التنمية برس: خاص
كتب: المهندس أسامة محمد سيف المعمري: تحكم ماليزيا من مجموعة احزاب تمسى ائتلاف الجبهة الوطنية الحاكم والمشكل من ائتلاف 14 حزب سياسي على راسهم حزب امنو وهو حزب رئيس الوزراء بالا ضافة الى الجمعية الصينية الماليزية وحزب المؤتمر الهندي الماليزي وهذا الائتلاف يحكم منذ الاستقلال اي منذ 1957
مهاتير محمد عضو في الحزب الحاكم وفي الائتلاف ومن خلاله جكم ماليزيا ل 22 عام اي من منذ 1981 الى 2003 وتنحى بارادته وهو في سن ال 79 ليتيح الفرصة لمن بعده ليكمل المشوار ويخلد هو الى الراحة ، جكم عبد الله بدوي من بعده 2003 الى 2009 لكن وبسبب ظروفه الصحية تنحى لنائبه نجيب عبد الرزاق واللذي جكم من 2009 الى 2018
شابت فترة حكم نجيب فساد كبير وتدهو في الاقتصاد وتذمر من قبل المواطنيين وبدات احتجاجات تطفو في السنوات الاخيرة ضد فساد الحكومة وضد رئيس الوزراء نجيب شخصيا
وفي العام الماضي خرج مهاتير ينتقد الاوضاع وينتقد الحزب الحاكم واللذي هو عضو فيه الى ذلك الحين، ومع استمرار التدهور في الاقتصاد خرج مهاتير ودعى الى مضاهرات ودعى فيها الى اسقاط حكومة نجيب وهنا ايده زعيم ائتلاف المعارضة انور ابراهيم من محبسه ودعى انصاره الى الخروج والوقوف الى صف مهاتير ضد جكومة نجيب (ائتلاف المعارضة يتكون من عدة احزاب على راس القائمة حزب عدالة الشعب وهو حزب انور ابراهيم)
من هو انور ابراهيم
من مواليد 1947 دخل العمل السياسي في وقت مبكر حين كان في طالبا في الجامعة وكان يقود المظاهرات للمطالبة بحقوق الفلاحين والبسطاء وظهر نجمه بقوة حتى تم تعيينه من قبل رئيس الوزراء انذاك ليكون ممثل للشباب الماليزي لدى الامم المتحدة (كان في بداية العشرينات من عمره)
ثم ترقى في العمل السياسي وفي المناصب الحكومية، وكان احد مهندسي نهضة ماليزيا الى جانب مهاتير محمد واخرين وكان يشغر نائب رئيس الوزراء ووزير المالية خلال حكم مهاتير وكان الذراع الايمن ل مهاتير محمد والمرشح الابرز لخلافة مهاتير في رئاسة الوزراء، وأصبح الرجل الأول في شرق آسيا كلها حسب تصنيف "نيوزويك"، وظل نجمه في صعود حتى عصف به كيد الخصوم السياسيين وعلى راسهم مهاتير محمد نفسه وذلك بسبب مطالباته بتحسين الاوضاع واتخاذ طرق اخرى للاصلاح ما ادى الى دخوله في خلاف مع مهاتير نفسه، وفي سنة 1998 اتهم في عرضه وعدة وفي عدة قضايا فساد مالي واداري وأودع بسببها السجن وبسبب ذلك خرجت مظاهرات كبيرة في ماليزيا ضد مهاتير واتهمته انه لفق التهم لانور ابراهيم كي يزيحه من امامه
تم تبراته من كل ما نسب له من قضايا اخلاقية ولكن لم يحل ذلك من ايداعه السجن بسبب قضايا الفساد الموجة اليه وجكم عليه بالسجن 6 سنوات من 1999 الى 2005 وتم الافراج عنه في 2004 بعد نقض الحكم وشككت كثير من الموسسات والجهات بنزاهة المحكمة وكونها محاكمة سياسية لاغير لكن ذلك لم يمنع الجكومة من المضي في تنفيذ الحكم
وبعد خروج انور ابراهيم سنة 2004 اتجه من جديد الى العمل السياسي ولقيادة المعارضة ومنها كسبت المعارضة زخما كبير لانضام انور اليها ومايمثله من ثقل وبدات المعارضة في هز اركان الحزب الحاكم في انتخابات 2008 وحصل الائتلاف الذي شكله على ثلث مقاعد البرلمان وهذا رقم لم تحصل عليه اي معارضة من قبل مما جعل الائتلاف الحاكم يخشى من استمراره في العمل السياسي فوجهت له تهم جديدة لازاحته عن الساحة السياسية ولكي يحظر من العمل السياسي واودع السجن مرة اخرى
خلفه في رئاسة الحزب وزعامة المعارضة زوجته عزيزة اسماعيل وكانت عضو في البرلمان والواجهة الرسمية للمعارضة
