مصانع طحن الاسمنت..مشاريع العصر
د/ حسين الملعسي
■ صناعة الإسمنت هي عملية تحويل المواد الخام مثل الحجر الجيري والطين إلى مادة بناء قوية تستخدم في تشي...
تقول جوزيت شيران: المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي:
(( اليوم ونتيجة للأزمة المالية العالمية هناك حوالي مليار شخص عبر العالم يستيقظون كل يوم ولا يدرون كيف يمكنهم الحصول على الغذاء ، الصندوق يحاول مساعدة حوالي مئة مليون شخص فقط وهذا لا يكفي فالعالم بحاجة إلى مزيد من التضامن ))
حسب احصائيات الأمم المتحدة فإن سوء التغذية يتسبب في وفاة خمسة ملايين طفل في الدول النامية ممن تقل أعمارهم عن الخمس سنوات وهذه الأرقام قد تتضاعف بسبب الأزمة المالية العالمية.
أكدت التوقعات الدولية للاقتصاد العالمي استمرار حالة الخريف للاقتصاد العالمي وقالت صحيفة الفاينشال تايمز أن عام 2012 شهد استمرار أزمة اليورو بعدما تحطم الاقتصاد اليوناني الذى يحتاج إلى ثلاث سنوات على الأقل ليتعافى وهو ما أكدته أيضاً (كريستين لاجارد) التي كررت تحذيراتها قبل نهاية عام 2011 بأن الاقتصاد العالمي يشهد تدهوراً خطيراً.
ففي أوروبا تشير الدلائل إلى احتمال تدهور الأوضاع الاقتصادية في كل من اليونان وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال وإيرلندا وربما يشمل ذلك دولاً كبرى مثل فرنسا ، وهذا واضح من خلال إرتفاع العائد على السندات السيادية لمعظم دول منطقة اليورو وهناك احتمالات بأن نشهد حالة من حالات الإفلاس السيادي لواحدة من هذه الدول إذا لم يتوصل الأوروبيون إلى حلول جذرية وحاسمة لمشكلة الديون السيادية .
أما في الولايات المتحدة التي تواجه استحقاقات اقتصادية مهمة منها: انتهاء أجل الإعفاءات الضريبية على الدخل والتي ستكلف الحكومة أو الأفراد ما لا يقل عن 300 مليار دولار سنوياً، ومنها انتهاء أجل معونات العاطلين عن العمل لمدة أكثر من عامين وهو ما سيكلف الحكومة أو العاطلين أيضا نحو 350 مليار دولار سنوياً، حيث تشير التقارير إلى أنه من المتوقع أن يخسر نحو خمسة ملايين أمريكي هذه الإعانات خلال العام كاملاً.
ما تشير إليه هذه التقارير جعلني أتساءل عن الأسباب التي جعلت دولاً كبرى تتعرض لهذه الهزات الاقتصادية التي قد تعرضها للانهيار التام ووجدت أن السبب يكمن في النظام المالي النقدي المتبع الذي يعتمد العملة الورقية كأساس للتداول وبالعودة لتاريخ النقود نجد أن الانسان كان يستخدم الذهب والفضة ونظام المقايضة قديماً لتبادل السلع والخدمات وكانت هناك قوانين تحكم هذا النظام النقدي القديم وقد جاء الإسلام بقواعد تحكم هذا النظام .
ففي حديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تبيعوا الذهب بالذهب، ولا الفضة بالفضة، ولا البر بالبر ولا الشعير بالشعير ، ولا التمر بالتمر ، ولا الملح بالملح إلا مثلا بمثل سواء بسواء عينا بعين .
وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل يداً بيد ، فمن زاد أو استزاد فقد أربى ، الآخذ والمعطي فيه سواء .
هذا كان هو أساس التعامل النقدي في الاسلام حتى تم اصدار أول عملة ورقية نهاية القرن السابع عشر وقتها كان يمكنك عبر هذه العملة شراء الذهب والفضة بما يقابلها من هذه العملة الورقية .
ولكن في عام 1944 ظهرت اتفاقية (بريتون وودز) وثبتت عملات أجنبية مقابل الدولار, وتم تحديد الدولار بسعر 35 دولاراً مقابل أوقية من الذهب وكان معنى ذلك أن الدولار هو العملة الوحيدة التي يمكن بها شراء الذهب وأما بقية العملات الورقية فهي وبعد هذه الاتفاقية لا تعدو كونها شيكات لشراء الدولار كما لا يحق إلا للحكومات والبنوك شراء الذهب بالدولار وتم على ذلك سحب الذهب من أيدي الناس.
قامت العديد من البلدان بشراء الدولار على أساس أنها العملة الصعبة التي بإمكانهم بها شراء الذهب لكن قاعدة تبادل الذهب كان بها نقطة ضعف تتمثل في أنماط من الازدهار و التعسر في الاقتصاد العالمي وفترات من الركود.
وفي بداية السبعينيات طلبت بريطانيا من الولايات المتحدة شراء الذهب مقابل الدولار وهذا رفضته الولايات المتحدة حتى لا تخسر الذهب في مقابل أوراق نقدية لا قيمة لها وتم إلغاء معاهدة (برتون وودز).
