مصانع طحن الاسمنت..مشاريع العصر
د/ حسين الملعسي
■ صناعة الإسمنت هي عملية تحويل المواد الخام مثل الحجر الجيري والطين إلى مادة بناء قوية تستخدم في تشي...
رغم أن دولة الكويت ليست دولة ذات ثقل محوري وتأثير كبير في العمليات العسكرية لـ " التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن " إلا أن الكويت سجلت حضورا كبيرا في المشهد اليمني في المجالات السياسية والإنسانية ففي المجال السياسي استضافت الكويت المفاوضات السياسية بين الأطراف السياسية اليمنية وبذلت كل الجهود لإنجاحها وما تزال الكويت تبدي استعدادها لاستضافة المفاوضات السياسية بين الأطراف اليمنية من جديد إذا توفرت الإرادة والنوايا الحسنة لمفاوضات جادة تفضي إلى سلام شامل في اليمن .
وفي المجال الإنساني تعد الكويت الدولة الخليجية الوحيدة التي تقدم الكثير من المساعدات الإنسانية والخدمية للشعب اليمني دون ضجيج إعلامي ودون حسابات سياسية وبلا أهداف وأجندة سوى الوقوف مع الشعب اليمني وفي هذا الإطار.
انطلقت الحملة الخيرية الإنسانية الأكبر تأثيرا في أوساط الشعب اليمني وهي : "حملة الكويت إلى جانبكم" حيث وزعت الحملة مساعدات إنسانية وسلال غذائية وصلت إلى مئات الالاف من الأسر اليمنية في أغلب مناطق اليمن كما قامت الكويت سواء عبر الجهات الخيرية الرسمية أو عبر المؤسسات الخيرية الأهلية بترميم الاف المدراس التي دمرتها الحرب كما تبنت إعادة تأهيل الكثير من المؤسسات اليمنية التي دمرت خلال الحرب ووزعت الالاف من ألواح الطاقة الشمسية التي أنارت الآف المنازل كما تبنت مشاريع مياه شرب ومساعدات طبية متنوعة ومخيمات طبية كما أطلقت حملات اغاثية عديدة خصصت لمناطق منكوبة في اليمن .
الكويت دولة سباقة في المجال الإنساني ولها بصماتها الخيرية والإنسانية في العالم حيث تجاوزت حملاتها الإنسانية العالم العربي والإسلامي إلى الوقوف المشرف مع الإنسان في كل مكان وصاحبة أيادي بيضاء في كل الكوارث والنكبات التي تتعرض لها مناطق بالعالم حتى أستحق أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح تكريم الأمم المتحدة في نيويورك بتأريخ التاسع من سبتمبر أيلول 2014م باعتباره قائدا للعمل الإنساني في العالم كما تم تسمية الكويت حينها بالمركز الإنساني العالمي .
من الإنصاف القول بأن الكويت لم تقف إلى جوار الشعب اليمني خلال سنوات الحرب التي ما تزال رحاها تدور في اليمن فحسب بل لقد قدمت الكويت منذ عقود من الزمان الكثير من الدعم والمساعدة لليمن حكومة وشعبا فتبنت بناء المئات من المدارس والمستشفيات والمشاريع الخدمية والإنمائية المتنوعة .
لم يقف عطاء الكويت في العالم العربي والإسلامي عند الجوانب الإنسانية والخيرية والإنمائية بل لقد كان لها السبق في المجال الثقافي والفكري فقد كانت المجلات والكتب والسلاسل الثقافية وماتزال تمثل زادا ثقافيا ومعرفيا لكل قارئ للعربية في العالم ومن ينسى مجلة " العربي " و" الكويت " و " عالم المعرفة " و " الثقافة العالمية " و " المجتمع " و" مجلة العلوم الأمريكية " بترجمتها العربية وغيرها كما تبنت الكويت تشجيع المواهب والكفاءات العربية فأسست مسابقات وجوائز عديدة وتبنت طباعة إصدارات المئات إن لم نقل الالاف من الكتب الإبداعية والفكرية والعلمية المتنوعة .
لقد أشدت قبل سنوات في مقال منشور بالاعتذار الرسمي الذي قدمته الحكومة اليمنية لدولة الكويت بسبب الموقف اليمني من غزو العراق للكويت في 2 أغسطس / آب 1990م واعتبرت ذلك الاعتذار خطوة هامة نحو ترميم وتمتين العلاقات الاخوية بين البلدين رغم أن الكويت قد كبرت على الجراح وتجاوزت خلافات الماضي وطوت تلك الصفحات .
ومثلما نشيد بجهود الكويت السياسية والإنسانية والخيرية وبوقوفها المشرف إلى جانب الشعب اليمني ندعوها لمواصلة جهودها الإنسانية والخيرية والسياسية المشكورة وأن تواصل بذل جهودها لإعادة المفاوضات السياسية لعلها تثمر في إيقاف الحرب وإحلال السلام في اليمن خاصة وأن لدولة الكويت مصداقية وثقة عند مختلف الأطراف اليمنية .