مدير معرض شلوة للذهب والمجوهرات لـ"التنمية برس": الذهب "زينة وخزينة".. وهو الملاذ الآمن للإستثمار في ظل تقلبات العملة الوطنية
■ "شلوة للذهب" تخطط لافتتاح مصنع وفروع جديدة في عدن وحضرموت ومحافظات اخرى.. وتكشف عن التحديات...
》بشير سيف لـ"التنمية برس": سر الطحن المحلي هو سر تفوقنا.. ونطالب بـ"نافذة واحدة" لإنقاذ الصناعة الوطنية من البيروقراطية
》 مصنع النيل حاصل على شهادة وجائزة النجمة الذهبية للجودة من إسبانيا ويطمح للتوسع لتغطية كل الأسواق اليمنية
》تقليد العلامة التجارية "جريمة" تستدعي تفعيل قوانين الملكية الفكرية
● في أرجاء مصنع النيل للبهارات بمنطقة الدكة في مديرية المعلا بمدينة عدن جنوب اليمن، لا يزال عبق التاريخ يمتزج بروائح الكمون والكركم والكاري، حكاية بدأت منذ عام 1969م على يد الراحل عبده سيف، لتبقى شاهدة على إصرار الصناعة اليمنية وتحديها لكل الظروف.
"التنمية برس" التقت رئيس المصنع، الأستاذ/ بشير عبده سيف، في جولة استطلاع إعلامية داخل أروقة المصنع العتيق، لتحكي لكم قصة علامة تجارية أصبحت جزءاً من نكهة كل بيت يمني، وتستعرض أبرز التحديات والطموحات التي تحيط بهذه الصناعة الوطنية الأصيلة.
من الأدوات اليدوية إلى الجودة العالمية: رحلة نصف قرن
يستهل سيف حديثه بسرد حكاية التأسيس، قائلاً: "كان والدي الراحل رحمه الله مهووساً بجودة البهارات والنكهات المميزة. وبدأنا بأدوات بدائية جداً، ثم قام بزيارة إلى الهند وشرق آسيا وعاد بأفكار وآلات أكثر تطوراً. وكنا أول مصنع للبهارات على مستوى جنوب اليمن، وهذه مسؤولية كبيرة نحملها حتى اليوم."
وعن منتجات "النيل" التي أصبحت علامة فارقة، يوضح سيف: "نركز على خمسة أصناف أساسية من البهارات المسحوقة هي: الكاري، الكمون، الفلفل، الهرد، وخلطة اللحم الخاصة بنا. بالإضافة إلى منتجات الحبوب حسب الطلب مثل الهيل، القرفة، الزنجبيل، وجوز الهند، والتي نحرص على انتقائها وتحضيرها بأعلى معايير الجودة العالمية."
تحديات البيروقراطية والإجراءات.. عدو الإنتاج الأول
بدلاً من أن ينصب التركيز على تطوير المنتج، يجد القائمون على المصنع أنفسهم في معركة دائمة مع التعقيدات الإدارية. هنا، وينتقل سيف إلى نقطة أكثر إيلاماً.
حيث تطرق إلى أبرز التحديات التي تواجه سير نشاط العمل الصناعي والتجاري وعبر بقوله بشكل آخر عن هذه الإشكاليات تخنقنا هذه الإجراءات البيروقراطية المرهقة. مجرد استخراج تجديد لمزاولة المهنة يحول إلى مشروع معقد! ونطالب الجهات المعنية و الغرفة التجارية والصناعية والهيئة العامة للإستثمار، بتبني آلية 'النافذة الواحدة' كما في الدول المتقدمة، لتسهيل حياتنا كمنتجين وتركيز طاقتنا في الإنتاج وليس في المكاتب الحكومية."
من عدن إلى العالم: أسواقنا تمتد من جيبوتي إلى بريطانيا
رغم كل الصعوبات والمعوقات، فإن جودة المنتج مكنته من اجتياز الحدود. ويشرح سيف بفخر حول جغرافية التوزيع قائلاً: "منتجاتنا تغطي محافظات عدن، تعز، الحديدة، وصنعاء، وتصل إلى جيراننا في دول الصومال وجيبوتي. ولدينا طلبات غير مباشرة تصل من عملاء في السعودية، مصر، وحتى بريطانيا. هذا يدل على أن المنتج اليمني قادر على المنافسة إذا وجد الدعم."
سر الطحن المحلي وحماية الهوية التجارية
- ما هو سر تفوق بهارات "النيل"؟ عن بقية المنتجات المنافسة ويجيب سيف بابتسامة خبيرة ويواصل حديثه: "سر الطحن المحلي يظل سر المهنة. وهو الذي يعطي المنتج نكهته وقوته المميزة."
ولكن هذا التميز جعل العلامة التجارية عرضة للتقليد. "للأسف، قوانين حماية الملكية الفكرية غير مفعلة بشكل كاف. تمت سرقة وتقليد علامتنا التجارية 'النيل' بشكل غير قانوني. ونطالب وزارة الصناعة والتجارة بحماية حقوقنا ووقف هذا التزوير، فهم شركاؤنا في الحفاظ على الصناعة الوطنية."
الجائزة الذهبية وتفاؤل باسم "النيل"
لمسيرة النجاح والتميز الحقيقي يمثل تتويج دولي، حيث حصل مصنع النيل للبهارات على جائزة النجمة الذهبية لجودة المنتجات من مملكة إسبانيا ويجيب بشير عن هذا التتويج قائلاً:"هي شهادة نعتز بها." واختتم بالكشف عن قصة الاسم: "اختار والدي اسم 'النيل' تيمناً بنهر النيل وتفاؤلاً بالخير والعبير، وفي إشارة إلى قوة الزعيم جمال عبد الناصر في تلك الفترة. وكان اسمنا الأول 'مستودع نهر النيل'."
طموح مستقبلي: مصنع متكامل وعبوات تلائم المستهلك
وفي نظرته للمستقبل، يطمح سيف إلى "توسعة المصنع ليكون منشأة متكاملة بخطوط إنتاجية متعددة، لتغطية السوق المحلي في جميع المحافظات ومن ضمنها محافظات مأرب وحضرموت وشمال اليمن." كما أظهر القائمون على المصنع مرونة اجتماعية رائعة من خلال "مراعاة للظروف المعيشية، حيث تم طرح وإنتاج عبوة 50 جرام لتكون في متناول كل مستهلك."