حقبة جديدة من الشراكة والاتصال بين الإنسان والآلة

البيان

تقف العديد من الأسواق الرئيسة في العالم، ومن ضمنها الإمارات، اليوم، على أعتاب حقبة جديدة واعدة من الشراكات والاتصال بين الإنسان والآلة، بعد أن مهّدت لها تعايشاً بينهما لعدة قرون، ويقول خبراء إنه بحلول عام 2030، يُنتظر أن تصبح علاقة الإنسان والآلة أعمق وأكثر تنوعاً وقرباً من أي وقت مضى، وهو ما سيساعد المؤسسات والأفراد على تخطي العقبات ومعالجة التحديات التي تعوق التقدم.

وعلى مدى الأيام الستة الماضية، سلّط الخبراء، خلال «أسبوع جيتكس للتقنية»، الضوء على العديد من الموضوعات من أبرزها تحديات التحول الرقمي ونقص المهارات التقنية في المنطقة والعالم عموماً وآفاق وفرص الجيل الخامس، مع الإجماع على أن الشركات التي سيتعذر عليها اللحاق بموجة التحوّل الرقمي ستصبح خارج إطار المنافسة، في حين ستمضي الشركات المبتكِرة قُدماً في طريق النمو والنجاح.

 

ويتوقع سيد حشيش، المدير العام لمايكروسوفت الإمارات، في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي»، أن يؤثر الذكاء الاصطناعي في الوظائف الحالية، وذلك لقدرة هذه التقنية على تكرار وإنجاز بعض المهام بسرعة أكبر ونطاق أكبر من البشر، وفي بعض المجالات يمكن أن تتفوق تقنية الذكاء الاصطناعي في التعلم أسرع من البشر. ويضيف: «ستحل تقنية الذكاء الاصطناعي محل بعض الوظائف، مثل وجود مواقع دردشة لخدمة العملاء تستجيب لاحتياجات المواطنين، وتتوقع الاختناقات المرورية عبر المراقبة الحية، وكذلك الإسهام في منع حوادث السيارات، وتحديد الأمراض المنتشرة، والتنبؤ بمخاطر الطقس، واستخدام التعلم الآلي والحوسبة الإدراكية للتعرف إلى البرامج الضارة ومنع الهجمات السيبرانية، إضافة إلى تحليل كميات كبيرة من البيانات واستخدامها لتلبية احتياجات مختلف الدوائر الحكومية، وتوحيد الكاميرات عن طريق الحوسبة السحابية الذكية من أجل توفير السلامة، فضلاً عن تعزيز التعليم والرعاية الصحية والنقل والرياضة والترفيه وغيرها».

وتتوقع «مايكروسوفت» أن يحدث مركزاها للبيانات السحابية في إمارة أبوظبي ودبي تأثيراً مستداماً في خلق فرص العمل وريادة الأعمال والنمو الاقتصادي عبر جميع أنحاء المنطقة، وهو ما يمثل بدوره مؤشراً إيجابياً لجميع الحكومات الطامحة إلى تحقيق التنافس مع نظيراتها العالمية، إذ سيخلق نظام مايكروسوفت الخاص بها في ظل تزايد شعبية الخدمات السحابية بالآونة الأخيرة أكثر من 55 ألف وظيفة جديدة في الإمارات بحلول نهاية 2022، وتأتي هذه الأرقام وفقاً لبحث جديد أجرته «آي دي سي».

ويضيف حشيش: «توافر التكنولوجيا وحده لا يكفي إذا لم توجد الأيدي العاملة التي تمتلك المهارة اللازمة لتشغيلها، ولن نبالغ حينما نقول إننا نشهد عصراً يكون فيه محو الأمية لا يقتصر على القراءة والكتابة فقط، بل أيضاً يشمل كل من لا يمتلك الخبرة والمهارة التقنية لتشغيل الحاسب الآلي، ولذلك في ظل حلول الثورة الصناعية الرابعة سوف تندثر الكثير من الوظائف التقليدية، لتنشأ مكانها وظائف جديدة تعتمد كلياً بمجملها على المهارات التقنية، فقلة الخبرة التقنية سوف تصبح عائقاً حقيقياً يقلل من نسبة فرص النجاح والحصول على مكان في بيئة العمل الحالية والمستقبلية».

 

ويقول محمد أمين، النائب الأول للرئيس الإقليمي في «دِل تكنولوجيز»: «نحن نعيش في عالم رقمي بامتياز، يرى 67% من قادة الأعمال أن شركاتهم لن تعود قادرة على المنافسة إذا لم تعزز تقنياتها الرقمية بحلول عام 2020، وفقاً لاستطلاع أجرته شركة «جارتنر»، وبدأنا نشهد تغيّرات جذرية وغير مسبوقة، وبدأت بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا بالفعل تنفيذ مبادرات التحول الرقمي الضخمة وتطوير استراتيجيات رقمية، بهدف الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين ودفع عجلة النمو وتحقيق التحول في قطاع الأعمال. ونظراً إلى سرعة التغيير الحاصل اليوم والخطر المستمر بعدم التمكن من مواكبة التقدّم، وبالرغم من ذلك، كشفت دراسة حديثة لمصلحة «دل» أن 90% من الشركات في الإمارات والسعودية تواجه عقبات كبيرة تعوق تقدمها نحو التحوّل الرقمين لذلك نحرص على تكثيف العمل في هذه المرحلة الحاسمة لابتكار حلول متقدمة تساعد العملاء على تحديث بنيتهم التحتية التقنية ».

ويضيف أمين أنه إذا ما نظرنا إلى التعامل مع الأشخاص والخبرات التخصصية، والقدرة على الجمع بين التجربة والسياق والمعرفة المتعلقة بـ«إنجاز المهمات»، فإنها حتماً ستظل سمة إنسانية خلال العقد المقبل، في حين أننا إذا ركزنا جهودنا على تمكين الشراكات بين الإنسان والآلة ودعمها لتحقيق النجاح، فستترك تلك الجهود تأثيراً إيجابياً مهماً في المجتمع بكل أطيافه.

 

تنافسية عالمية

ويقول أيمن الشيخ، مدير أول، تصميم وابتكار الحلول في «ريد هات» المتخصصة ببرمجيات مفتوحة المصدر، إن اقتصاد الإمارات يعتبر قوة تنافسية على نطاق عالمي، ومن المتوقع أن يشهد الاقتصاد نمواً بشكل أكبر مع توجه الدولة نحو الاستفادة من فرص النمو الجديدة التي يقدمها الاقتصاد القائم على المعرفة. ويعد قطاع التكنولوجيا ركيزة أساسية في هذا التحول. ويضيف: «شهدت حلول ومنتجات ريد هات طلباً كبيراً لنشر الخدمات في قطاعات مثل الخدمات المصرفية، إذ عقدنا اتفاقيات مع بنوك عدة مثل بنك الإمارات دبي الوطني، إلى جانب الطيران والاتصالات إلى جانب مؤسسات القطاع العام. وفيما يتعلق بخططنا للتوسع مستقبلاً عبر هذه المنطقة، تعمل ريد هات حالياً على توسيع نطاق خدماتها بشكل مستمر».