لماذا توقفت حملات تشويه تجار الخردة؟!
ماجد الداعري
■ بعد صدور حكم قضائي نافذ لصالح تجار الخردة، قضى بحفظ حقوقهم وحصولهم على 75% من قيمة الطن الخردة عال...
■ لعل من الأهمية بمكان ونحن نكتب هذا المقال أن منطقة بئر أحمد تضم بين جناحيها عشرات الآبار التي تغذي محافظة عدن وتمونها بالمياه، وهذه الآبار قديمة قدم المنطقة إضافة إلى ما استحدث بعد ذلك من عشرات الآبار، وكانت المنطقة ومنذ العهد الاستعماري تتغذى من هذه المياه دون أن يلقى أهاليها اي تنغيص أو معاناة في الحصول على هذه المياه.. ولكن وبدون أي مقدمات أصبحت في الأعوام الأخيرة تكاد تحصل عليها بين الحين والآخر بشق النفس، وأصبح هذا دأب مؤسسة المياه في حرمان المنطقة وأهاليها من المياه، وفي كل مرة يخرج الأهالي للاحتجاج والاعتصام أمام موقع حقول المياه تعود المياه إلى سابق عهدها، وهذا يدل دلالة قاطعة على أن إيقاف المياه عن المنطقة يكون متعمداً وبفعل فاعل، وبعد ذلك يتم تسريب أخبار من مؤسسة المياه تفيد بأن أهالي المنطقة يستحقون قطع المياه عنهم لأنهم سمحوا بالربط العشوائي للمياه من قبل العديد من الساكنين وكذا من قبل أصحاب بعض المزارع المستحدثة وأصحاب الاستراحات، وكأن أهالي منطقة بئر أحمد يعملون كمسؤولين أمنيين لدى المؤسسة، في الوقت الذي تقع هذه المسؤولية على عاتق المؤسسة المحلية للمياه في محافظة عدن والجهات الأمنية بالمحافظة والسلطة المحلية بمديرية البريقة، وليس صحيحاً أن يقوم الأهالي بدور هذه الجهات أو تقمص دورهم من دون غطاء قانوني يخول لهم القيام بهذا التمثيل.
ولعل ما حصل من وقفات احتجاجية سلمية أفرزت إحداها عن تحميل مؤسسة المياه أحد أبناء المنطقة مسؤولية كسر زجاج إحدى سيارات المؤسسة هو ناتج عن التسبب بمعاناة المنطقة وأهاليها من قبل هذه المؤسسة والموظفين المسؤولين عن الحقول ومن يقف وراءهم في إيقاف المياه عن المنطقة بشكل متعمد وغير منطقي يتسبب في حرمان عشرات الآلاف من أهاليها من المياه والتسبب في معاناتهم، في الوقت الذي تتمتع منطقتهم بوجود عشرات الآبار التي تغذي محافظة عدن بالمياه، وهم محرومون منها.. ومازالت مسببات هذه الإفرازات قائمة دون أن تعمل مؤسسة المياه على حلها، أو تضع حداً لاستفحالها.
يا محافظ محافظة عدن ويا مدير عام مديرية البريقة ويا مدير المؤسسة المحلية للمياه بالمحافظة أليس منكم رجل رشيد، يعمل على إنزال لجنة متخصصة لمعرفة من المتسبب في هذه المعاناة للمنطقة وأهاليها ومحاسبته إن كنتم لحل هذه المشكلة جادين..
لقد بلغ السيل الزبا وطفح الكيل ويكاد صبر أهالي المنطقة ينفد من تجاهل الحكومة ومسؤوليها على مستوى المحافظة والمديرية لهذا الإشكال، خاصة وأن هذا التجاهل استمر عشرات السنين، نتجت عنه معاناة الحرمان الدائم للمياه لأغلب أحياء المنطقة.
أليس يكفيكم حرمان المنطقة وأهاليها وطوال سنوات عديدة من الإمدادات والمساعدات الإغاثية، وسد الطريق عن المنظمات الإغاثية والحيلولة دون وصولها إلى المنطقة وحرمان أهاليها من الاستفادة من مخرجات هذه المنظمات ومنع تدخلاتها التنموية والخدماتية، وإحالة العديد من هذه التدخلات التنموية والخدماتية إلى مناطق أخرى سواء في ما يتعلق بمشاريع الصرف الصحي أو التربية والتعليم أو الصحة والسكان أو الاتصالات والمشاريع التنموية والخدمية الأخرى، وكأن هذه المنطقة لا تقع في مديرية من مديريات محافظة عدن.
أما مديرو عموم مديرية البريقة السابقون واللاحقون فكل مشاريعهم التنموية لا تتعدى مدينة البريقة وما حواليها فقط، في الوقت الذي تتزايد الاحتياجات في الأرياف التابعة للمديرية ومنها منطقة بئر أحمد، لمشاريع تنموية وخدمية ضرورية تلبي الاحتياجات المتزايدة لسكانها الذين تضاعفت أعدادهم عشرات أو مئات الأضعاف، وشكلوا كثافة سكانية كبيرة تستلزم الاهتمام بالمنطقة وتقديم كل ما يلزمها من مشاريع تنموية وخدمية.
اعملوا أيها المسؤولون بما تمليه عليكم ضمائركم وتحملوا مسؤولياتكم تجاه المناطق التي استؤمنتم ووليتم عليها، فأنتم محاسبون، إن لم يكن اليوم فغداً، وإن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة، واعلموا أن مسؤولياتكم هذه ليست تشريفاً لكم، بل هي تكليف منوط برقابكم، فإن كنتم قادرين على تحملها وأكفاء في إدارتها وإلا دعوها لمن هو كفء لها.
ختاماً.. نقول لمسؤولي المؤسسة المحلية للمياه وكل مسؤولي محافظة عدن: الماء خدمة ضرورية.. الماء حياة.. الماء تقع على عاتقكم مسؤولية توصيله إلى كل تجمع سكاني، الماء أمن وأمان، وقد تم إبلاغكم في أكثر من مقال وخبر وتقرير بأن منطقة بئر أحمد محرومة من مياه الشرب، وهم أحق بها من غيرها، وستتحملون أي عواقب ناتجة عن هذا الحرمان وهذا التجاهل تجاه المنطقة من قبلكم..
اللهم بلغنا.. اللهم فاشهد..
وللحديث بقية.. والله المستعان.