البيان الاماراتية
تواصل دبي ترسيخ مكانتها ضمن أبرز خمس عواصم للتسوق الفاخر عالمياً، حيث تضاهي في تميزها كلاً من لندن وباريس وهونغ كونغ وميلانو بحسب مارك دو بانافيو، مدير العلامة التجارية في الشرق الأوسط وتركيا والهند واليونان في شركة جيجيه لو كولتر.
وفي تصريحات لـ«البيان الاقتصادي»، أشار دو بانافيو إلى أن دبي خاصة والإمارات عامة تعتبر من الأسواق شديدة الأهمية لقطاع المنتجات الفاخرة على المستوى العالمي، موضحاً أنها تتميز بقاعدة متنوعة من المستهلكين تضم المواطنين والمقيمين في الدولة ممن يقبلون على شراء الساعات الفارهة إلى جانب السياح من مختلف أنحاء العالم.
مركز سياحي
ولفت دو بانافيو إلى أن دبي تتميز بكونها مركزاً سياحياً حيوياً حيث تستقطب أعداداً كبيرة ومتنوعة من السياح من مختلف الجنسيات، مما يشكل إضافة هامة لشرائح المتسوقين، كما يساهم دبي مول بوصفه مركز التسوق الأكثر شهرة محلياً ودولياً في ترسيخ مكانة دبي على خارطة التسوق عامة وقطاع المنتجات الفاخرة خاصة. وبات التواجد فيه مهماً لمختلف العلامات التجارية.
تفاعل
وأوضح أن السياحة عامل مهم للغاية في رفد قطاع التجزئة بشكل عام، لكنها تشهد تغيرات ومستجدات متلاحقة حيث يمكن أن تتباطأ بعض الأسواق العالمية المصدرة للسياح. كما أن السائح عادة ما يميل لزيارة وجهات جديدة واستكشاف معالمها السياحية عوضاً عن زيارة أي منها بشكل دوري كل عام بينما تتميز قاعدة المستهلكين المحليين بالاستمرارية والاستدامة حتى وإن تغيرت مستويات الاستهلاك بين فينة وأخرى بحسب دو بانافيو، الذي يضيف قائلاً:
بالنسبة لنا، يبرز التفاعل بين فريق عمل متاجرنا وبين المتسوقين المحليين الذين يترددون على فروعنا باستمرار للتسوق واكتشاف التصاميم الجديدة التي نطرحها بل حتى لتناول القهوة والحديث عن عالم الساعات وأحدث اتجاهاته وتبادل الأحاديث مقارنة مع السياح الذين عادة ما تكون زيارتهم سريعة وخاطفة.
اقتناء الساعات
وتشهد الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي عامة تزايداً في الإقبال على اقتناء وجمع الساعات الفاخرة وفقاً لـدو بانافيو الذي أشار إلى أن أسبوع دبي للساعات حدث مهم للتعريف أكثر بعالم صناعة الساعات وثقافة اقتنائها.
وسيتم استضافة بعض الفعاليات في دبي مول ومركز دبي المالي العالمي، فهو لا يرتبط بالشراء والبيع فحسب، بل يتمحور أكثر حول نشر المعرفة حول هذا القطاع ويتضمن جلسات حوارية بين العاملين والخبراء وهواة جمع الساعات، مما يثري ثقافة اقتناء وجمع الساعات الفاخرة والثمينة.
تحديات عالمية
وحول أبرز التحديات التي يواجهها قطاع المنتجات الفاخرة بشكل عام والساعات الفاخرة بشكل خاص قال دو بانافيو:
«كان العام 2015 مليئاً بالتحديات بالنسبة لقطاع الساعات الفاخرة، خاصة في ضوء تراجع سعر الروبل الروسي وتأثيره على المتسوقين الروس، فعندما تتحرك أي عملة عالمية تتغير معها الأسعار والقوة الشرائية للأفراد ومعدلات الاستهلاك والرسوم الجمركية وغيرها، إلى جانب تأثير هبوط أسعار النفط وتداعياتها على المنطقة والعالم».
وتابع قائلاً: «بالطبع لقد مررنا بالعديد من التحديات في السابق ونجحنا في تجاوزها خلال تاريخ الشركة الطويل، سواء الأزمة المالية العالمية عام 2008 أو عند ظهور الحركة الآلية للساعات «كوارتز» التي توقع الكثيرون آنذاك أن تشكل نهاية عالم الساعات الميكانيكية.
وأوضح دو بانافيو أن التقلبات سمة عامة لمختلف الأسواق التي تتحرك بين الصعود والهبوط. وأضاف: عندما يقرر أحد محبي الساعات الفاخرة أن يشتري ساعتين على سبيل المثال في أوقات الأزمات الاقتصادية عوضاً عن 4 ساعات كالمعتاد، تكمن العبرة أن تكون إحدى الساعتين من إنتاجنا وهو تحد لطالما نجحنا في مواجهته.
