شركة عدن لتطوير الموانئ (APDC) شريان رئيسي في التنمية الاقتصادية وتحقيق النجاح في ظل الظروف

عدن | عن صحيفة التنمية اليوم - العدد (48) إصدار سبتمبر 2022 | كتب - رئيس التحرير:

إنجازات ساعدت في إعادة ثقة ملاك الخطوط الملاحية للسفن وتأمين احتياجات المواطنين:

"وصلت إجمالي الحاويات المتداولة إلى (430000) حاوية نمطية وهو الرقم الأعلى منذ تأسيس محطة الحاويات"

أكدت الأحداث التي شهدتها منطقة اليمن والخليج في الآونة الأخيرة على أهمية الموانئ البحرية اليمنية، وضرورة استمرارها وانفتاحها على العالم في تقديم الدعم اللوجستي والخدمات للمؤسسات والشركات العالمية في إطار اقامة مشاريع اقتصادية كبيرة للاستفادة من المناطق البحرية، فالكل على علم بأن صادرات العالم من النفط والغاز والتجارة الخارجية لها  تمر عبر مضيق باب المندب الذي تشرف عليه اليمن، فهو بمثابة الممر البحري المهم الذي يشكّل أهمية كبيرة للكثير من الدول المنتجة للنفط وكذلك للدول الصناعية المستوردة لهذه السلعة في القارة الآسيوية والأوروبية وغيرها من الدول الأخرى. فقد أصبح ميناء عدن للحاويات اليوم محط أنظار العالم، وهناك نمو مستمر في أعمالها اليومية نتيجة لتصاعد الخطوط الملاحية القادمة والمغادرة لهذه الموانئ، فيما تأمل العديد من الدول في تعزيز التعاون مع مدينة عدن كعاصمة اقتصادية وتجارية انطلاقا من الأهمية الاستراتيجية لهذه الموانئ التي تعمل بكل حيوية على مدار 24 ساعة ومواقعها في خليج عدن، من خلال ميناء عدن والذي تعود قصة مدينته كمركز تجاري عريق الى أكثر من 3000 سنة.

نجاحات رغم التحديات

قضية استعادة ثقة الخطوط الملاحية ودخول خطوط أخرى جديدة ليست بتلك السهولة في ظل الظروف والمخاوف الأمنية التي عاشتها المدينة منذ سنوات ماضية، حيث أًصبحت تداعيات حرب 2015م التي شهدتها عدن، العمل بكل الإمكانيات والسبل المتوفرة في ظل مخاطر الحروب وارتفاع كلفة التأمين النقل البحري لهذه الخطوط العالمية، ومن هذه المسألة استطاعت قيادة ميناء عدن استعادة تلك الثقة ووضع اهتمام كبير جدا في زيادة نشاط وتطور محطة عدن للحاويات. مما ساهم في تعزيز ضمانات ميناء عدن وفق الأنظمة المتعارف عليها عالمياً، والتي عملت على رسم نقاط إيجابية أعادت الثقة المطلقة لكثير من الخطوط الملاحية العالمية في استئناف معاودة نشاط العمل في مجال النقل البحري انطلاقا في تعزيز عمليات الاستيراد والتصدير وتأمين الأسواق المحلية بالواردات من البضائع وغيرها، مما يعود هذا الإجراء على خفض قيمة التأمين الدولي المفروض على موانئ عدن والتي اعتمدتها مؤخرا إدارة السلامة البحرية التابعة لمنظمة الشئون البحرية الدولية. ومن جانب الإشارة لهذا النجاح فان السمعة العالمية التي يتحلى بها ميناء عدن منذ قرون، ساعدته بتحقيق نجاحات العمل الوطني بجدارة عالية والعمل بشكل طبيعي رغم الظروف الاستثنائية التي مر بها البلد والآثار السلبية التي خلفتها الحرب على مختلف القطاعات الاقتصادية والتنموية، ومن هنا أصبحت الحركة التجارية التي شهدها ميناء عدن للحاويات تطورا كبيراً في الفترة الأخيرة وذلك من خلال تنفيذ عمليات توسعه لحرم الميناء والأرصفة وإدخال كرينات ورافعات ومعدات جديدة، أسهمت في زيادة نشاط الحركة الملاحية للمحطة وتحسين أداءها الخدمي، حيث سعت قيادة مؤسسة موانئ خليج عدن التي تدير ميناء عدن الى تسهيل كافة الإجراءات أمام رجال الأعمال والشركات الملاحية.

