مصانع طحن الاسمنت..مشاريع العصر
د/ حسين الملعسي
■ صناعة الإسمنت هي عملية تحويل المواد الخام مثل الحجر الجيري والطين إلى مادة بناء قوية تستخدم في تشي...
اندفاع أسعار خام برنت نحو 60 دولارا للبرميل في أواخر الشهر الماضي ثبت أنه بعيد المنال عن أسعار النفط، حتى لو كانت أسواق النفط تتجه نحو إعادة التوازن. لا يزال العرض يتجاوز الطلب ـــ ولكن فقط إذا كان بناء المخزون، بقيادة الصين، لم يتم احتسابه. وغالبا ما تكون مثل هذه الكميات ضمن أرقام الطلب، حيث إن الجزء الأكبر من هذا النفط الخام يملأ خطوط الأنابيب والخزانات الاستراتيجية وبالتالي لن يعود إلى الأسواق مرة أخرى طالما تحافظ الصين على بناء مخزوناتها، فإن الأسواق ستبدو محكمة، حتى لو شهد الربع الرابع كثيرا من إمدادات النفط الجديدة التي ستصل إلى الأسواق.
في هذا الجانب، ذكرت جانيت كونج رئيسة شركة بي بي في الشرق الأوسط للتوريد والتجارة في نصف الكرة الشرقي في مؤتمر عقد أخيرا في سنغافورة أن الصين قامت بتخزين نحو 200 مليون برميل في الأشهر الستة أو السبعة الماضية. وهذا يعادل ما يقرب من مليون برميل يوميا ابتداء من الربع الثاني، عندما كان العرض غير قادر لفترة وجيزة على تلبية الطلب المتزايد على النفط بشكل كامل. ويعتقد بعض المحللين أن الصين يمكن أن تستمر في بناء مخزونها الاستراتيجي من النفط، هذا من شأنه مضاعفة الزيادة المتوقعة في الطلب التي تقدر بنحو مليون برميل يوميا بين النصفين الأول والثاني من عام 2017.
أما بالنسبة للعام بأكمله، يتوقع معظم المحللين حاليا نموا في الطلب العالمي على النفط في حدود 1.5 - 1.55 مليون برميل يوميا، مقارنة بـ 1.3 مليون برميل يوميا في منتصف عام 2016. ومن شأن هذا الطلب القوي أن يأكل كثيرا من العرض المفرط المتوقع، حيث إن التعافي من العواصف وموسم الصيانة الصيفي قد يؤدي إلى ارتفاع الإمدادات من خارج دول "أوبك" في الربع الرابع بنحو مليون برميل يوميا مقارنة بالفترة من تموز (يوليو) إلى أيلول (سبتمبر). ومع تراجع الإنتاج الليبي، من المتوقع أن يتراجع إنتاج "أوبك" بنحو 60 ألف برميل يوميا في الربع الرابع.
وتعكس الفروقات الأخيرة في الأسعار التي تقودها الأسواق الفورية في آسيا وأوروبا هذا الانكماش في العرض لكل من النفط الخام والمنتجات، مع عودة حساسية الأسواق للاضطرابات الجيوسياسية بعد أشهر من التمكن من التقليل من مخاطر الانقطاعات بسبب استمرار ارتفاع إنتاج النفط من أماكن أخرى. وعلى جانب المنتجات، تم تحقيق توازن في متوسط السنوات الخمس لمخزونات البنزين في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تقريبا يتحقق التوازن بالنسبة للديزل، في حين أنها أكثر كثيرا بالنسبة للمنتجات الأخرى التي تكون أقل صلة بتسعير النفط الخام. ولا تزال هناك زيادة بنحو 120 مليون برميل من النفط الخام في مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، 70 في المائة منها في خزانات الولايات المتحدة. ويشجع الخصم الكبير في أسعار خام الولايات المتحدة غرب تكساس الوسيط، الذي يراوح بين خمسة وسبعة دولارات للبرميل الواحد، تدفق النفط إلى أسواق التصدير العالمية بشكل كبير، حيث إن شبكات الدعم اللوجستي والتصدير تعافت تماما من العواصف الأخيرة.
الارتفاع الأخير لأسعار العقود الآجلة لخام برنت فوق 59 دولارا للبرميل تم ربطه بتشدد الأسواق الآنية لبرنت، حيث كان من الصعب الحصول على شحنات النفط الخام. وقد ساعد انتهاء عقود برنت في تشرين الثاني (نوفمبر) على إنهاء هذا التشدد، وشهدت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تراجعا إلى 55 دولارا للبرميل نتيجة لذلك. حتى إذا كان 60 دولارا للبرميل لا يزال بعيد المنال، يبدو أن الأسواق أكثر ارتياحا مع ارتفاع الأسعار على ما كانت عليه حتى قبل بضعة أشهر. هذا وبلغ متوسط أسعار خام برنت حتى الآن هذا العام نحو 52.60 دولار للبرميل أي ما يقرب من عشرة دولارات للبرميل أعلى مما كان عليه في الفترة نفسها من عام 2016، حيث إن انخفاض الإنتاج من "أوبك" ومن خارجها ساعد على دعم قوة السوق. وبلغت نسبة امتثال "أوبك" في أيلول (سبتمبر) 112 في المائة والمنتجين من خارج المنظمة 102 في المائة، وفقا لعدد من المصادر. كما أن التوقعات بأن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة قد لا ينمو بأسرع مما كان يعتقد في البداية هي أيضا داعمة للأسعار، على الرغم من أن الصادرات الأمريكية وصلت إلى 1.5 مليون برميل يوميا، ويمكن أن تبقى أعلى من مليون برميل يوميا.
شهرا آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) قدما لأسواق النفط بعض التحديات غير الاعتيادية منها: اثنان من الأعاصير المدمرة في خليج المكسيك الأمريكي، وعودة المخاطر الجيوسياسية إلى أسعار النفط والتحركات المؤقتة في الأسواق الآنية التي تسببت في تأرجح أسعار العقود الآجلة. أما الربع الرابع فبدأ بداية هادئة مع اضمحلال تأثير هذه العوامل، على الرغم من أن هيكل أسعار برنت في حالة تراجع، حيث يتداول برميل التسليم الفوري بعلاوة على التسليم في المستقبل، وهذا يعكس سوقا أقرب إلى إعادة التوازن الهيكلي عما كانت عليه في وقت سابق من هذا العام.
وتظهر الأرقام الأولية لشهر أيلول (سبتمبر) أن إمدادات النفط العالمية بلغت 99.45 مليون برميل في اليوم بزيادة قدرها 500 ألف برميل يوميا مقارنة بآب (أغسطس). وكان إنتاج "أوبك" ثابتا نسبيا عند نحو 32.6 مليون برميل يوميا، لكن المعروض من خارج "أوبك" ارتفع بمقدار 320 ألف برميل يوميا، حيث أضاف المنتجون غير المشاركين في اتفاقية خفض الإنتاج من داخل "أوبك" وخارجها مجتمعة 360 ألف برميل يوميا، في حين انخفض إنتاج الدول العشر المشاركة في الاتفاق من خارج "أوبك" بنحو 40 ألف برميل في اليوم.