مصانع طحن الاسمنت..مشاريع العصر
د/ حسين الملعسي
■ صناعة الإسمنت هي عملية تحويل المواد الخام مثل الحجر الجيري والطين إلى مادة بناء قوية تستخدم في تشي...
تداول كثيرون هذه الايام صورا لامرأة وابنتها لديهن محلا جميلا لبيع الخضار والفواكه في صنعاء وقيل أنهن من بنات عدن ويأتي هذا التداول العلوي لهذه الصور والتركيز على أصول الفتاة وامها وانتسابهن لمدينة عدن لإعطاء انطباع على مدى التسامح الموجود عند كافة أفراد المجتمع وفي الوقت نفسه يعطي صورة مغايرة لما حدث في عدن تحديدا ويتكرر بين الحين والآخر من ممارسات في غاية السوء يقوم بها أفراد لا ينتمون أصلا لمدينة المدنية والحضارة مدينة السلام مدينة عدن التي كانت في القرون الماضية حضنا دافئا لكل من وفد اليها ومن اي أراضي اليمن الأخرى أتى. بل حتى من اي جهات الدنيا.
هذه هي عدن وما حصل فيها كما قلت لا يمثل ابنائها ولا تمثل تلك التصرفات ابناء الجنوب الأحرار ولا يقبلون بها ولا تمت اليهم باي صلة.
وأن من قام بها ما هم الا أدوات يخدمون اجندات اخرى ما فتئت تعمل جاهدة للقضاء على قيمنا وأخلاقنا وتفتيت مجتمعاتنا ليسهل عليها بعد ذلك تنفيذ اجندتها وأطماعها بالسيطرة على الأرض والإنسان.
احبتي الاكارم هاجر اليمنيون الى كل اصقاع الأرض ومن مختلف المناطق والمحافظات ومنهم من تعرض لظلم في مهاجرهم سواء من أنظمة او عصابات او كفيل او الى غير ذلك.
وكان الجميع يتعاطف معهم ويستنكر ظلم ظالميهم فكيف بنا نسير على خطى الظالمين امر لا يستسيغه عاقل.
قد يقول قائل ان هناك أفراد يعملون لدى جهات أمنية ويستغلون مواقعهم للإضرار بالمواطنين فأقول قد يحدث هذا من فرد او فردين حتى وان بلغت أعدادهم عدد أصابع اليدين فهذه الأمور لا ينبغي اخذها بالظنون والشكوك والريبة بل تؤخذ من خلال التحريات من الجهات الموثوقة واما ما كان في زمن حكم عفاش فقد كان الكثير من ابناء المحافظات الجنوبية في مقدمة من يخدمه عسكريا وامنيا ولوجستيا واعلاميا وهتفوا له مرارا بالروح والدم نفديك ياعلي وأقاموا له الاحتفالات والأغاني والرقصات وقالوا فيه من القصائد مالم يقلها المتنبي في سيف الدولة.
وهل نسينا تلك اللوحة الكبيرة التي وضعت عليها صورة عفاش عند نقطة الرباط على مدخل عدن والتي وضعتها الادارة المحلية للمحافظة وكتبت عليها العبارة الشهيرة والتي تضع كاتبها وواضعها والمؤمن بها في خطر عظيم. (ما قبلك عدم وما بعدك ندم) هكذا كان الحال ولم يجرؤ احد حينها من من يقومون بهذه الممارسات العنصرية تجاه الآخرين من اي فعل او انكار باللسان على اقل تقدير.
نعود ونكرر من باب النصح والإعذار ونحن نقرأ قول الحق سبحانه وتعالى ( ولا تزروا وازرة وزر اخرى) فلا ينبغى استهداف احد بجريرة آخرين فما قامت به المليشيات المسلحة تجاه معارضيهم وأسرهم جريمة لا تغتفر ومرفوضة شرعا وعرفا وقانونا ولا تخدم السلم الاجتماعي بل ستكون وبالا على مقترفيها طال الزمن ام قصر وعلينا استذكار مصير من سبقنا وكيف دارت عليهم الدوائر سواء كانوا أفرادا ام جماعات ودول.
وهكذا هي الحياة فمن سرّه زمنٌ ساءته أزمان.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.