السيارات الكهربائية المستعملة والمرحلة المقبلة

شهدت السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً بالمستقبل الكهربائي للنقل، فمع ازدياد وعي الأفراد بأهمية الحد من بصماتهم البيئية من المتوقع أن يشهد العقد المقبل انتشار السيارات الكهربائية والذاتية القيادة.

حالياً، تُعتبر السيارات الهجينة الخطوة الطبيعية التالية في هذا الاتجاه. وفي الإمارات، تسعى الحكومة إلى تحويل 20٪ من إجمالي وسائل النقل إلى مركبات ذاتية القيادة عام 2020.

وكما هي الحال مع أية سيارة، توجد بالطبع فروق سعرية بين السيارات الجديدة والمملوكة مسبقاً.

ومن المحتمل أن يؤثر ذلك على قرارات الشراء. لكننا ننصح دائماً بمراعاة القيمة الكبيرة التي تجلبها باقات الخدمة والضمان. لذا حتى عند بحثك عن سيارة مستعملة من المفيد التحقق عما إذا كانت فترة الضمان أو الخدمة لا تزال سارية.

والخطوة الأولى للاختيار بين شراء سيارة هجينة أو كهربائية مستعملة هي تحديد الميزانية. فعادة ما تكون التكلفة الأولية أعلى للسيارات الكهربائية بالكامل نظراً لمحدودية الخيارات المتاحة في السوق.

في حين تكون النماذج الهجينة أقل كلفة وأسهل في الصيانة على المدى الطويل، بفضل قدرات المحرك المدمجة.

والخطوة التالية هي دراستك للمنطقة التي تقيم فيها. فمع وجود نسبة كبيرة من المقيمين في المباني السكنية، من الصعب عموماً الوصول إلى محطات الشحن.

وبالتالي من الضروري التأكد من وجود محطات الشحن في الجوار.

رغم ذلك، تبذل الإمارات جهوداً قوية لتسهيل امتلاك المركبات الكهربائية، مع قيام هيئة كهرباء ومياه دبي العام الماضي بتركيب 100 محطة شحن كهربائية للسيارات في دبي، ليصل عددها الإجمالي إلى 200 محطة.

ومن المتوقع استمرار نمو أعدادها في المستقبل القريب، وأن ينضم المطوّرون العقاريون إلى هذه الجهود عبر تثبيت محطات الشحن في مشاريعهم الجديدة.

كما تُعد المسافات عاملاً مهمًا آخر عند الاختيار بين السيارة الكهربائية والهجينة. فإذا ما اعتدت القيام برحلات طويلة أو التنقل بين الإمارات المتجاورة للعمل مثلاً.

فمن المهم وضع متوسط المسافات المقطوعة لليوم الواحد في الاعتبار ومقارنتها بالمدى الأقصى للسيارة عند الشحن الكامل، وعدد الرحلات التي يمكن القيام بها بعد كل عملية شحن.

وتعتبر قيمة إعادة البيع من المخاوف الرئيسية لدى البعض عند شراء سيارة كهربائية مستعملة أو هجينة. ففي حين تشترك السيارات الهجينة والكهربائية في نفس المشاكل التقنية المحتملة، إلا أنّ الأولى تتمتع بطلب أكبر وقيمة إعادة بيع أقوى حتى بعد عدة سنوات من الاستخدام.

وفي حين تزخر الأسواق العالمية بنماذج السيارات الهجينة والكهربائية، إلا أنّ العديد منها لم يصل إلى أسواق الإمارات بعد.

فالشركات المصنعة لهذه النماذج لم تجعلها بالضرورة ملائمة لميزانيات الجميع. فنموذج تسلا إس مثلاً يمكن أن تتراوح تكلفته حتى في سوق السيارات المستعملة ما بين 200.000 إلى 300.000 درهم في المتوسط.

وعند النظر إلى سوق السيارات في الإمارات تبين أنّ تويوتا كامري كانت أكثر السيارات المستعملة مبيعاً على دوبيزل العام الماضي. ونعتقد أنّ تحول أحدث نماذجها إلى سيارات هجينة سيُسهم في ترسيخ شعبيتها.

ومع استمرار تطوير البنية التحتية في الدولة لدعم سوق السيارات الكهربائية، سنشهد بالتأكيد نمواً تدريجياً للقطاع. ويمكننا بالتأكيد توقع زيادة كبيرة في أعداد السيارات الكهربائية المستعملة والمعروضة للبيع خلال السنوات الخمس المقبلة.

* رئيس خدمات السيارات في دوبيزل موتورز