APDC وذكرى تأسيسها

وحول مناسبة حلول الذكرى السنوية العاشرة للتأسيس، انتهزت إدارة شركة عدن لتطوير الموانئ تقديم تهانيها وتبريكاتها الى كافة موظفيها وكوادرها المتميزين، والمتمثل في البدء بعمليات إدارة وتشغيل محطة عدن للحاويات، حيث قدمت جزيل شكرها وعرفانها الجميل الى كل منتسبيها من خلال الجهود المبذولة طيلة الفترة الماضية، والسعي قدماً نحو التطلع دوماً الى تحقيق المزيد من الجهود العملية والخدمية، لجعل محطة عدن للحاويات نموذجا متميزاً وشعاراً لامعاً في النجاحات المتتالية.

وفي ذات السياق أدلى رئيس مجلس الإدارة د/ محمد علوي أمزربه بتصريح خاص لــ: (التنمية اليوم) بمناسبة حلول الذكرى السنوية للتأسيس وقال: يسعدني ويشرفني تخليد هذه المناسبة مع الكادر الوظيفي للمحطة كونهم وتد يتحمل تبعات النضال والكفاح ويُنسب لهم كل ما توصلت إليه المحطة من نجاح وازدهار،

وأضاف د/ أمزربه في سياق تصريحه بأن بعد حرب 2015  تم التخطي والتغلب على كل الصعاب التي واجهت نشاط العمل الملاحي على نهج انتقال نوعي وفريد بالامتيازات التي حققتها إدارة الشركة من تطوير وتعزيز البنية التحتية للمحطة خلال السنوات الماضية لضمان استمرار سير العملية الإنتاجية في المستقبل والدفع بعجلة التنمية الاقتصادية وتعزيز الاقتصاد الوطني.

الى ذلك استهل خطاب المدير العام التنفيذي للشركة الأستاذ /عارف حسن الشعبي بتقديم خالص الدعاء بالرحمة والمغفرة لشهداء محطة عدن للحاويات وتمنياته لو كانوا متواجدين برفقة زملاء عملهم لتخليد ذكرى هذا التأسيس المبارك.

وتابع الشعبي حديثه لـــ: (التنمية اليوم) قائلاً: ما توصلت اليه الشركة من نجاح وازدهار ما هو الا بالتناغم والتوافق الفكري في الوسط المهني، وأكد الشعبي ربان محطة عدن للحاويات بالقول بأنه تم تخطي لكل الصعاب بعد حرب 2015م وتم الإبحار بالمحطة الى بر الأمان، ويواصل الشعبي قائلا: ومن منطلق المسؤولية المرمية على عاتقنا ومن الواجب المهني والوطني أعطينا للمحطة جل اهتمامنا وانتقلنا عقبها بمرحلة العمل على التطوير والتأهيل للمحطة وكادرها، فوفقاً لخطة واستراتيجية العمل على التطوير الدائم عملنا على تنفيذ الخطة التطويرية المسبقة للبرنامج الشرائي وتم تزويد المحطة بكم هائل من المعدات لتحسين ورفع مستوى الإنتاجية كون المحطة الشريان الرئيسي وبوابة كل اليمنيين.

 

لمحات إدارية في تشغيل المحطة

ووفق المصادر المعلوماتية التي حصلت عليها (التنمية اليوم) فقد تم افتتاح محطة عدن للحاويات في العام 1999م بإدارة هيئة الموانئ السنغافورية (PSA) والتي استمرت في إدارتها حتى العام 2003م، بعدها تم منح الشركة السنغافورية عبر البحار لإدارة محطة الحاويات من العام 2003 حتى العام 2007م 

وفازت بعدها شركة موانئ دبي العالمية بإدارة وتشغيل محطة عدن للحاويات في العام 2007م واستمرت حتى العام 2012م، بعدها أوكلت مهام الإدارة والتشغيل إلى شركة عدن لتطوير الموانئ، 

امتازت شركة عدن لتطوير الموانئ عن الشركات السابقة بالعديد من المزايا ومنها كالآتي:

1-       تحملت الشركة نمط الإدارة والتشغيل في ظل ظروف استثنائية في فترات الثورات العربية وعدم الاستقرار والعصيان المدني الذي تبع هذه الفترة وقد حافظت على الأصول والبضائع وكل ما هو متعلق بالمحطة والتاجر المحلي.

2-       تميزت شركة عدن لتطوير الموانئ بأن طاقمها بالكامل يمني الجنسية الشيء الذي أضاف قيمة للعمل من خلال التفاني والإخلاص في العمل ورفع مستوى الولاء الوظيفي لدى العمال. 

