نتابع وبشكل يومي صفحات وحسابات التواصل الإجتماعي لناشطين من أبناء المهرة ، وما أكثرهم ، فهم في تفاعل مستمر مع مختلف القضايا في إطار المحافظة ، والمجتمع المهري يتسم كعادته بالتعايش والبساطة ويمتاز بعدم مساومته على مصلحة محافظته ومقوماتها ومقدراتها ..
ومن خلال المتابعة لما يكتب ويطرح على حسابات التواصل الإجتماعي بمختلف وسائلها التي هي في أوجّها عطفاً مع التطورات الكثيرة والمتزاحمة التي أحدثتها تحركات وتوجيهات معالي الشيخ راجح باكريت محافظ المحافظة في إطار توفير الخدمات العامة وتنميتها .. فالمهريون لم يعتادون على مثل هذه التحركات السريعة والتجاوبات المستعجلة مع قضاياهم وطرحهم ومقترحاتهم ، بحيث أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي سبيل جيد لإيصال صوت المواطنيين إلى قيادة السلطة المحلية ، ليس هذا فحسب بل وتتفاعل معها بشكل سريع وعلى نطاق رسمي .
هذه المستجدات حفرت الكثيرين إلى إنشاء صفحات في مواقع التواصل الإجتماعي أو اإستغلال حساباتهم التي ربما سيطر عليها الجمود لفترات ؛ وطرق باب السلطة المحلية التي هي متابع جيد لمنشورات التواصل الإجتماعي ، تارة بمناشدات وتارة بانتقادات وتارة أخرى بمقترحات وحلول ورؤى .. فأصبح الجميع دون إستثناء كبير أو صغير يستطيع إيصال رسالته للمسؤول دون أي قيود أو عوائق أو أبواب مغلقة ، فيضع في الوعاء الإلكتروني ما جادت به قريحته سواء أكان شيئا أو حسنا .
فالسلطة المحلية يسرت بهذا السبيل تواصل المواطنين معها وهم في مناطقهم التي تبعد بعضها مئات الكيلو مترات عن مركز المحافظة ، وفتحت نوافذ عدة لسماع هموم الناس وشكاواهم ومظالمهم واحتياجاتهم ، ولكن نجد وللأسف وعلى الرغم من هذا التعامل المميز من قبل المسؤول مع المواطنين ، نجد الكثير من الحسابات تنشر لا لشيء بل للتشهير أو لإثارة البلابل أو لتأجيج الرأي العام ضد المسؤول الفلاني أو العلاني ، على خلفيات عدة يطغى منها الإختلاف السياسي أو التوجه الحزبي أو القبلي أو ما شابه .. والأطم والأدهى إننا لاحظنا كما لاحظ الجميع كثرة الحسابات التي تحمل اسماء مستعارة ومتخفية خلف توجهات سياسية بغيضة ولم تنشئ إلا لأغراض دنيئة وتربص بالمسؤولين وحقداً وغيضاً من نجاحات هنا وأخرى هناك .
ومن جانب آخر ، فإننا نقرأ بعض المنشورات يراد منها أصحابها الضغط على السلطة المحلية بالمحافظة ، ظناً منهم بأنهم ومن خلال منشوراتهم يستطيعون أن يثنون المسؤول عن خطوة اتخذها أو قرار أصدره ، أو أن يلزموه بتنفيذ قرارت أخرى أو القيام بخطوات مماثلة ، وإن حدث وتحقق بعض الذي كتبوا عنه يقولون في قرارة أنفسهم " هذا بسبب منشوراتنا ولو إننا لم نكتب لما ألتفت إلينا هذا المسؤول أو ذاك " وهم لا يعلمون بأن الخطوة التي تحققت كان مخطط لها في وقتها ومكانها من قبل ولم تتحقق من مجرد منشور أو مجموعة من المنشورات ، حتى أصبح أكثرهم واهمين بأنهم يستطيعون ليّ ذراع السلطة بمنشوات فيسبوكية أو رسائل واتسأبية أو تغريدات تويترية ، فبدلاً من مساندة السلطة المحلية بتوضيح أهم الاحتياجات من خلال التواصل الإجتماعي الذي جعلته السلطة سبيلاً لإيصال كل الاصوات إليها ، أضحى البعض يعتقد بأن هذا التواصل هو سلاح إلكتروني يمكنه من خلاله المطالبة بخدمات لمنطقته لم تشهد المحافظة لها مثيل ، أو شن هجوم لا هوادة فيه على السلطة والمسؤولين .
ومن هذا المنبر المتواضع نقولها وللملأ بأن السلطة عاكفة على تحقيق تنمية شاملة للمحافظة ، ولم تغفل ولن تغفل أي منطقة أو مديرية تقع جغرافياً في حدود المهرة ، ولكن لن يحدث هذا في ظرف عام أو عامين ، فما تم هدمه في عقود من الزمن لن يتم بناؤه في أقل من الفترة التي قضيت في الهدم .. فمعول الهدم أسرع بسنين ضوئية من معول البناء .