أسعار الذهب في مفترق الطرق.. التحديات والفرص في ظل التوترات الاقتصادية

■ شهدت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً، حيث تتجه نحو تسجيل أول خسارة أسبوعية منذ عشرة أسابيع، متأثرة بقوة الدولار.

هذا الانخفاض يأتي في وقت حرج، حيث يستعد المتعاملون لتسوية مراكزهم قبل صدور تقرير مهم حول التضخم في الولايات المتحدة، ما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية.

في ظل هذه الظروف، انخفضت أسعار الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.9% لتصل إلى 4086.46 دولار للأونصة، ما يعكس خسائر أسبوعية بلغت 3.8%، حيث يُعتبر هذا الانخفاض الأكبر بالنسبة المئوية منذ نوفمبر 2024، ومع ذلك لا تزال أسعار الذهب تحت المجهر، حيث اقتربت من مستويات قياسية قاربت 4400 دولار للأونصة، ما يعكس اهتمام المستثمرين المتزايد في ظل الظروف الاقتصادية المتقلبة.

 

إن التوترات التجارية تعتبر أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على أسعار الذهب، فمع تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين، تم التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية، ما يزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن، إذ إن المستثمرين يميلون إلى الذهب في أوقات الاضطرابات، حيث يعتبرونه وسيلة فعالة للحماية من التقلبات الاقتصادية، علاوة على ذلك فإن استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق، ما يعزز من الإقبال على الذهب في حين غياب البيانات الاقتصادية الواضحة جعل الذهب خياراً مفضلاً للمستثمرين الذين يسعون لتقليل المخاطر المرتبطة بالاستثمار في الأصول الأكثر تقلباً.

 

في هذا السياق، يُتوقع أن يؤدي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر وديسمبر إلى تعزيز جاذبية الذهب عند انخفاض الفائدة، تقل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول غير المدرة للعائد، ما يجعل الذهب أكثر جاذبية في نظر المستثمرين أن هذه العلاقة بين أسعار الفائدة والذهب توضح كيف يمكن للتغيرات في السياسات النقدية أن تؤثر على الاستثمار في المعدن الأصفر.

التضخم تحت المجهر

وأيضاً الأسواق تترقب تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأميركي (CPI)، المتوقع أن يُظهر استقرار التضخم الأساسي عند 3.1% في سبتمبر، في حين إن صدرت بيانات تضخم معتدلة فقد يدعم ذلك التوقعات بخفض الفائدة مرتين إضافيتين قبل نهاية العام، ما قد يسهم في رفع أسعار الذهب.

 

الصين وأميركا.. ما الجديد بالنسبة للذهب

وحيث إنه من المتوقع أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل، هذا اللقاء قد يسهم في تهدئة التوترات التجارية بين البلدين، ما قد يعزز قوة الدولار ويضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن، لذا ينبغي على المستثمرين تقييم كيفية تأثير هذه الأحداث السياسية على الأسواق المالية، حيث إن أي تغييرات في السياسة التجارية قد تؤثر بشكل مباشر على حركة السوق، تبقى أسعار الذهب تحت تأثير مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية، وهذا يتطلب من المستثمرين إدارة مخاطرهم بفعالية من خلال متابعة التطورات عن كثب للحفاظ على الثروات في وجه الأزمات، حيث في ظل هذه الظروف تصبح إدارة المخاطر أمراً حيوياً لضمان استدامة العوائد وتفادي الخسائر المحتملة، ما يعكس أهمية التحليل الدقيق والاستجابة السريعة للتغيرات في البيئة الاقتصادية.  

《 نقلاً من موقع / CNN الإقتصادية》