بعدها صارت الدول تقوم بطبع الأوراق النقدية من دون تغطية محددة من الذهب وهذا يجعل قيمة العملات الورقية بما فيها الدولار تفقد جزء من قيمتها عبر السنين وهذا يؤكده قيمة أوقية الذهب مقابل الدولار والذي كان قيمتها 35 دولار في عام 1944واليوم تقترب من 1200 دولار للأوقية تقريباً.
وهذا يعني أن قيمة هذه الأوراق النقدية ستنهار عاجلاً او آجلاً وسيتمثل ذلك بانهيار اقتصاد الولايات المتحدة تتبعه في ذلك كل دول العالم التي تتعامل بالأوراق النقدية ولن تبقى لهذه الأوراق أي قيمة وبعدها لن تستطيع شراء أي شيء إلا إذا كنت تملك الذهب والذي تم سحبه أصلاً .
تذكروا معي القاعدة الاسلامية في التعاملات النقدية وكيف أن هذا النظام قد أخل بها ليتم شراء الدولار بأسعار متفاوتة وليس عينا بعين ليدخل العالم في تعاملات ربوية جعلت أغلب البلدان تعيش تحت وطأة الديون بما فيها الولايات المتحدة والدول الكبرى التي تطالعنا الأخبار في كل يوم عن تدهور اقتصادي تشهده هذه البلدان.
ماذا يمكن أن يصبح عليه حال دول العالم الثالث إذا حدث هذا الإنهيار واختفت العملات الورقية واختفى الذهب سيكون هناك المزيد من المجاعات والفقر والحروب .
يتضح لنا الان أن خطوة استبدال الذهب بالدولار كانت خطأ نقدي كبير أدى لتداعيات اقتصادية عالمية ربما لانعرف مداها ،، ولكن يبقى الحل لتجنب هذه التوقعات المستقبلية ويمكن أن تنفذ على مستوى الدولة وعلى مستوى الفرد كالتالي:
أولاً أن يتم تثبيت سعر الدولار مقابل العملات الآخرى بنفس السعر ..الدولار يساوي ريال ..الدولار يساوي درهم وهكذا واذا كان هذا الحل مستحيل مالياً فيبقى عودة استعمال الذهب والفضة واعتمادهما كعملة عالمية واستبدالها بالنقود الورقية والتي لن يكون لها قيمة عاجلاً أو أجلاً وهذا هو الحل الوحيد لضمان استقرار الاقتصاد العالمي.
ربما يقول البعض أن هذا عودة لنظام قديم ولكن هذا النظام القديم هو من سيضمن استقرار الاقتصاد العالمي كما كان عليه مدى التاريخ البشري والذي لم نسمع أنه تعرض لأي هزات اقتصادية عالمية مشابه أو مديونيات تثقل كاهل الدول كما تحدث الآن بل كان في أغلبه اقتصاداً مستقراً بسبب اعتماد الدول وعبر التاريخ لعملات مصنوعه من الذهب والفضة لا تفقد قيمتها مع الزمن ويتم مبادلتها بمثلها.. هذه نقطة أولى يضاف لها التوجه لمجالات التنقيب عن الذهب بغرض استعمالها في اصدار نقود ذهبية..
أما على مستوى الفرد عليك بشراء ما تستطيع من ذهب كمدخرات مستقبلية ستحتاج اليه بكل تأكيد.
ثانياً التوجه لتشجيع الزراعة في بلداننا العربية وتأمين الغذاء لأنفسنا أولاً وكمنتجات يمكن مقايضتها بالذهب مستقبلاً وخصوصاً الدول الفقيرة ، إنه هدف استراتيجي لا غنى عنه .
يقول الباحث علاء حسب الله أنه بالنسبة لمصر والدول العربية فستواجه نفس المشكلة العالمية من تحديات الإخفاق الاقتصاد العالمي ويطالب في ختام ورقته البحثية بضرورة السعي الجاد من جميع الدول العربية بسد الفجوة الغذائية وتحقيق الأمن الغذائي للسكان من خلال التوسع في زراعة المحاصيل أفقياً خاصة في السودان التي تمتلك مئات الملايين من الأفدنة الصالحة للزراعة والموارد المائية الكافية وكذلك التوسع الرأسي من خلال البحث العلمي والإسراع بالتكامل العربي الزراعي.
هناك فرصه كبيرة أمام الدول الفقيرة إلى الإنتقال إلى الغنى والثراء عبر الاعتماد على الزراعة لأنه سيتم مقايضة الطعام بالذهب ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ).
مقترح أخير: لماذا لا تقوم الحكومات بإعطاء الشباب بدولنا العربية أراضي بغرض زراعتها والاهتمام بهذا القطاع لأنه سيكون القطاع الأهم في تأمين الغذاء مستقبلاً.
ولكل من يملك أرض يمكن زراعتها ابدأ بإنشاء مزرعتك الخاصة والآن .
(عن مقالات اون لاين)