سيأتي يوماً وسيحرمونا من أن نتنفس الهواء..!!

ما أبشع الحروب وما أقبح من يشعلها ويتلذذ بمعاناة وقهر من يعيش وقائعها ويكابد كل مآسيها ..هنالك أنواع شتى ومتعددة للحروب ولكل حرب أهداف معينة ومن أجل تحقيق تلك الأهداف تشن الحروب
 
أما الحرب في اليمن فهي حرب تدميرية وشاملة تستهدف البشر والحجر حرب ترتقي وتصنف كحرب إبادة جماعية وبإمتياز !!
فما يتعرض له المواطن بسائر البلاد وبالذات في المناطق التي يطلق عليها كذباً بالمناطق المحررة هي حرب كارثية بما تعنيها الكلمة من معنى.. حرب سيكون تأثيرها وعلى المدى القريب أعظم وأخطر من تأثير الصواريخ وأزيز الرصاص.. حرب خبيثة وقذرة لا تبقي ولا تذر حرب تستهدف بالدرجة الأساسية المواطن مع سبق الإصرار والترصد وبصورة مباشرة بل ومتعمدة وواضحة كوضوح الشمس في كبد السماء..حرب يشترك بها الجميع بدون إستثناء.. حوثي..شرعية..
إنتقالي..تحالف عربي..أمم متحدة ومجتمع دولي فجميعهم تكالبوا على المواطن بلا رحمة أو شفقة..!!
حيث اوصلوا المواطن الغلبان إلى مرحلة بات يتمنى وينتظر بفارغ الصبر رصاصة الرحمة كي تخلصه من كل تلك المعاناة ومن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ..!!
لذلك لا تحدثوني عن سيادة وطن..ولا تخبروني عن المساواة وعن العدل..
 
لا تسألوني لماذا ضاعت الأمانة؟! ..لا تسألوني لماذا أنتحرت القيم والمبادئ وفسدت الأخلاق..؟!
لا تحدثوني عن حقوق الإنسان وحقه الشرعي والمكتسب في أن يعيش حياة كريمة يشعر فيها بالأمن والأمان فتلك المصطلحات والشعارات تلاشت وأندثرت بل ودفنت تحت التراب من دون رجعه خلال السنوات الست الماضية..!!
 
إن الأساليب المبتكرة في التعذيب وتصدير المزيد من المعاناة للمواطن جعلت شياطين الجن يغادرون اليمن إذ إن شياطين الأنس لم يتركوا لهم أي فرصة لينجزوا أعمالهم فلا يوجد عمل قذر أو شرير إلا وسبقوه فيها ومارسوه بمنتهى القسوة والخساسة فلقد تسببوا بالغلاء الفاحش الذي أثقل كاهل المواطن فأصبح الراتب الحقير كحقارة من يتعمدون إذلالنا لا يوفر الحد الأدنى من المتطلبات الضرورية لأي مواطن وباتت الغالبية العظمى من الشعب بمحاذاة خط الفقر إن لم يكن قد وصل تحته بالفعل.. هذا بالنسبة للموظف فما بالنا بحالة من لا يوجد لديه وظيفة ومن لا يوجد له مصدر دخل ثابت يقيه واولاده من شر الفاقة ومذلة السؤال فمن لم تقتله معارك الحرب حتماً سيموت جوعاً بسبب الأنذال وأشباه الرجال. !!
إن العيش في اليمن وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة والقاسية ستكون السبب الرئيسي بالوفاة المبكرة للكثير من الناس فعندما يجتمع في البلاد الغلاء والوباء والبلاء والحمى مع تدهور الكهرباء فحتما ستذهب حياتنا هباء..!!
 
لقد تعمدوا خلق حروب عديدة للمواطن وليست حرب واحدة وهذه الحروب فرضت عليه بأن يخوضها مرغماً لا بطل وهو أعزل وخالي اليدين وإذ تكمن صعوبتها بأن عليه خوض غمارها جميعاً وفي الوقت ذاته..!!
فهنالك الحرب المقدسة من أجل توفير لقمة العيش وهنالك حرب الخدمات والحرب الإقتصادية بالإضافة إلى حرب المخدرات بمختلف انواعها ومجابهة حرب الفتن والثأرات التي خلفتها سيئة السمعة عاصفة الحزم ..!!
لم يتركوا للمواطن بصيص أمل لكي يعيش من أجله فلا رحمة..لاأمانة ..لا عدل لا أمن ولا صحة..ولا تعليم ..لا كهرباء..لا ماء.. لا بترول.. لا ديزل..لا إتصالات..لا أنترنت..لا.. لا لا....آلخ لا يوجد شيء يوحي بأننا لانزال أحياء وعلى قيد الحياة ولم نموت بعد..لا شيء يؤكد بأننا نعيش في بلد إسلامي وإن الأشخاص الذين يمارسوا بحقنا كل صنوف الظلم والعذاب هم بالأصل ينتمون للإسلام هنالك فقط شيء واحد يربطنا بالإسلام أنه صوت الأذان.. لذلك اخشى ما اخشاه بأن يأتي يوماً وسيحرمونا كذلك من أن نتنفس الهواء بكل حرية..!!