مصانع طحن الاسمنت..مشاريع العصر
د/ حسين الملعسي
■ صناعة الإسمنت هي عملية تحويل المواد الخام مثل الحجر الجيري والطين إلى مادة بناء قوية تستخدم في تشي...
عمليا كان المحافظ المفلحي مقال ولم يتبقى سوى إصدار قرار جمهوري بإقالته من قبل الرئيس هادي , ولم يتبقى سوى البحث عن بديل وهو ما أخر قرار الإقالة لبعض الوقت , تصرفات رئيس الوزراء بن دغر مع المفلحي كانت صبيانية وبهستيرية تدل على أن الرجل فقد توازنه ولم يعد بذلك الرجل الذي يستطيع التعايش مع الأحداث و الأزمات و الحروب و المنعطفات الخطيرة .
صراع بن دغر و المفلحي ليس بجديد , بدأ منذ تولي المفلحي مقاليد سلطة عدن المحلية , بن دغر أراد أن يمارس مهامه ليس كرئيس للوزراء بل رئيسا تنفيذيا للجمهورية اليمنية من عدن وله جميع الصلاحيات بعدن على حساب المحافظ المفلحي , الدليل على ذلك تجاوز بن دغر للسلطة المحلية بالإتصال المباشر مع مدراء المؤسسات و المكاتب التنفيذية لتهميش المحافظ المفلحي .
التكليف الأخير من رئيس الوزراء وبتوجيهات من الرئيس هادي للوكيل أحمد سالمين بالقيام بمهام المحافظ المفلحي بكامل الصلاحيات كان قرار إقالة بموافقة الرئيس هادي , تجاوز بن دغر البروتوكول والأعراف القوانين الإدارية بمخاطبة وكيل محافظة دون التنسيق المباشر مع مسؤوله الاول وهو المحافظ المفلحي .
الرئيس هادي كان على علم بذلك الصراع الشرعي , وهو ما شجع بن دغر بالمضي قدما بإذلال المفلحي بتلك القرارات الغير قانونية مطلقا , الرئيس هادي خذل صديقه و مستشاره المفلحي وتركه وحيدا يواجه رئيس حكومته و بطانته الفاسدة بعدن , وأهمل المفلحي وترك بمصر لثلاثة أشهر .
القشة التي قصمت ظهر البعير هي قيام الوكيل أحمد سالمين بتوجيه عمليات المحافظة بمنع دخول مديرة مكتب المحافظ المفلحي الاخت عذراء المدراسي لمكتبها بديوان المحافظة , وبعد يوم واحد فقط من قرار المفلحي بتعيينها مديرا عاما لمكتب المحافظ , كما قام سالمين بتغيير ختم ديوان المحافظة الرسمي من دون سبب قانوني أو رسمي لذلك العمل , تلك التصرفات أللا مسؤولة من قبل وكيل المحافظة حزت بنفس المفلحي كثيرا وأعتبره تحريض مباشر من قبل بن دغر عليه وهذه المرة كانت من قبل أحد وكلائه , كل تلك المآسي التي عانى منها المفلحي كانت بعلم الرئيس هادي ووقف موقف المتفرج و المشجع من ذلك الصراع الغير متكافئ .
أقولها بصراحة تامة للذين أختزلوا مشكلة المفلحي بالمكتب و سكن المحافظ كنتم مخطئين , كان الصراع الحقيقي بين المفلحي وقوى الفساد التي تدار من جبل معاشيق وهذا ما أثبته المفلحي بفحوى إستقالته للرئيس هادي .
قرار شجاع وصائب أتخذ من قبل المحافظ المفلحي بالاستقالة وهو مرفوع الرأس قبل الإقالة وهو مدفون الرأس , ظهرا جليا عجز و ضعف الرئيس هادي بعد إستقالة المفلحي , وكانت ردة فعل الرئيس مخيبة للآمال و محبطة للغاية , أختزل معاناة المفلحي وعدن بتوجيهات للقيادة العسكرية بتمكين المفلحي من مكتبه وسكنه , وتغافل متعمدا عن أسباب الإستقالة التي كانت بسبب فساد مستشري بحكومته الشرعية الفاسدة .
المفلحي أصبح بطلا قوميا ويستحق ذلك بجدارة , الرئيس هادي كاد أن يصبح بطلا قوميا ويزيد من أسهم شعبيته المنهارة , ولكنه كالعادة لا مكان له بين الأبطال , ومن يسيطر عليه وعلى قراراته لا يريدون له خيرا قط , حكومة بن دغر لم يتبقى على عمرها الزمني سوى شهر وعدة أيام فقط قبل إقالتها كليا بحسب الإتفاق قبل عملية الإعمار ووصول الوديعة السعودية الملياري دولار لبنك البحرين المركزي .
لو كانت توجيهات الرئيس هادي بعد إستقالة المفلحي بفتح تحقيق فوري من قبل نيابة الأموال العامة وتجميد نشاط رئيس الوزراء و جميع المشتبهين لأصبح الدنبوع بطلا قوميا بجانب المفلحي , وحتى لو عدل المفلحي عن قراره فسيعود أكثر قوة وسلطة .
ولكن إرادة الله وحده هي الغالبة دائما و أبدآ , ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله , سرقوا وقود محطات الكهرباء وتركوا شعبهم يعيش بالظلمات وكم أزهقت أرواح بسبب الحر الشديد لإنقطاع التيار الكهربائي المتعمد بسبب الوقود المسروق , سرقوا مياه الشرب بتعمدهم عدم صيانة وحفر الآبار وغيرها , تركوا عدن فريسة لمياه المجاري و النفايات و العصابات وتجار الحروب والأزمات , رواتب الجيش والأمن مكنوزة بخزائن بنك عدن المركزي رافضين صرفها ويتذرعون بحجج واهية وغير منطقية .
على المجلس الإنتقالي التريث قليلا وعدم الانصياع لهتافات الشارع الحماسية وتكون النتيجة خدمة للرئيس و حكومته المتهالكة المتأكلة المنهارة , دعوا كرة ثلج الشرعية تتدحرج وتكبر حتى تصير جبلا يصعب تسلقه أو تكسيره , وقفوا قليلا موقف المتفرج للأحداث التي ستلي قرار إستقالة المفلحي , وردود أفعال بن دغر وحكومته وبعدها لكم حرية القرار و التصرف, هناك طرق وقنوات للتصعيد أقل كلفة و أكثر جدوى , وبطريقة حضارية و قانونية سنوصل بها رسائل كبيرة للداخل و الإقليم و العالم بأننا أصحاب حق و رجال دولة بمعنى الكلمة , ويجب تشكيل فريق قانوني من قبل المجلس الإنتقالي لتجهيز ورفع دعاوى محلية أو حتى دولية ضد الحكومة الشرعية ونتحاشى موقتا الرئيس هادي لكي لا نسقط السقف على رؤوسنا .