم في المجمعات الصحية لأجل علاج ابنه
حالة اخرى هي ام علي التى توفى زوجها خلال الحرب الذي كان المعيل لأسرته تقول ام علي انة قبل وفاة زوجها الذي كان يعمل في البحر مع الصيادين في اصطياد السمك كانت حالتهم مستورة يوفر لهم الوجبات الثلاث وبعض الاحيان وجبتين ولله الحمد ولكن بعد وفاته قبل اكثر من ستة اشهر اصبحت بلا سند و لامعيل لها ولابنها الوحيد الذي اصبح يعاني سوء تغذية حاد بسبب فقرها وعدم قدرتها على توفير الغذاء اللازم له وأيضا بسبب انقطاع المعونات التي تقدمها المنظمات الانسانية وعدم حصولها عليها منذ اكثر من اربعة اشهر حيث حصلت على اول وأخر معونة قبل ما يقارب الاربعة اشهر والتي كانت تخفف عنها بعض الشيء ام علي الى اليوم لازال طفلها يعاني وفي زيارات دائمة في احد المستشفيات .
برنامج الاغذية العالمي يحذر من كارثة
في مطلع نوفمبر تشرين ثاني الماضي حذر برنامج الاغذية العالمي من ان وضع الامن الغذائي في اليمن يتدهور بسرعة قائلا ان عشرة محافظات من اصل اثنين وعشرين محافظة يمنية تواجه انعدام الامن الغذائي على مستوى الطوارئ
وجدد البرنامج تحذيره في نهاية ديسمبر / كانون ثاني الماضي وقال ان النزاع اليمني والحرب المستمرة فاقمت ازمة الامن الغذائي اذ انضم اكثر من ثلاثة ملايين شخص الى صفوف الجياع في اقل من سنه
فيما اظهر تقرير عن الحاجات الانسانية للأمم المتحدة لعام 2016م ان 7.6 مليون شخص في اليمن يعانون انعدام الامن الغذائي الشديد وهو مستوى يتطلب تدخل سريع للمساعدات الخارجية كما ان 21.2 مليون شخص أي 82 بالمائة من سكان اليمن بحاجة الى شكل من اشكال المساعدة الانسانية
تعز الحديدة و حجة الاولى
تصدرت محافظات تعز والحديدة وحجه المراتب الاولى في انعدام الامن الغذائي فبسبب الحرب الدائرة والحصار المفروض على محافظة تعز منذ شهور وصعوبة ادخال المعونات الانسانية اليها وانعدام الغذاء والكهرباء والماء والأدوية والمستلزمات الطبية فأن تعز وصلت الى وضع حرج جدا انعدام الامن الغذائي خاصة والذي يستدعي تدخلا طارئا وبصورة عاجلة
ايضا محافظة الحديدة التي فيها كثافة سكانية كبيرة ومستوى الفقر والجوع فيها مرتفع جدا فقد كانت من قبل تسجل نسبة كبيرة في انتشار الامراض وزادت اكثر نتيجة الحرب حالات سوء التغذية بحسب من افاد به تقرير لوزراة الصحة والسكان في اليمن
محافظة حجة هي الاخرى تعاني من الفقر وفيها مشكلة كبيرة هي بعد مستشفيات المدينة عن القرى حيث تقدر المسافات في بعضها بأكثر من 80 كيلو ومع الحرب وانعدام المشتقات النفطية فأن الاسر في القرى لاتجد سيارات تنقل بها اطفالها الذين يعانون من سوء التغذية الى المدن إلا بأسعار مرتفعة جدا جدا يصعب على الكثير من الاسر استئجارها وبالرغم من وجود مجمعات صحية في القرى و لكنها فارغة فلا توجد بها أي ادوية او مستلزمات طبية وتعاني من الاهمال الشديد
تفشي سوء التغذية وإغلاق المراكز الصحية
قطعت اليمن شوطا كبيرا في مواجهة سوء التغذية قبيل الحرب ولكن خلال التسعة الاشهر الاخيرة ارتفعت نسبة الفقراء الى اكثر من 81 بالمائة بحسب دراسة حديثة صادرة عن مركز الاعلام الاقتصادي اليمني
