مآسي التباعُد
مضى بنا العمر والأحلام قد ذبلت
ولم نحقِّق في الدُنيا امانينا
والشيب قَد هلَّ والآمال ظائعة
واليأس أكبر شئ في ماسينا
اذا هدمنا بفأس الجهل موطننا
فقد أضعنا مَن التأريخ ماضينا
فلا العُروبة والأرحام تجمعنا
وَلا الإخوة في الإسلام تهدينا
وقد تضيّع مع الاوهام وحدتنا
إذا خسرنا بها أغلي محبينا
وَمَا إستطعنا بأن نبقي علاقتنا
حين اختلفنا وكاد الشر يغوينا
كَيْف السّبيل لكي تبقي اخوتنا
فقد لقينا عناء فى تجافينا
وكيف يبقي شعور الود منعدم
وَمَا وجَدْنَا قريباً قَد يواسينا
لن تشرق الشّمس إلا في تقاربنا
ولن نري ألنور إلا في تلاقينا
لَقَد خسرنا بقطع الوصل أنفسنا
وَمَا حصدنا سوي أفعال إيدينا
أن يُضعف الشر والشيطان قوتُنا
فلن نري دُولَة في الأرض تؤوينا
هل ارتضينا بأن نحيا بلا وطن ؟
يلمنا حبه الغالي ويحمينا
وهل أردنا بأن نبقي بلا أمل
وَلا هَوَاء وَلا ماء ليحيينا
يا موطن الخير والايمان معذرة
فَقَد عرّفنا لِماذا الضعف يأتينا
تموت فينا مع الأحزان همتنا
وَمَا إستطعنا بأن نُنهي تحدينا
فهل ستبقي طبول الحرب عالية
وقد حصدنا جراحا في تمادينا
لو نعقل آليوم كي نُنهي تفرقنا
فما اعترانا مَن الآلام يكفينا
ابراهيم محمد عبده داديه
الحديده -٢٢ مايو ٢٠١٦