عبدالحكيم موفق ؛ رائد الأغنية الضالعية

تمكن بموهبته الفنية الفريدة أن يجدد تراث الضالع الغني بالشعر والشعراء ؛ ويبرز به إلى الواقع كفن غنائي له تلاحين عذبه وجماهير واسعه ؛ حتى أستحق أن يكون رائد الغناء الضالعي .
 
إنه الفنان القدير عبدالحكيم موفق ذو الصوت الشجي والقلب الجميل ؛ فنان مهذب وأنيق ؛ وشخصية  تجذبك بحضورها القوي ؛ وتواضعها الآسر لقلوب محبيه وكل من حوله . 
 
لم يقتصر نجاحه في الجانب الفني وحسب ؛ بل إنه  كادر مؤهل واداري ناجح ؛ متمكن في عمله الوظيفي والمهني بمستوى لا يقل عن نجاحه وكفائته الفنية العالية .
 
وعلى مدى حياته الفنية أنتقى الفنان موفق أبلغ القصائد التي صاغها بألحان الخلود الأبدي ؛ معتمدا على ذوقه العالي وأحساسه الأدبي والفني المرهف؛ فكتب له كبار الشعراء أمثال الشاعر ثابت عوض ؛ والحميدي ؛  وأحمد سفيان؛ والحالمي؛ والحميقاني  ؛وعبدالله القاضي ؛ وغيرهم  من الشعراء الذين لايتسع المقام لذكرهم .
 
نشأ الفنان عبدالحكيم موفق ؛ محبا للعلم ؛ فبدأ صوته الجميل يحلق في سماء بلدة الضبيات التي ينحدر منها ؛ من خلال مشاركته في الأنشطة المدرسية وترديده للأناشيد الدينية والوطنية ؛ مستلهما هواه وعاطفته الجياشة من بلدته الخضراء حاضنة العلم والأثار والقصور المشيدة التي لاتزال عامرة بها حتى يومنا هذا .
 
وكان بصوته الجميل وتلاحينه العذبه طرب الناس في الحقول والريف والحضر والأعراس والأعياد ؛ والمناسبات الوطنية .
 
تغنى بالجليلة وجحاف وقعطبة وحبيل الريده والشعيب ويافع ؛ وأصبح عنوان جميل للضالع خاصة وللجنوب بشكل عام .
 
وهو من حمل معه شذى الضالع وعطرها الفواح في حله وترحاله ؛ وتمكن عن جدارة من نقل فنها وموروثها الأدبي والانساني من المستوى المحلي إلى العالمي .
 
عبدالحكيم موفق شدا بصوت الضبيات ؛وفل الحسيني ؛ وسواحل عدن ؛ وتعداها ليرسم بريشة عوده أجمل اللواحات الفنية في المكلا وسيئؤن
والخليج العربي الذي يتخذ منه فناننا القدير
موطنا ثاني له بين أناس احبهم وأحبوه .
 
وتفنن أكثر في إبداعه فصور معاناة الفراق للمحبوب ،وحالة المهاجر اليمني ؛ وهو ماحوته 
أغنية "لوحة مفارق" التي تعتبر من أروع الأغاني الحديثة لحنا ونظما ؛ وأضاف تلحينة للأغنية قيمة فنية رائعة إلى جانب كلماتها القيمة والمنمقة والتي خطها الشاعر والاديب الأستاذ سالم علي الحالمي .
 
وطوال مشواره الفني يظل الفنان موفق  الغني عن التعريف موفقا في جميع أعماله المختلفة
وما بين أغنية مبتدي في حياتي إلى أغنية لوحة مفارق وحتى أغنية قسوة الدنيا ؛حكايات وذكريات لاتنسى في قلب كل عاشق وحبيب، ومحطات نجاح لاتنتهي في مشواره الفني الكبير .
 
وفي الأخير لا يمكن أن نتناول تاريخ فناننا في سطور معدودة ؛فتاريخه الفني زاخر بالعطاء وقد يحتاج منا إلى مدونات ومجلدات حتى نستطيع أن نخرج بحصيلة من بحر فنه الواسع العميق .

مقالات الكاتب