ونفذت اليونيسيف دراسة مسحية في محافظات (عدن- الحديدة- حجة) خلصت الى تفشي مستويات سوء التغذية الحاد وسوء التغذية الوخيم بنسبة 8.9 بالمائة و3.8 بالتوالي وأقرت هذه الدراسة بإصابة 573 الف طفل بالمستوى الحاد الوخيم وحذرت من اصابة طفل واحد من بين كل ثمانية اطفال دون الخامسة بسوء التغذية اضافة الى 1.3 مليون طفل يعانون من سوء التغذية اليوم مقارنة مع 690 الف طفل قبل الحرب
الى ذلك تضررت خدمات التغذية العلاجية مع تضرر المرافق الطبية في عشر محافظات وكذلك قلت الواردات العلاجية ونزحت الكوادر الطبية بحثا عن الامن
وقد اغلق حوالي 192 مركزا طبيا للتغذية بسبب شح الوقود وعدم القدرة على الوصول الى الاطفال في المناطق المتضررة
اكثر من 100 حالة خلال شهرين
في زيارة للمجمع الصحي في مديرية النواهي وهو احد المجمعات الصحية في مديريات محافظة عدن الثمان وعبر منسقة برنامج التغذية الدكتورة / نوال عبده علي حصلنا على احصائيات لعدد حالات سوء التغذية في المجمع خلال الفترة من شهر ديسمبر 2015 الى يناير 2016م حيث رصدت اكثر من مائة حالة سوء تغذية كالتالي
سوء تغذية حاد وخيم عدد الحالات 36 حالة عدد حالات الشفاء 22 حالة
سوء تغذية متوسط – صعب الشفاء عدد الحالات 68 حالة عدد حالات الشفاء 4 فقط ولا توجد أي حالة وفاة
وأيضا التقينا بمسؤلة قسم التغذية في المجمع الاخت /امون هبة الله وسالناها عن اهم اسباب كثرة حالات سوء التغذية في هذه الفترة بالذات
فقالت الحرب طبعا والفقر والبيئة وعدم الوعي والجهل اضافة الى التغذية غير الصحيحة
وعن الاعراض التي تلحق بالأطفال فقالت اسهال حاد – فقدان وزن – حمى
مليون طفل وأكثر يعانون
تحدث الينا احد موظفين المنظمة السويدية لرعاية الاطفال في عدن بصورة شخصية والتي لديها قسم مختص بسوء التغذية عن وضع سوء التغذية وقال ان اكثر من مليون طفل مادون الخمسة سنوات في اليمن يعانون من سوء تغذية حاد وبحاجة الى المساعدة العاجلة اكثر من أي وقت مضى وسبب وصول الحالات الى هذا الرقم المهول هو الصراع في اليمن الذي دخل الشهر التاسع وبالتالي اثر سلبا على وضع الاسر وأطفالهم وسبب صعوبة في وصول المساعدات العاجلة اضافة الى الحصار الخانق على المتضررين في مناطق الحرب وهذا الذي ادي الى ارتفاع معدلات سوء التغذية لتصل الى اعلى المستويات على الاطلاق ومن بين الاسوء في العالم
وأرفق رابط للمنظمة تصدر به تقارير شهرية عن وضع الامن الغذائي وحالات سوء التغذية وقال خلال اسبوع تقريبا سوف ينشر التقرير السنوي للمنظمة على الموقع نفسه الموجود بالأسفل عن وضع الامن الغذائي وسوء التغذية في اليمن كون سياسة المنظمة تنشر أي تقارير عبر موقعها فقط
https://yemen.savethechildren.net/resources
على الدولة وجميع الاطراف المتصارعة والمجتمع بشكل عام التكاتف معا من اجل مساعدة الاطفال الذين يعانون من حالات سوء التغذية فالأوضاع اصبحت كارثية جدا لا يمكن السكوت عنها وتجاهلها اكثر ويجب ايقاف هذه الحرب بشكل عاجل وتسهيل وصول المساعدات الى الاماكن المتضررة خاصة واحترام القوانين الدولية الانسانية وتطبيقها والتي تعتبر اليمن من الدول التي وقعت على اغلب الاتفاقيات والبرتوكولات الملحقة .
*عدن الغد