كشفت التقارير الرسمية في لبنان، عن أن "نترات الأمونيوم" هي المادة التي تسببت في الانفجار الهائل الذي دمر بيروت الثلاثاء الماضي، وهي المادة التي كانت وراء بعض أكبر الانفجارات العرضية والتفجيرات الإرهابية المسجلة حول العالم.
وقالت مجلة "فوربس" في تقرير لها ترجمته "عربي21"، إن انفجار بيروت أظهر أوجه تشابه مع كارثة مدينة تكساس التي وقعت عام 1947، وهي أكثر الحوادث الصناعية فتكا في تاريخ الولايات المتحدة.
والاستخدام الرئيس لنترات الأمونيوم، كمادة مضافة للأسمدة، لإمداد التربة بالنيتروجين.
ويصل إنتاج هذه المادة عالميا إلى أكثر من 20 مليون طن في السنة، لذلك يوجد الكثير منها. وهي على شكل مادة صلبة بلورية بيضاء، ويتم استخدام نسبة صغيرة من إجمالي الإنتاج في منتجات التفجير الصناعية.
ويوضح التقرير أن مادة نترات الأمونيوم تعد مؤكسدا عالي الكفاءة، وهي ابنة عم نترات الصوديوم، وهو المكون المؤكسد في البارود.
وعادة ما يتم خلط نترات الأمونيوم مع زيت الوقود لإنشاء ANFO ( زيت وقود نترات الأمونيوم)، وهو مزيج شديد الانفجار، وأقل وزنا من المتفجرات الحديثة مثل C4، ورخيص للغاية.
ويستخدم أيضا "ANFO" في التعدين والبناء والمحاجر.
وزيت وقود نترات الأمونيوم، يمكن أن يكون نذيرا للموت، كونه المفضل لدى "الإرهابيين"، حيث أنه من السهل جدا إنتاجه بكميات كبيرة: فما عليك سوى خلط الديزل مع أكياس سماد نترات الأمونيوم، لكن عيبه الوحيد هو أنه من الصعب تفجيره نسبيا.
ووفقا للتقرير، فعلى الرغم من عدم استخدامها كمتفجرات صناعية من تلقاء نفسها، إلا أن نترات الأمونيوم غير المستقرة وفي درجات حرارة عالية تتحلل إلى النيتروجين والأكسجين وبخار الماء.
ومع أن المادة تحتوي على طاقة منخفضة نسبيا، إلا أن "ANFO" هي مادة شديدة الانفجار، ويمكن أن تنفجر نترات الأمونيوم في حد ذاتها بسرعة تفوق سرعة الصوت.
وتقدر قوتها بنسبة 40 في المئة تقريبا مثل مادة "TNT". وفقا لرئيس الوزراء اللبناني تم تخزين حوالي 2700 طن من نترات الأمونيوم في مستودع على رصيف السفن في بيروت. لذلك ربما يكون الانفجار الناتج يعادل تقريبا كيلو طن من الأسلحة.
ويوضح التقرير أنه في نيسان/ أبريل عام 1947، تم إرساء سفينة جراند كامب في مدينة تكساس، التي كانت محملة بـ 2300 طن من نترات الأمونيوم، التي وصلت إلى الميناء عن طريق السكك الحديدية. يُزعم أن شخص ما تخلص من عقب سجارته التي كانت ما تزال مشتعلة في عنبر الشحن.
وبعدها شوهد دخان يتصاعد، وبذلت العديد من المحاولات لإخماده، لكن النار استمرت بالتصاعد.
في نهاية المطاف أدى ضغط الغاز داخل السفينة إلى تفجير الفتحات، ما أدى إلى إطلاق سحب من الدخان ذات اللون الأصفر البرتقالي، وهو اللون الذي يشير إلى ثاني أكسيد النيتروجين، كالتي ظهر في السحابة التي سبقت الانفجار الرئيسي بثوان في بيروت.
وعندما انفجرت جراند كامب، قتل أكثر من 400 شخص، بما في ذلك العديد من المتفرجين الذي تجمعوا لمشاهدة عملية مكافحة الحرائق على رصيف الميناء، وجرح أكثر من 5 آلاف شخص آخرين. كما هدم ما لا يقل عن ألف مبنى، وتحطمت النوافذ في جالفستون التي تقع على بعد 10 أميال.
ويشير البيان الرسمي بالإضافة إلى صور من مرفأ بيروت إلى تخزين نترات الأمونيوم هناك، وتشير الفيديوهات إلى أن الحريق الأولي كان في مستودع يحتوي على ألعاب نارية، ونترات الأمونيوم وحدها ليس من السهل تفجيرها، ولكن كمية كبيرة منها سينتج انفجارا هائلا.
ويختم التقرير بالقول إن بيروت شهدت أكثر من نصيبها من الحروب، وبغض النظر عن نظريات المؤامرة، يبدو أن الكارثة الأخيرة لا علاقة لها بالسياسة، بل بإجراءات السلامة الفاشلة حول نترات الأمونيوم القاتلة والمميتة.