مواكبة التقنيات
وساهمت الهواتف الذكية وبروز العديد من التطبيقات الحديثة في تغيير سلوك المستهلك الذي بات أكثر اطلاعاً على الأسعار وما يحدث في مختلف القطاعات حول العالم دقيقة بدقيقة.
وقال دو بانافيو: تهيمن التقنيات الذكية حالياً على مختلف مجالات الحياة، لذا يكمن التحدي في التأكيد على أن الساعات الميكانيكية الفاخرة رغم أنها لا تتضمن التقنيات التي تقدمها الساعات الذكية والإلكترونية كالتصوير على سبيل المثال أو قياس نبضات القلب، إلا أنها تمثل عالماً آخر مختلفاً، ومن الضروري شرح ذلك للأجيال الجديدة المرتبطة بالتقنيات الرقمية.
فالساعات الميكانيكية أكثر «نبلاً»، فهناك لمسة إنسانية لصانع محترف أمضى ساعات طويلة في صناعة وتركيب كل جزء بعناية وحرص وشغف. لذا فإن التحدي الأبرز يكمن في الآلية التي يمكن لشركة يناهز عمرها 183 عاماً أن تواكب التقنيات الحديثة.
هوية تجارية
يطرح الكثيرون سؤالاً محورياً لصانعي الساعات الميكانيكية الفاخرة ومن ضمنها جيجيه لو كولت، وهو: هل ستتم إضافة التقنيات الذكية والرقمية الساعات الميكانيكية التقليدية؟ وهنا يجيب دو بانافيو: بالنسبة إلينا هذا أمر غير وارد حالياً بهدف المحافظة على هويتنا الخاصة، فالتغيير الكبير قد يفقدنا هويتنا، حيث تمثل جيجيه لو كولتر الفخامة الكلاسيكية.
ويكمن أحد التحديات التي نواجهها في التعريف بعلامتنا التجارية للمستهلكين العاديين، فنحن معروفون لدى هواة وخبراء الساعات الفاخرة بالطبع ضمن أبرز صناع الساعات والمنتجين في العالم، لكن علينا التعريف أكثر بهويتنا التجارية للمستهلكين العاديين الجدد من خارج قاعدة عملائنا التقليديين».
تأسيس
تأسست شركة جيجيه لو كولتر في عام 1833، أي أن تاريخها يمتد على مدار 183 عاماً ونجحت في الاستمرار في ظل حربين عالميتين وظهور تقنية «كوارتز» بفضل ما تتميز به من التزام بهويتها الأصلية مما عزز ثقة العملاء بها.
حضور إقليمي
تتواجد علامة الساعة الفاخرة «جيجيه لو كولتر» في الشرق الأوسط من خلال 7 متاجر على امتداد المنطقة، فهناك متجر في دبي مول ومتجران في أبوظبي (مارينا مول وأبراج الاتحاد)، بالإضافة إلى متجر في الرياض وبيروت وآخر في الكويت واسطنبول، وسيتم افتتاح متجر جديد قريباً في جدة، ويحتل متجر الشركة في دبي مول المرتبة الأولى من حيث المبيعات بفضل ارتفاع مبيعات السياح.
نمو بسيط للأسواق خلال العام الجاري
توقع مارك دو بانافيو، مدير العلامة التجارية في الشرق الأوسط وتركيا والهند واليونان في شركة جيجيه لو كولتر أن يشهد قطاع الساعات الفاخرة خلال العام الجاري نمواً بسيطاً.
لكنه أشار إلى أن منطقة الخليج تتمتع بخصوصية تميزها عن باقي الأسواق وأضاف: «تشهد دول مجلس التعاون العديد من المشاريع الطموحة قيد الإنشاء والفعاليات الضخمة التي سيتم تنظيمها واستضافتها على غرار اكسبو دبي 2020 وكأس العالم المقبل في قطر ومشاريع متحف اللوفر وغوغنهايم في أبوظبي وسباق فرومولا وان..
لذا فالمناخ الاقتصادي العام في الإمارات والخليج ما يزال يشهد زخماً متواصلاً وتطورات متلاحقة في المشاريع التنموية والبنية التحتية وهو ما ينعكس على قطاع التجزئة والساعات الفاخرة أيضاً، فالنمو الاقتصادي والمشاريع والفعاليات تساهم في زيادة الحركة السياحية ونمو عدد السكان والوافدين مما يرفد مبيعاتنا بشكل إيجابي».
وحول أهم أسواق الساعات الفاخرة في العالم والطريقة الأمثل لتلبية متطلبات كل سوق على حدة قال دو بانافيو: الصين هي أكبر أسواق الساعات الفاخرة في العالم وهو أمر طبيعي بالنظر إلى عدد السكان هناك.
وبالنسبة لنا ومع إدراكنا لأهمية السوق الصينية إلا أننا لا نعدل في تصميماتنا ونهجنا بشكل خاص لها، فنظراً لتاريخنا الطويل في صناعة الساعات فإن مواكبة متطلبات المستهلك في كل سوق ليست الحل الأمثل، فمن الضروري الالتزام بهوية العلامة التجارية وما تمثله من إرث تاريخي.