3-       امتازت فترة إدارة شركة عدن لتطوير الموانئ كونها الأطول مقارنة بالمشغلين السابقين والأكثر هدوء لعدم وجود الإضرابات العمالية التي شهدتها الفترات السابقة قبل تولي شركة عدن لتطوير الموانئ زمام الإدارة. 

4-       امتازت شركة عدن لتطوير الموانئ برفع المستوى المعيشي للموظف وكذلك إيلاء المحطة الكثير من الاهتمام من خلال رفدها بأسطول من المعدات لم يسبق للشركات الأجنبية السابقة ان استمرت بهذا الكم من المعدات في محطة الحاويات 

5-       امتازت شركة عدن وعمالها عن سابقاتها، بأن الشركات السابقة كانت تبحث عن الربح ، بينما شركة عدن لتطوير الموانئ تبحث عن القيمة في الخدمة المقدمة. 

إنجازات ومؤشرات بالأرقام

تنتهج إدارة شركة عدن لتطوير الموانئ في سياستها الإعلامية في التعريف عنها بالأرقام والتي تعد أبلغ تعبيراً عن الكلمات؛ وذلك من خلال عدد الخطوط الملاحية المتعاملة مع محطة عدن للحاويات تضاعفت من (عشرة خطوط ملاحية) إلى (سبعة وعشرين خط ملاحي) ملاك للحاويات. بالإضافة الى وصول إجمالي الحاويات المتداولة إلى (430000) حاوية نمطية وهو الرقم الأعلى منذ تأسيس محطة الحاويات وافتتاحها على الرغم من ضخامة الشركات السابقة وسمعتها إلا أن شركة عدن لتطوير الموانئ تفوقت عليها من حيث حجم النشاط المتداول. كما تمتلك الشركة أسطول المعدات المشتراه وهي كالتالي:

3 رافعات حاويات نوع (Reach Stacker) إثنان منها KALMAR وواحدة Ferrari

5 رافعات حاويات نوع (Empty handler) إثنان منها KALMAR وثلاث Ferrari

3 من مولدات كهربائية بقدرة توليدية  تصل حد 6.4 ميجا وات

12 قاطرة نوع KALMAR  بولندي   

15 قاطرة نوع  MAFI  ألماني  ( قيد الوصول )

12 مقطوره نوع  HOUCON بلجيكي 

15 مقطوره نوع DUTCHLANKA  سيرلانكا

6 رافعات شوكية إثنان منهما كهربائية صديقة للبيئة

7 محركات تشغيل الحاضنات المطاطية  (شراء مخرطة خاصة بالمحطة تهتم بخراطة جميع القطع)

Fenders 48 مصدات بحرية خاصة بالسفن 

  1 المكنسة الممغنطة  Magnetic Sweepr 

            PANZERBELT (بطات خاصة بحماية الضغط العالي 11Kv 750 متر

1) رافعة خدمات Manlift ) 1      (بوزة ديزل)  (1)  بوزة الصرف الصحي (1)

1 ) ماكينة بنشر (1) (مغسلة خاصة بالمعدات)  (1)  ( مكتبة خاصة بمركز الصيانة) هذا وتشمل توسعة المساحة التخزينية لاستيعاب ثلاثة الف حاوية، هذا وقامت الشركة بشراء النظام الإلكتروني للخطوط الملاحية ومزودي الخدمات للسفن لتسهيل إجراءات التعامل الإلكتروني ( قيد التنفيذ )، كما عملت فور انتهاء الحرب باستخدام شبكة الساتلايت كأول شركة في عدن تعمل بها لاستعادة تواصلها مع العالم الخارجي، الى ذلك حصلت شركة عدن لتطوير الموانئ شهادة تكريم كأفضل مرفق اقتصادي لعام 2018 ونالت أيضاً درع التميز كأفضل شركة اقتصادية في عدن وكُرِمت من قبل شبكة صحفي مراقب لعام 2021 ناهيك عن العمل بنظام الزودياك 7.1 لتسهيل التعامل الإلكتروني الداخلي ( قيد التنفيذ للبنية التحتية ).     



الارتقاء بالخدمات وتطوير قدرات الشركة

يولي مجلس إدارة الشركة وممثلوها من وزارة النقل ومؤسسة موانئ خليج عدن اليمنية، سبل التمكين وتطوير الأداء لمختلف الأنشطة التجارية والإنسانية لخدمة المجتمع اليمني، والتوجه نحو تذليل كافة الصعوبات والتحديات التي تواجه المحطة والأوضاع التي تمر بها والمتعلقة بارتفاع الرسوم التأمينية ومشاكل التفتيش للبواخر في ميناء جدة السعودي وذلك عبر وضع الحلول الناجحة لمعالجة تلك العراقيل. كون نشاط الشركة وميناء عدن للحاويات يصب في أولويات مجلس الإدارة على تشجيع القطاع الخاص واشراك الشركات والغرف الملاحية في المساهمة في تفعيل نشاط الموانئ للقيام بدورها الريادي والمتمثل في تحريك عجلة التنمية، وتنظيم حركة النشاط البحري والنقل البري للحاويات بما يحقق المصلحة العامة، لاسيما وأن المرحلة القادمة تتطلب تكاتف الجهود الوطنية والمجتمعية وقطاع الأعمال الخاص في عودة تفعيل نشاط الميناء واعادته الى مكانته الطبيعية كأفضل الموانئ إقليميا ودولياً. هذا وتمتلك شركة عدن لتطوير الموانئ أرصفة محطة الحاويات "كالتكس"، وامكانيات تفريغ ومناولة الحاويات والشحن للبضائع والمقومات الطبيعية واحتياجاته التوسيعية للقناة الملاحية لاستيعاب حركة دخول وخروج البواخر العملاقة التابعة للشركات المختصة بالنقل البحري العالمي.

 

APDC وتعزيز الشراكة التجارية

وفي هذا الصدد يؤكد عارف حسن الشعبي مدير عام شركة عدن لتطوير الموانئ، في تصريح صحفي مع إحدى الصحف العربية حيث أوضح بأن الشركة تدرك جيداً الدور المهم الذي يلعبه التجار اليمنيين في تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية في مدينة عدن كمنفذ بحري عبر بوابة اليمن للعالم، وأشار الى إدارة الشركة لاتزال سنداً وداعماً لجميع التجار المحليين، وذلك من خلال تقدير الظروف التي مرت به عدن على وجه الخصوص، حيث أعفت قيادة الشركة جميع التجار من رسوم المحطة كاملة خلال فترة الحرب وما أعقبه من توقف للنشاط الملاحي.وأردف المدير الشعبي على الحرص بتعزيز الشراكة الحقيقية مع جميع التجار والموردين والمصنعين وذلك عبر التعاون المشترك في مجالات التبادل التجاري، واختتم حديثه بالقول إن إدارة شركة «عدن لتطوير الموانئ» تتطلع من خلال العمل مع مؤسسة موانئ خليج عدن اليمنية لإنجاز المشروع الاستراتيجي المهم والمتمثل بتعميق القناة الملاحية، وإضافة مرسى لمحطة عدن للحاويات بطول 700 متر إضافية ليتمكن الميناء من مواكبة التطور الحادث في مجال الخدمات الملاحية البحرية، والذي يحتاج في الأساس إلى استقرار أمني وسياسي وخلق بيئة حاضنة وجاذبة للاستثمار.


 MSC NIKOLE سفينة - في مرسى عدن للحاويات

واستقبل رصيف ميناء عدن للحاويات السفينة التجارية في زيارتها الأولى لميناء عدن، في صباح أحد الأيام خلال سبتمبر 2022 لتغطية احتياجات السوق المحلية بالمواد الغذائية والاستهلاكية، حيث يبلغ إجمالي حمولة الحاويات المقرر تفريغها ( 1130 ) حاوية نمطية. 

ويأتي دخول هذه السفينة والتابعة للخط الملاحي ( MSC ) مسجلةً انضمامها لأسطول السفن الزائرة للميناء حديثاً ، وذلك نظراً لزيادة حجم الطلب في السوق المحلي لاسيما وسرعة وتيرة مناولة الحاويات.

وقد رحبت إدارة محطة الحاويات بانضمام سفينة الحاوية MSC NICOLE واضافتها إلى إسطول سفن الخط السويسري 

MSC التي تغذي ميناء عدن عبر ميناء الملك عبدالله من خلال رحلات أسبوعية 

والجدير بالذكر بأن هذه السفينة ليست الأولى التي تصل الميناء لأول مرة مؤخراً ، اذ شهدت المحطة الشهر المنصرم استقبال السفينة ( EA BLUE NILE ) والتابعة للخط الملاحي ( SECON ) , والسفينة ( K.NASARAT ) والتابعة للخط الملاحي. ( PIL ).