مصانع طحن الاسمنت..مشاريع العصر
د/ حسين الملعسي
■ صناعة الإسمنت هي عملية تحويل المواد الخام مثل الحجر الجيري والطين إلى مادة بناء قوية تستخدم في تشي...
صدمت وتيرة نمو إنتاج النفط الصخري الأمريكي مراقبي أسواق النفط في بداية عام 2017، ولكن هذا النمو التصاعدي للإنتاج قد لا يستمر. حيث بدأت بيانات الإنتاج الشهري الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، التي تعتبر بيانات الإنتاج الأكثر دقة من الوكالة الحكومية، تتراجع بشكل روتيني عن تقديراتها الأسبوعية الحالية، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان إنتاج النفط الأمريكي هو بالفعل قرب 9.5 مليون برميل في اليوم كما أظهرت الأرقام الأسبوعية قبل الانقطاعات الأخيرة بسبب العواصف.
ويكافح مراقبو أسواق النفط لمعرفة ما إذا كان منتجو النفط الصخري يواجهون بعض المحددات، مثل نقص القدرة على إجراء عمليات التكسير لإكمال الآبار أو نقص التمويل بسبب استمرار أسعار خام غرب تكساس الوسيط دون 50 دولارا للبرميل (على الرغم من ارتفاعه أخيرا) أو كليهما. إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة يمكن اعتباره أفضل صديق لـ "أوبك" أو أكبر منافس لها، اعتمادا على الإطار الزمني. ومن الواضح أن دول "أوبك" وحلفاءها المنتجين من خارج المنظمة الذين وافقوا على خفض الإنتاج للمساعدة على تسريع عملية إعادة التوازن في أسواق النفط يفضلون منافسة أقل من النفط الصخري الأمريكي طالما أن الأسواق لا تزال تعاني فائضا في العرض، ولكن يبدو أنهم راضون عن النفط الصخري كحليف محتمل على المدى الطويل لتقاسم عبء تلبية الطلب على النفط في المستقبل.
مع ذلك، لا يزال عديد من المحللين يرون أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام سيصل إلى عشرة ملايين برميل في اليوم في العام المقبل، ولكن في تموز (يوليو) بدلا من التوقعات السابقة لشهر أيار (مايو). ويعكس هذا التأخير جزئيا تباطؤ نمو النفط الصخري ويرتبط جزئيا أيضا بإعصار هارفي الذي أوقف مؤقتا بعض مشاريع الحقول البحرية وأدى إلى صعوبات في العمل والخدمات اللوجستية. وتشير بعض التقديرات إلى أن إنتاج النفط الصخري الضيق بلغ 3.5 مليون برميل في اليوم من النفط الخام الأمريكي في العام الماضي إذا تم استبعاد النفط التقليدي المنتج في مناطق النفط الصخري مثل حوض العصر البرمي. واستمر الإنتاج في الحصول على زخم في الربع الثاني من عام 2017 ولكن بدأ بالتراجع في الشهرين الماضيين.
وقد حقق منتجو النفط في الولايات المتحدة الحد الأقصى من مستوى النمو الذي يمكنهم من تمويل عملياتهم بشكل مريح ما لم تتمكن أسعار النفط من الصمود لفترة طويلة عند القفزة الأخيرة التي حققتها عند 50 دولارا للبرميل. وتراقب المصارف والمستثمرون من كثب الإنتاجية ومستويات الإنفاق ولديهم رغبة قليلة في النمو بأي ثمن. ومن شأن هذا التحفظ أن يسحب الزخم مرة أخرى من المنتجين نظرا للنكسات الأخيرة في تأمين معدات الحفر والإكمال وأطقم العمل الكفؤة.
ويتوقع عديد من المحللين أن تحتاج شركات النفط إلى خفض نشاط الحفر بنحو 50 منصة حفر في العام المقبل لمواءمة الإنفاق مع التدفقات النقدية عند أسعار خام غرب تكساس الوسيط في حدود 45 دولارا للبرميل. كما بدأت المكاسب المتحققة في إنتاجية الآبار في جميع أنحاء تشكيلات النفط الصخري مثل إيجل فورد، الحوض البيرمي، وباكين تظهر بعض التعثر، حيث لاحظت الجهات التنظيمية في ولاية داكوتا الشمالية أخيرا الأداء الضعيف لأطقم التكسير التي تنقصها الخبرة. في الوقت نفسه استنفدت شركات الخدمات النفطية مخزوناتها من معدات التكسير وبدأت بالفعل بتفكيك أجزاء من أساطيل الخطوط الجانبية للمساعدة على الحصول على أكبر عدد ممكن من معدات التكسير القادرة على العمل.
وسيكون المسار الحقيقي لأسعار النفط في الأسابيع المقبلة حاسما في تحديد إلى أي مدى سيؤثر تباطأ نمو إنتاج النفط الصخري في منتصف عام 2017 على الإمدادات. وقد مكن ارتفاع الأسعار الشركات من التحوط، وبفضل ارتفاع أسعار العقود الآجلة لعام 2018 فوق مستوى 50 دولارا للبرميل مرة أخرى للمرة الأولى منذ أشهر، من المرجح أن يقفز منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى تحوطات جديدة. وقد أثبتت موارد النفط الصخري في الولايات المتحدة أنها حساسة جدا لأسعار نفط في نطاق 40 دولارا للبرميل. ففي نطاق سعري قرب 50 دولارا من المحتمل أن يقلل نحو 100 - 200 ألف برميل في اليوم من نمو النفط الصخري في العام المقبل، ولكن أسعار نفط أقرب إلى 45 دولارا للبرميل أو أقل من المحتمل أن تقلل أكثر من نصف مليون برميل في اليوم من النمو.
وإذا ما تمكنت الشركات من تأمين تحوطات كبيرة بحلول نهاية عام 2017، من المتوقع أن يكون الإنتاج في العام المقبل أقل حساسية إزاء هذه التحركات السعرية، ما يحد من حجم تباطؤ نمو الإنتاج حتى لو كانت أسعار النفط تكافح من أجل الاستمرار فوق 50 دولارا للبرميل. كما أن المخزون القوي الذي يتمتع به قطاع النفط الصخري من الآبار المحفورة ولكن غير المكتملة يمكن أن يخفف من تأثير تذبذب الأسعار بشكل واضح في نشاط الحفر، حيث يتعين على الشركات أن تنفق أقل خلال فترة التدفقات النقدية المتدنية لتحقيق الإنتاج الجديد. يتوقع بعض المحللين أن ينمو إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة بمعدل 745 ألف برميل في اليوم في عام 2018 إذا كان متوسط أسعار خام غرب تكساس الوسيط على الأقل بين 45 و49 دولارا للبرميل. من جهتها، تتوقع الدراسات الاستقصائية حاليا أن يكون متوسط أسعار الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط بين 45 - 52 دولارا للبرميل في العام المقبل.