دبي تواصل تحطيم الأرقام القياسية.. وتصبح الوجهة الأولى عالمياً للاستثمارات الأجنبية لعام 2024
▪︎حافظت دبي على مركزها الأول عالميا في استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة للعام الرابع...
انظر عن كثب إلى هاتفك الذكي للحظة. ماذا ترى؟ شاشة زجاجية وزرًّا مجهزًا يسمح بالتعرف على بصمات الأصابع، وعدسة كاميرا ومصباحًا يدويًّا وميكروفونًا ومكبر صوت. ويتم الحصول على كل هذه المكونات وغيرها - بما في ذلك الرقائق ومعدات المعالجة والبطاريات – كلٌ على حدة من شركات كائنة في جميع أنحاء العالم ويتم تجميعها في منتج نهائي في مصانع غالبًا ما تكون في الصين. ومن المرجح أن يمر أي هاتف ذكي تبتاعه ومكوناته أيضًا عبر الجمارك عدة مرات ويصل إلى عدة بلدان وقارات وتتناقله أيادي عمال لا تحصى ولا تعد.
كل ذلك ممكن بفضل الخدمات اللوجستية. ويتعلق الأمر بصناعة تبلغ 4.3 تريليون دولار تؤثر على كل بلدان العالم تقريبًا، والخدمات اللوجستية هي شبكة الخدمات التي تدعم الحركة المادية للبضائع داخل الحدود وعبرها. وتضم مجموعة من الأنشطة من بينها النقل والتخزين والوساطة والتسليم السريع وعمليات المحطات النهائية وحتى إدارة البيانات والمعلومات. وتعد درجة كفاءة نقل السلع عبر هذه الأنظمة إلى وجهاتها النهائية عنصرًا رئيسيًّا في إتاحة الفرص التجارية للبلد.
وتشير كارولين فرويند، مديرة الاقتصاد الكلي والتجارة العالمية والاستثمار في مجموعة البنك الدولي إلى أن "الخدمات اللوجستية تمثل العمود الفقري للتجارة العالمية... وفي ظل زيادة انتشار سلاسل التوريد على مستوى العالم، فإن جودة الخدمات اللوجستية في بلد ما يمكنه من تحديد إمكانية مشاركته في الاقتصاد العالمي من عدمها".
قياس أداء الخدمات اللوجستية
وبالنظر إلى أن التجارة والخدمات اللوجستية تمس العديد من مجالات الاقتصاد، فقد يتعذر تكوين صورة كاملة لأداء البلد. وهذا هو السبب في أن مؤشر أداء الخدمات اللوجستية، وهو جزء وارد في تقرير الترابط من أجل المنافسة الذي يصدر مرةً كل عامين، يُقيّم البلدان عبر عدد من المؤشرات. ويساعد المؤشر الحكومات على قياس تقدمها مع مرور الوقت ومقارنة ذلك مع بلدان مماثلة، إذ يأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل استخدام القدرات والمهارات اللوجستية ونوعية البنية التحتية ذات الصلة بالتجارة وسعر الشحنات الدولية وتواتر وصول الشحنات إلى وجهاتها في الوقت المناسب.
يقدم مؤشر أداء الخدمات اللوجستية منظورين اثنين حول أداء البلد باستخدام استبيانات المتخصصين في الخدمات اللوجستية:
وتقوم مجموعة البنك الدولي بتسجيل أداء البلدان في هذا المجال كل عامين منذ العدد الافتتاحي للتقرير والصادر في عام 2007. وتواصل البلدان مرتفعة الدخل، وخاصة في أوروبا الغربية، بشكل دائب ظهورها كزعماء عالميين في مجال الخدمات اللوجستية. وفي الواقع ، سجلت البلدان مرتفعة الدخل في المتوسط درجات أفضل بنسبة 48 ٪ على مؤشر أداء الخدمات اللوجستية من البلدان منخفضة الدخل. فمن بين الثلاثين بلدًا ذات الأداء الأعلى، هناك 24 بلدًا أعضاء في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.
ويوضح جان فرانسوا-أرفيس، الخبير الاقتصادي في مجموعة البنك الدولي والمشارك في كتابة التقرير: "رأينا معظم البلدان تستثمر في الإصلاحات الخاصة بالخدمات اللوجستية، خاصة في مجالات بناء البنية التحتية وتيسير التبادل التجاري... بيد أنه رغم الجهد المبذول لتحديث الخدمات، لا زالت البلدان النامية تواجه العديد من الصعوبات. وهذا يفسر استمرار الفجوة بين البلدان مرتفعة الدخل والأخرى منخفضة الدخل على مستوى أداء الخدمات اللوجستية. "
إلا أن الدخل لا يشكل وحده العنصر المحدد للدرجات المسجلة على مؤشر أداء الخدمات اللوجستية لبلد ما. فقد تفوق أداء كل من فيتنام وتايلاند ورواندا والصين والهند مقارنة بغيرها من فئات الدخل التي تتبعها. فهذه البلدان تتمتع بقدرة على الوصول إلى الموانئ البحرية أو مراكز النقل الدولية الكبيرة.
يعد أداء الخدمات اللوجستية عاملًا أساسيا للنمو الاقتصادي لكل بلد على حدة وقدرته التنافسية. ويؤدي عدم كفاءة الخدمات اللوجستية إلى زيادة تكلفة ممارسة أنشطة الأعمال وتقليص إمكانية التكامل مع سلاسل القيمة العالمية. وربما تتكبد البلدان النامية خسائر كبيرة للغاية في محاولاتها التنافس في السوق العالمية. ويمكن للحكومات استخدام مؤشر أداء الخدمات اللوجستية لفهم الصلة بين الخدمات اللوجستية والتجارة والنمو بشكل أفضل، والسياسات التي يمكن أن تضعها للتنافس على مستوى العالم.
مؤشر أداء الخدمات اللوجستية 2018: النتائج الرئيسية