مصانع طحن الاسمنت..مشاريع العصر
د/ حسين الملعسي
■ صناعة الإسمنت هي عملية تحويل المواد الخام مثل الحجر الجيري والطين إلى مادة بناء قوية تستخدم في تشي...
تفاجأت خلال اليومين الماضيين عند تصفحي الفيس البوك بخبر حادثة مقتل الشاب عمرو محمد حزام، من أبناء عدن كريتر الشرفاء والبسطاء كان هذا الخبر بمثابة الصدمة المؤلمة لأهالي عدن المسالمين دوما وعلى مر الأزمان،تجدهم ينبذون المظاهر المسلحة الخارجة عن النظام والقانون من خلال الأحداث المأساوية التي أصبحت تكرر بين الحين والأخر .. شاهدت أصدقاء الشهيد عمرو حزام يدعون له بالرحمة والغفران ويسكنه الجنة ويتضامنون معه برفع صوره على حساباتهم الشخصية والدعوة إلى محاسبة القاتل المجرم لينال جزائه الرادع بما ارتكبت يداه، هذا الشاب المكافح الصامد والصابر على حياته بسبب الأوضاع الراهنة في البلاد أًصبح ضحية في ليلة وضحاها بسبب مشكلة حصلت بين مالك معرض مجوهرات يدعى الصلاحي في مديرية صيرة تحديدا سوق الحاشدي التجاري ،وحسب شهود عيان عند وقوع المصيبة ومقتل المجني عليه "عمرو حزام" كان أثناء الحادثة يحاول أن يحل المشكلة الحاصلة بين الطرفين صاحب معرض المجوهرات وأحد أفراد الشرطة حيث تبين أن هناك استدعاء لراعي المحل بخصوص المشكلة نفسها إلا أن الأمر تطور مما أدى بالأخير بمباشرة إطلاق النار دون تحكيم استخدام أسلوب العقل والمنطق والحكمة في التحدث مع الآخرين عند وقوع المشكلة،
إلا أن الأقدار شاءت أن تصوب البندقية التي بحوزة الشرطي (الجاني) وإطلاق الرصاص على الشاب عمرو لتستقر في الرأس وترديه قتيلا في الحال أمام بسطته المتواضعة وسط ذهول الناس المارة لهذه الحادثة الشنعاء التي ترفضها القيم الإنسانية والأخلاقية والإسلامية وتؤدي إلى غضب الله تعالى،
ألهذه الدرجة وصل الحال بأفراد يرتدون البزة العسكرية وينتمون إلى قسم شرطة كريتر ويكون أحدهم قاتل في يوم وليلة دون أن يدري أنه سيصبح مجرم في يوم من الأيام بدلا من أن يصبح جندي يحمي الوطن والمواطن ونهايته ستكون بهذا الشكل المؤسف والمخزي، الجميع يعلم أن الشرطة في خدمة الشعب والواجب يتطلب من الشرطي الحماية ونصرة المواطن من أي اعتداء همجي أو غيره ويصبح للأسف الشديد رمزا للهمجية والعنف وسفك الدماء بغير حق.. أهكذا هو الحال وصل بأقسام شرطة عدن !! يا اسفاه يا اسفاه
كيف يمكن لأي شخص ينتمي إلى الجهاز الأمني في بلادنا وهو لا يعرف كيف يستخدم السلاح ومتى يستخدم في أوقات للضرورة القصوى لذلك، أين هو دور ومسئولية وزير الداخلية ومدير أمن عدن من العشوائية الحاصلة في قطاع الأمن الداخلي معقول من أفراده يصبحوا جناة دون اكتساب الخبرة والتدريب وتلقي العلم في أكاديمية الشرطة،
لم يكن يتوقع المجني عليه عمرو حزام أن نهايته في الحياة ستكون مفاجأة أثنا تدخله في مشكلة حصلت في السوق الذي يعمل فيه لكسب لقمة العيش بكرامة ونزاهة وعفة، هذا الشاب لا تربطني به أي معرفة سابقة ولكن الضمير الإنساني لم يسمح لي بالصمت والاكتفاء بالمشاهدة دون حتى أقل واجب التضامن معه ومع قضيته وقول كلمة الحق،
في الآونة الأخيرة انتشرت في مدينة عدن المدنية صاحبة الحضارة والتاريخ والتعايش والتكافل والسلام أن تصبح بعد أحداث حرب صيف 2015م أن يكون فيها كثرة الهرج والمرج (القتل وسفك الدماء) وانتشار الفساد بين الناس وتردي الأخلاق والقيم الإنسانية، أصبح فيها التخلف والهمجية والعنف وظاهرة حمل السلاح والاستهتار باإزهاق أرواح الناس البريئة وحيث أصبحنا في حياتنا اليومية نتمسك بالدين ولم نتمسك بالأخلاق والقيم وهذه حقيقة لابد من قولها مما أصبح حالنا يرثى له بسبب أفعالنا قبل أقوالنا،
أصبحنا نتمنى عودة تلك الأيام الجميلة والذكريات السعيدة في الماضي عندما كنا نعيش في أمن وأمان واستقرار وسلام وسعادة وهناء دون كراهية أو عنف أو حقد حتى الفتن والأزمات لم تكن موجودة آنذاك،
تخيلوا أن الشهيد عمرو موعد عقد قرانه خلال الأيام القادمة وسيدخل عش الزوجية وهو ليس لديه قبيلة تحميه أو منصب أو جاه لكي يقتص لأجله،
رأيت كاتب في حسابه بالفيس بوك أنه درس اللغة الانجليزية في بنجلور بالهند ودرس المحاسبة في كلية العلوم الإدارية بجامعة عدن وحالته الاجتماعية مخطوب
كافح وصبر واجتهد واشتغل بعرق جبينه ليصبح إنسان يستفيد منه المجتمع من خلال مجال البيع والشراء وهو عبارة عن بسطة على الأرض متواضعة يكسب منها بالحلال ويتطلع إلى حياة أفضل..
