كنت أمشي مع صديقي ومر أحد الشباب من جوارنا وهو يدعو بصوت كبير :" اللّهم ديانة ذهب، وسيارة آخر موديل، وبيت زي القصر " رديت خلفه بصوت أكبر من صوته آمين يا رب ولنا أكثر منه، ضحك صديقي وقال: الرجل طماع مع ضحكة جميلة .
_ طماع ! وهل ذلك مستحيل على الله ؟
• لا ! ولكن ليكن واقعيا في دعائه.
سكتنا قليلا مع استمرار مشينا، قلت لصديقي: ما رأيك بعباد الواقع ؟
• عباد الواقع !
- نعم عباد الواقع الذين يصنعون حاجز المستحيل أما أفكارهم وطموحاتهم وحتى خيالهم.
فعبودية الواقع يا صديقي تجعل طلباتنا محدودة، وطموحاتنا صغيرة، وأهدافنا بسيطة إلى حد كبير، تجعلنا نختصر أحلامنا بزوجة حسناء، وبيت يؤينا، وسيارة فاخرة؛ ثمَّ يبدأ العد التنازلي لحلقات أيامنا في سلم الأحلام باتجاه حافة النهاية .. الموت !
تحت حجة كن واقعيا، الواقع ما يعطيك مجال، الواقع صعب، سيحطمك الواقع، هذا الواقع غير صالح لأفكارك!
● يقول الأستاذ ياسر الحزيمي أحد مدربي التنمية البشرية : بأنه طلب من طلابه أن يتخيلوا مقدار راتبهم الشهري الذي يطمحون له.
تخيلوا.. فأجاب البعض منهم بأن الراتب المتخيل 12,000 سعودي ، والبعض 25,000 سعودي وكلهم كانت تخيلاتهم وتوقعاتهم تدور في هذا الفلك ولم يتجاوزا 50,000 سعودي مع أن المسألة مسألة خيال !!
فالمشكلة لا تكمن في قدراتنا بل في مخيلاتنا وتوقعاتنا ! تخيل وأبحر في الخيال ، تخيل وتوقع فلن يحسدك أحدا ولن يعيقك أحدا، ثم انطلق في حياتك لتحقيق تلك الأحلام، فتش عن الحظ، وعندما تجده عانقه عناقا حميما، خذ منه عهدا أن لا يتركك وأنت كذلك، ولو تركك ستقوم باللحاق به!
إرفعوا سقف توقعاتكم وخيالكم وأحلامكم يقول عمر بن عبدالعزيز: إن لي نفس تواقة، تاقت لفاطمة فنالتها، وتاقت للخلافة فنالتها، والآن تتوق للجنة .
وإذا سألت الله فسأله الفردوس الأعلى.
✍ صالح شنظور