ذكرى مرور 51 عام على تأسيس شركة النفط اليمنية في عدن

تمر علينا هذا العام 2021م الذكرى الواحد والخمسون على تأسيس شركة النفط اليمنية في العاصمة عدن ، وذلك بموجب قرار المؤسسة الاقتصادية رقم 38 لعام 1970 م والذي على ضوءه كانت " المرحلة الأولى " من مراحل تأسيس الشركة تحت مسمى شركة النفط الوطنية ومقرها الرئيسي في العاصمة عدن .

وخلال هذه الفترة الطويلة من السنوات في عمر الشركة الممتدة منذ التأسيس عام 1970م وحتى هذا العام الجاري 2021م مرت الشركة بالكثير من الأحداث التاريخية والمنعطفات السياسية والاقتصادية المختلفة والتي كانت لها تأثيراتها السلبية والإيجابية على الشركة.

في الواقع إن مرور ( 51 ) عاماً على ذكرى التأسيس وصمود الشركة حتى اليوم لهو دليل  واضح على إن الشركة تحملت مسؤوليتها في مجال التسويق بكل كفاءة واقتدار ، وبالطبع لم يكن ذلك بالأمر الهين بل كانت هناك الكثير من الصعوبات والعمل والجهد والثبات والصبر والتحدي وملاحم بطولية خاضها القائمون على الشركة بمختلف مستوياتهم الوظيفية ، ولهذا فاننا في مثل هذا اليوم نتذكر وبمزيد من الفخر والاعتزاز تاريخاً حافلاً بالعطاء ونكران الذات من قبل كل من عمل في الشركة ابتداء من المؤسسين الأوائل وحتى العمال الحاليين.

ولإننا ندرك اليوم صعوبة المرحلة التي تواجهها الشركة من قيادة ونقابة وموظفين،  لهذا فاننا نحث جميع من يعمل في الشركة من عمال وموظفين وكوادر على توحيد الصفوف للتصدي لكل المؤامرات ومن يحاول المساس بنشاط الشركة التسويقي ، لأن القانون قد قال كلمته وأعطى لشركة النفط الحق الحصري في تسويق المشتقات النفطية،  واي تعدي على هذا الحق يعد مخالفة صارخة للقانون .

ربما يدرك الجميع اننا اليوم نعاني من أوضاع صعبة نتيجة إنتشار الفوضى والبلطجة وافتعال الأزمات ، الأمر الذي يتطلب معه من الشركة أن تكون أكثر حرصاً وصموداً للحفاظ على نشاط الشركة واصولها من اي محاولة للتعدي عليها  .. كما إن مرور (51) عاماً على التأسيس يعتبر بحد ذاته إنجاز إستراتيجي ووسام على صدر كل موظف عمل بالشركة لاسيما عقب تجاوز مرحلة الاحتفاء باليوبيل الذهبي والدخول لمرحلة اليوبيل الماسي وفي ظل صمود أسطوري يحسب لموظفي شركة النفط عدن أمام الصعوبات والمؤامرات والتحديات المختلفة خاصة خلال الفترة الماضية والحالية  والذي قلما نراه في مؤسسات أخرى مماثلة ، وفي ظل انهيار كثير من المؤسسات والمرافق الحكومية المختلفة خلال الفترة الماضية.

لقد أثرت التقلبات السياسية والاقتصادية موخراً على الشركة بشكل ملحوظ لدرجة ان الشركة أصبحت تواجه تحديات كبيرة من قبل لوبي فساد وجهات مختلفة حاولت النيل والمساس بأصول ونشاط الشركة بكل قوة  مستخدمة كل الوسائل الغير مشروعه ،  إلا إن عناية الله ومن ثم ارادة وصمود القوى الخيرة في الشركة من قيادة ونقابة وموظفين كانوا لهم بالمرصاد والميادين والساحات والوقفات الاحتجاجية تشهد لهم بذلك .

لقد تعاقب على الشركة العديد من المدراء منذ تأسيسها في عام 1970 م وحتى اليوم من العام الجاري 2021م بلغوا حوالي 17 مدير  حتى اللحظة وكان آخرهم ومايزال الدكتور صالح الجريري الشخصية الكاريزمية و الأكاديمية المعروفة والمتخصص في مجال التسويق ، فشكراً لكل اولئك المدراء الذين افنوا زهرة شبابهم في خدمة الشركة بكل اقتدار وحرص ومسؤولية ومعهم كافة العاملين .

إننا دائما وأبدا نقول إن شركة النفط اليمنية عدن هي شركة حكومية لا تسعى إلى الربح بل الى تقديم خدمات للمواطنين من خلال توفير المشتقات النفطية لهم بكل سهولة ويسر وبأسعار التكلفة بعيدا عن تحقيق أي مكاسب ، وعلى الرغم من تخلي الحكومة خلال السنوات القليلة الماضية عن دعم الشركة وتعرضها إلى ضغوطات سعرية بين فترة وأخرى ، إلا إن الشركة وقفت بكل ثبات وإصرار وتحدي  لتجاوز هذة المرحلة بالتعاون مع جميع الشرفاء ، بينما سعت بعض الجهات من خلال إستغلال بعض الأزمات الاقتصادية لإيصال الشركة إلى وضعية العجز والفشل عن أداء مهامها وهو ما لم يحدث حتى اللحظة ولن يحدث مستقبلا بإذن الله تعالى في ظل وجود قيادة حكيمة للشركة ونقابة وموظفين يعون تمامآ حقيقة مايدور حولهم من مؤامرات بكل يقظة وانتباه .

لقد كان لقرار تحرير استيراد المشتقات النفطية دوراً سلبياً على مستوى سوق النفط وساهم بشكل مباشر في إرتفاع الأسعار وما يزال وقد اضر بالاقتصاد الوطني وساهم بشكل مباشر في إرتفاع اسعار الصرف ولم يخدم الوطن والمواطن بقدر ما خدم القطاع الخاص ، لذلك فاننا نطالب من الحكومة بإلغاء هذا القرار ، كما نطالبها بتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية في دعم الأسعار أسوأ بما كان معمول به قبل عام 2015م او توفير العملة الصعبة لشركة النفط اليمنية أو إلغاء الرسوم الجمركية والضريبية على استيراد المشتقات النفطية .

لقد كان لشركة النفط اليمنية - عدن دوراً أساسياً ورئيسياً في رفد خزينة الدولة بالمليارات وتمويل القطاعات الاقتصادية  المختلفة بالموارد المالية ، كما أن الشركة كان لها إسهامات مجتمعية مختلفة في مدينة عدن .                                                                                  

واليوم ونحن نخوض مرحلة جديدة وهامة من تاريخ الشركة فيجب على موظفيها حمل شعار ( إما أن نكون أو لا نكون ) ولكننا بالمقابل على ثقة بأن الفترة الحالية والقادمة سوف يتم فيها إعادة الدور الرئيسي المناط بالشركة والمتمثل في الحفاظ على حقها الحصري في مجال تسويق المشتقات النفطية وذلك بالتعاون مع كل الشرفاء والخيرين من داخل الشركة وخارجها.                                                                                              

وفي الأخير لايسعنا سوى ان نتقدم بجزيل الشكر والعرفان والتقدير لكل من عمل وابدع من موظفين وكوادر ساهموا في الحافظ على نشاط الشركة واصولها وممتلكاتها على مدى 51 عاما من عمر الشركة المجيد .. وكل عام والجميع بالف خير والشركة في تطور وازدهار .