مصانع طحن الاسمنت..مشاريع العصر
د/ حسين الملعسي
■ صناعة الإسمنت هي عملية تحويل المواد الخام مثل الحجر الجيري والطين إلى مادة بناء قوية تستخدم في تشي...
الثراء.. حلم جميل يراود معظم سكان هذه الكرة الأرضية.. هو ذلك الهدف الذي يسعى اليه المستثمر,ن.. هو في زماننا هذا الدليل القاطع والغير قابل للشك على نجاح رجال الاعمال والمؤسسات بل وحتى هو المقياس الذي يقيس به الناس مستوى الذكاء والحنكة لبعضهم البعض، حتى أصبحنا غالبا ما نتبع كلمة رجل ثري بوصفه ناجحا أو ذكيا.
من الناحية اللغوية فإن الثراء هو كثرة المال والثري هو من كثر ماله اما وبالاستناد الى الدراسات الاقتصادية فان بعض هذه الدراسات حددت مبالغ معينة يجب تخطيها حتى يصبح الرجل ثريا مثل مصرف ( يو بي اس ) والذي اعتبر بإحدى دراساته ان الرجل يجب ان يملك ثروة تقدر على الاقل بخمسة ملايين دولار، منها مليون دولار في صورة سيولة حتى يصبح ثريا، أما من الناحية المنطقية أو العامة فالثري هو الشخص الذي يمتلك كل ما يلزمه لكي يحيا حياة كريمة مكتملة الجوانب وهو ما يعني أنه يمتلك الدخل الكافي لشراء جميع احتياجاته الأساسية سواء أكانت مادية او اجتماعية او حتى نفسية وهو ما أشار اليه روبرت كايوساكي في كتابه «الأب الغني والأب الفقير» والذي فاقت مبيعاته الـ 40 مليون نسخة حيث تمت ترجمته إلى 51 لغة، حين اعتبر ان الرجل الثري هو الشخص الذي يمكنه تأمين جميع نفقاته اليومية دون الحاجة للعمل كمصدر للدخل، حيث رأى الكاتب ان ذلك يجب ان يتم عن طريق مصادر الدخل الأخرى مثل الإيجارات التي يتم تحصيلها أو الأرباح التي تتحقق من الاستثمارات المتنوعة مثل الاستثمار بالأسهم مثلا أو حتى عن طريق الأرباح التي يحصل عليها مما يملكه من حصص بشركات ناجحة وفعالة، وهو ما يجعل فكرة الثراء ترتبط بشكل مباشر بعملية الاستثمار الناجح.
وبالرغم من أن البعض قد يعارض هذه الفكرة ويعتبر أن الحظ هو العامل الأساسي في الثراء إلا أن التجارب التاريخية والقصص المتكررة التي نسمعها عن الخسائر الفادحة التي يتكبدها بعض المستثمرين تجعل من فكرة العمل الدؤوب وحسن اختيار النشاط هي النقاط الأهم للوصول للثراء.
وهذا ما يأخذنا للنقطة الأهم وهي شروط الاستثمار الناجح لأي من رواد الاعمال وهو ما يمكننا تلخيصه بعدة نقاط أهمها:
الاتكال على الله وتوخي الرزق الحلال والابتعاد عن كل الأنشطة المُحرمّة ومن ثم الدراسة المُعمّقة للمشاريع مع العمل الجاد والمستمر لتطوير أفكار وطرق العمل، هذا بالإضافة الى اختيار فريق عمل مرِن قادر على مواجهة التحديات على أن يعمل ضمن بيئة أعمال متطورة ومواكبة للتقدم التكنولوجي الحديث، كذلك فإن الايمان بالمشروع نفسه والصبر على فترات الضغط والركود هو المبدأ الأساسي لفكرة الاستمرارية وهي الصفة التي تجعل من أي مشروع ناجح بذرة طيبة لتحقيق الثراء.
وهنا تجدر الإشارة الى أن عاملي الخوف والجهل هما من أكثر أسباب الخسائر التي تواجه المستثمرين فمن ناحية يُعتبر خوف المستثمر الدائم من تحقيق الخسائر عاملا أساسيا قد يدفعه لاتخاذ قرارات خاطئة تحرمه من تحقيق الأرباح الكبيرة بل وحتى توقعه بالخسائر ومن ناحية أخرى فإن الجهل بخفايا الأعمال وطرق ادارتها قد يكون أيضا سببا مهما في تغيير بوصلة الشركة لتسلك مسارات غير صحيحة توصلها في النهاية الى تحقيق خسائر فادحة.
وأخيرا وبرأيي الشخصي فإن الثراء المادي وإن كان هدفا يطمح اليه جميع المستثمرين إلا أنه يجب أن يقترن أيضا بأهداف إنسانية تجعل من طريق الوصول اليه دربا جميلا محاطا بالورود، على أن يكون هذا الطريق طريقا مستقيما مبنيا بالأساس على دراسات وبحوث علميّة تتحرى أحدث الطرق للعمل ضمن أفضل الظروف لتحقيق الأرباح المرجوّة، كذلك فإن الربح المادي وبرغم أهميته إلا أنه يجب أن يكون محسوبا من ضمن منظومة من الأرزاق التي قد تكون من أولوياتها الصحة والعلاقات الإنسانية الصحيحة وهنا أتذكر قصة الرجل الذي كان دائم الشكوى من عدم وصوله لمرحلة الثراء حين قال لصديقه وهو يتأمل احد القصور أين كنا نحن حين قُسِّمت هذه الأموال والقصور، وهنا جاء رد صديقه الحكيم والمُدوِّي حين اخذه وذهب به الى احدى المستشفيات وقال له: يا صديقي لا تسأل عن الأموال والقصور فقط، بل اسأل نفسك أيضا أين كنّا حينما وزعت هذه الأمراض، فاحمد الله دائما على رزقك وأعمل بما يرضيه كي تحصل على ما يرضيك.