من محبسه دعى انور ابراهيم مناصريه الى الوقوف خلف مهاتير محمد والخروج معه في المظاهرات التي دعى اليها لوقف الفساد واسقاط الحكومة ، ومع اقتراب الانتخابات النيابية قام مهاتير بتشكيل حزب سياسي ليدخل الانتخابات وليدخل به في صفوف ائتلاف المعارضة والمكون من 4 احزاب فقط وهي حزب عدالة الشعب بزعامة أنور إبراهيم، والعمل الديمقراطي -الذي يهيمن عليه الصينيون- في المعارضة، والأمانة الوطنية الذي انشق عن الحزب الإسلامي، ووحدة أبناء الأرض الذي شكله مهاتير بعد انشقاقه عن حزب أمنو
فاز ائتلاف المعارضة بعدد 116 مقعدا، في حين فاز الائتلاف الحاكم بعدد 76 مقعدا فقط، من مجموع عدد مقاعد البرلمان البالغة 222 مقعدا ، وهذه هي المرة الاولى التي يهزم فيها الائتلاف الحاكم هزيمة ساحقة واللذي حكم ماليزيا قرابة اكثر من 60 عام ام بقية المقاعد حصلت عليها احزاب اخرى
الائتلاف الحاكم كان لديه في البرلمان السابق 133 مقعد والان لديه 76 اي انه خسر 75 مقعد ، بينما كان عدد اعضاء المعارضة في البرلمان 89 عضو اما الان فعددهم 116 عضو (عدد المقاعد المتبقيم مقسمة على احزاب عدة)
عدد المقاعد التي حصل عليها حزب عدالة الشعب 50 مقعد (انور ابراهيم) ، حزب ابناء الارض 13 مقعد (مهاتير محمد) ، حزب العمل الديمقراطي 42 مقعد (الماليزيين من اصل صيني) ، حزب الامانة الوطنية 11 مقعد ليصبح المجموع 116 مقعد
وبعد اعلان النتيجة وفوز المعارضة توجه مهاتير لتادية القسم امام ملك ماليزيا كما انه طلب من الملك اصدار عفو شامل عن المجكومين ومن ضمنهم انور ابراهيم وبالفعل وعد الملك بذلك ومن المحتمل ان يخلى سبيل انور ابراهيم الثلاثاء القادم بحسب تصريح مهاتير وكذلك ابنة انور ابراهيم (وعد مهاتير قبل الانتخابات باطلاق سراح انور ابراهيم ان فاز ائتلاف المعارضة)
للعلم الحكم في ماليزيا نظام ملكي دستور والسلطة الفعلية لرئيس الوزراء كما هو الحال في بريطانيا ، وماليزيا دولة مكونة من اتحاد 13 ولاية لتكون الاتحاد الماليزي كما هو الحال في الامارات المتحدة المكونة من اتخاد 7 امارات
وتعتبر ماليزيا دولة ملكية انتخابية دستورية فيدرالية، وينص الدستور على أن يتولى العرش بشكل متناوب زعماء العائلات المالكة في الولايات التسع التي تشكل الاتحاد الماليزي، وهي عملية تتم كل خمس سنوات. أما الولايات الأربع الباقية فيحكمها حكام اسميون لا يشاركون في عملية الانتخاب ولا يحق لهم تولي مهام الملكية
نظام الامارات شبيه بهذا تماما لكن الفرق في امرين الاول انه في ماليزيا تم العمل بهذا بنظام وهو التدوال للملك او السلطنة بين الاسر المالة لكن في الامارات بدا تطبيق النظام باسرة الى نهيان وحكمت اسرة ال نهيان وقبضت على الحكم ولم تسلمه لمن بعدها الى الان وهم الجكام الفعليين للامارات ، الامر الاخر هو نظام الحكم ففي ماليزيا دستوري انتخاتبي ديمقراطي اما في الامارات فنظام الفرد الواحد المطلق
في هذه الايام تجري مشاورات لتشكيل الجكومة وسيتراسها مهاتير محمد لبضع سنين فقط كما صرح بذلك ثم سيتنازل من الجكم لنائبه في الحكومة ومن المحتمل ان يكون انور ابراهيم.
بالتالي نعلم ان عودة مهاتير ليست من اجل الوصول الى السلطة مرة اخرى وهو في سن 92 عام وانما لازاحة نجيب وعصابته من السلطة وكذلك ان ما قام به انور ابراهيم وقبوله العمل مع مهاتير مع مابينهما من عداوة وخلاف وتناسيه لكل الاسائات والتشويه والحبس والتعذيب والتكيل اللذي لاحقه لمدة تقارب ال 20 عام نسى ذلك كله وتحالف مع الد خصومه ومع من كان السبب في كل مالحق به وذلك لسبب واحد فقط وهو كي يتخلاصا معا من حكومة فاسدة ويعيدا ماليزيا الى الطريق الصحيح ويتشاركا في نهضتها مرة اخرى
تصالح الرجلان ووحدا الجهود بهدف واحد وهوالإطاحة بنجيب المتهم بسرقة مليارات الدولارات من صندوق استثمار حكومي أسسه وكان يشرف عليه شخصيا وعادت ماليزيا مرة اخرى الى الرعيل الاول اللذي صنع منها معجرة وحديث العالم كله.