كم من شباب مثله في عدن وغيرها من المحافظات الأخرى همه أن يصبح صاحب مشروع حر (رائد أعمال) أو يوفقه الله بوظيفة مرموقة براتب جيد تعينه على حياته المعيشية ويحققوا أحلامهم وأهدافهم التي رسموها في مخيلتهم فيما يرضي الله وضميرهم الإنساني الذي لا يعرف إلا الخير والتعاون والرحمة ومساعدة الآخرين والاعتماد على الذات
لماذا كل هذا الظلم والقتل الذي يحدث في عدن أيعقل أن تصبح "عدن" في عام 2017م أنموذجا لانتشار الأسلحة لغير الأمنيين والعسكريين وممارسة البلطجة واكل أموال الناس بالباطل،ونحن وفق هذه الحالات والأحداث المأساوية..
لماذا دائما تتكرر المآسي والأحداث المؤلمة التي يتفطر لها القلب وتدمي لها العين حيث نرى ونسمع أن الرجال الصالحين والمدافعين عن الوطن وكرامته بكل الوسائل الممكنة أن يصبحوا ضحايا لأشباه الرجال وأصحاب الضمائر الميتة والنفوس الضيقة !! ويقتلون بدم بارد كما هي العادة دائمة من أجل المال الحرام الذي لا يشبعون منه مهما كثر أو تعدد مصادر الدخل وهم هؤلاء أساس الظلم والفساد والبلاء على البلاد والعباد الطيبين،
والله تعالى يرفع الدولة الكافرة العادلة ويهزم الدولة المسلمة وان كانت ظالمة،
من العار أن ترى شاب مكافح ويعمل ويدرس ويجتهد من أجل بناء نفسه وتحقيق ما يصبوا إليه وبالنهاية يقتل على يد كانوا من الحرب في عدن فارين جبناء ومسكوا السلاح بعد الحرب ويقتلوا شباب عدن،
قال الله تعالى في كتابه الكريم:
(ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) صدق الله العظيم
وقال تعالى:
(ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا)) صدق الله العظيم
إن قتل النفس التي حرم الله تعالى إلا بالحق من أحرم الحرام ومن أفضع الأعمال جرما وأكبرها إثما
وقد توعد الله قاتل المؤمن عمدا بأنواع العقوبات كل واحدة أعظم من الأخرى وأنزل غضبه عليه والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يحذرنا في أحاديثه الشريفة حينما قال:
(لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق))
ويقول أيضا: (( ما أطيبك وأطيب ريحك،ما أعظمك وأعظك حرمتك،والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله من حرمتك))
فالاعتداء على النفس المؤمنة البريئة من الموبقات ومن أكبر الكبائر وأشد المنكرات،اللهم أحفظنا بحفظك وسلمنا من كل شر أنت عالم به ووفقنا لما تحبه وترضاه أنك سميع مجيب
أوجه رسالتي إلى كل من محافظ عدن الأستاذ/ عبد العزيز المفلحي وكذا اللواء الركن/ شلال علي شائع مدير أمن عدن أن يعيدوا تفعيل القضاء والنيابات والمحاكم وسرعة البث في قضية مقتل الشهيد عمرو وغيره من الضحايا وتعزيز التوعية بعدم حمل السلاح وإصدار القرارات بمنع حمل السلاح إلا برخصة فقط للعسكريين المشهود لهم بالكفاءة العالية والأخلاق والأمانة والإخلاص في العمل، هذه مسئوليتكم أمام الله تعالى ومحاسبون عليها كما ينبغي على المواطنين بعدن تقديم النصح والإرشاد في كيفية منع حمل السلاح وإخطاره على الجميع
الرحمة والمغفرة والجنة للشهيد عمرو محمد حزام وخالص العزاء والمواساة القلبية نرسلها إلى أهل وذوي الفقيد الى الوالد العزيز/ محمد حزام
انا لله وانا اليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل.