تقرير خاص: محمية ديحمري البحرية لؤلؤة المحيط الهندي ومتحف الجمال الطبيعي الفريد

التنمية برس/ تقرير: أحمد جمعان

تعتبر محمية ديحمري من أجمل المحمية البحرية بأرخبيل سقطرى لما تحويه هذه المحمية من جمال طبيعي ساحر وتنوع بحري ومرجاني  حيت يوجد في المحمية  40  نوع من الشعاب المرجانية و أكثر من ثمانين نوع من الأسماك الملونة ذاتالمنظر الجمالي الساحر  وكما تعتبر المحمية أول محمية بحرية يطبق فيهانظام المراقبة الأنواع البحرية وهي أول محمية تم تأسيسها في الأرخبيل..

صحيفة التنمية بلا حدود/ سقطرى / تقرير: أحمد جمعان

تقع محمية ديحمري البحرية في الشمال الشرقي لجزيرة سقطرى  بمحافظة أرخبيل سقطرىوتبعد عن حديبوه عاصمة المحافظة  بمساحة 23 كم  وتشمل محمية ديحمريالبحرية منطقة الرأس في اليابسة (رأس ديحمري) والمنطقة الساحلية و المياهالبحرية المحيطة برأس ديحمري من جهة الشرق والشمال والغرب و تشمل مناطق
بحرية تصل إلى عمق 300 م تقريبا.

إجمالي مساحة منطقة المحمية 2.66 كم2 منها 0.06 كم2 على الرأس في اليابسة، يبلغ محيط المحمية 7.783 كم منها 0.288كم على اليابسة وتشتهر المحميةفي تنوعها الحيوي البحري الفريد على مستوى العالم .

وتم إعلان  ديحمري كمحمية طبيعية بموجب القرار الجمهوري رقم (275) للعام
2000
م وذلك ضمن خطة تقسيم جزيرة سقطرى ومجموعة الجزر الأخرى إلى مناطقحمى الطبيعة ومناطق الاستخدام المستدام للموارد ومناطق التنمية.

 

"التنوع"


تمتاز محمية ديحمري بتنوع الموائل البحرية فيها على عكس ما هو علية الحالفي بقية المحميات البحرية في جزيرة سقطرى حيث تَمثل كل محمية من المحمياتالأخرى لموئل واحد فقط في معظم المحميات, هذا بالإضافة إلى التنوع الكبيرفي الأحياء التي تعيش في هذه الموائل, حيث سجل في المحمية أكثر من ثمانيننوع من الأسماك وهذا العدد يمثل حوالي 27% من مجموع الأنواع المسجلة فيمجموعة جزر سقطرى. كما تعد محمية ديحمري مهمة لتنوع الشعاب المرجانيةالمختلفة حيث تحوي المحمية على أكثر من 40 نوع من الشعاب المرجانيةويمثل هذا العدد أكثر من 20% من مجموع الأنواع المسجلة في مجموعة الجزر.

 

 وتعد المحمية واحدة من أهم أربع مواقع لأنواع القشريات من بين خمسين موقعفي مجموعة الجزر ويصل عدد الأنواع المسجلة في المحمية من السرطاناتالبحرية إلى 19 نوع, كما يتواجد نوعين من الشروخ والمسجلة في المحميةبينما تعد أنواع الطحالب محدودة في المحمية والتي لا تزال المعلومات عنهاقليلة كذلك كما هو عليه الحال بالنسبة للحشائش البحرية. كما سجل فيالمحمية نوعين من السلاحف البحرية وهي السلاحف الخضراء والسلحفاة ذاتالمنقار الصقري. كما تعد المحمية مهمة لتواجد أنواع من الإسفنج ..وكما تعد المحمية من أجمل المناطق للسياحة البحرية والغوص التي جذبتالسياح إليها لاستمتاعهم بجمالها الطبيعي والبحري و بتنوعها الفريد فيالشعاب المرجانية وبالأسماك الزينة النادرة على مستوى العالم الذي يعطي للغواصين والزائرين أليها مناظر جميلة ونادرة عالمياً.

الندرة


تعد محمية ديحمري المثال الوحيد في جزيرة سقطرى لتطور حيد مرجاني حقيقيوذلك لوجود التنوع في الموائل والأحياء المختلفة بالإضافة إلى تطور هذهالموائل كحيد متجمع خلافا لما هو عليه الحال في بقية الموائل في جزيرة
سقطرى حيث عادة ما تكون هذه الحيود على شكل متفرق في قطع صغيرةمبعثرة.كما يعد الحيد المرجاني في محمية ديحمري واحد من المواقع الممثلةلتطور الحيود المرجانية في مجموعة جزر سقطرى ككل


التضاريس


رأس ديحمري عبارة عن امتداد صخري لليابسة باتجاه البحر يتجه تقريبا نحوالشمال-الشمال الشرقي باتجاه البحر ويوجد علية جبلين صخريين من الجرانيتالأحمر يصل ارتفاعهما تقريبا إلى 40 م عن مستوى سطح البحر,

 (وهما السببفي تسمية المنطقة بهذا الاسم حيث أن حمري تعني باللغة السقطرية الأحمرللمثني, المفرد منها حامر). تستمر طبقة الصخور في الشمال والشمال الشرقيحتى عمق 5م ثم يليه انحدار صخرى حتى العمق 12م يستمر هذا العمق لعدةمترات يليه منحدر صخرى يصل إلى عمق أكثر من 200م. في الجهة الجنوبيةالشرقية من الرأس فيوجد خليط من حصى الجرانيت وقطع المرجان بالإضافة إلى الرمال,أما في الجهة الجنوبية الغربية من الرأس فمكون بشكل أساسي من الرمال  المرجانية   البيضاء وبعض القطع المرجانية كما تختلط في بعض الأماكن قطعالمرجان  بأحجار الجرانيت الأحمر أيضا. إلى الغرب من الرأس وعند عمق 5م  تبدأ من الرمال وسط تجمعات الشعاب المرجانية. أما بين الساحلينوبالجنوب فتوجد منطقة رملية يتواجد فيها كثير من قطع المرجان الكبيرة.
منطقة المدخل بالقرب من قرية ديحمري حدت من ناحية الجنوب بصخور جيريةضخمة أسفل منحدر يصل ارتفاعه إلى 200م تقريبا عن الساحل. ويكسو هذاالمنحدر أشجار زهرة الصحراء (تريمو)  وبعض الأنواع من الأشجار الأخرىالمستوطنة بالإضافة إلى أشجار وشجيرات متنوعة.

 

التربة

توجد التربة على بعد حوالي 500 م من رأس ديحمري وهي عبارة عن تربة طينيةحبيبية مائلة إلى ألون الأحمر نوعا ما. توجد بعض مزارع النخيل الصغيرةبالقرب من قرية ديحمري والتي استزرعت فيها أشجار النخيل في الآونة الأخيرة.


تركيب الصخور (الجيولوجيا)


يتكون رأس ديحمري من صخور الجرانيت الأحمر والذي يمتد على جانبي الرأسإلى البحر إلى عمق حوالي 2 م تقريبا. وهذا النوع من الصخور غير منتشر فيجزيرة سقطرى عموما بشكل كبير. وتعتبر صخور الجرانيت كأحد القيعان الصلبةوالمناسبة جدا لالتصاق الأحياء عليها. تتبع هذه الطبقة طبقة أخرى منالصخور الكلسية.



الموائل (البيئات) البحرية



يمكن تصنيف محمية ديحمري إلى إقليمين (منطقتين) بيئيين اعتمادا على العمقالذي يوثر على تكون البيئات البحرية الحيوية وهما:
الإقليم شبة الساحلي (إقليم ما تحت الماء)
يصل عمق هذه المنطقة من أدنى نقطة يصل إليها الجزر وتتميز هذه المنطقةبغطاء متنوع من الشعاب المرجانية ينحصر على مناطق شمال الجزر, ربما يعزىهذا إلى تأثير الرياح الموسمية. وهذا النوع من النمو المرجاني يتشكل بشكلمباشر على الصخور بالاعتماد على تجميع مواد كلسية. لوحظ تطور في الحيدالمرجاني في الجزء الغربي من رأس ديحمري, والتي تعمل بشكل كاف كإطار عملحيث تقوم بدعم عدد كبير من البيئات والأحياء البحرية, نذكر منها هناالشعاب المرجانية, الأسماك, السرطانات والرخويات. وتعتبر منطقة ديحمريالمثال الوحيد لوجود حيد مرجاني حقيقي, كذلك أحد الأمثلة في مجموعة جزر سقطرى ككل.

يمكن تقسيم الحيد المرجاني في محمية ديحمري إلى عدد من الموائل البحرية

(البيئات البحرية)



الإقليم الساحلي (منطقة المد والجزر)

وتمتد هذه المنطقة من أدنى نقطة يصل إليها الجزر إلى أعلى نقطة يصلهاالمد. يوجد في هذه المنطقة تنوع جيد في البيات أو الموائل الساحلية والتيتدعم العديد من الكائنات الحية التي تعيش في المنطقة. الساحل الغربي من
رأس ديحمري عبارة عن رصيف صخري من الجرانيت الأحمر مغطى بقطع من المرجانو أحجار الجرانيت الأحمر. يصل هذا الرصيف الصخري من 60-70م ويستمر حتىيصل إلى الإقليم شبة الساحلي المغمور بالماء.

في الجانب الشمالي طبيعة القاع أكثر ميلا, والتي تسمح لكمية أكثر منالأمواج لتصل إلى أجزاء ابعد من الشاطئ, عند هذه النقطة  يوجد بعضالأحجار التي تستند على ساحل صخري, يحيط هذا الرصيف الصخري بكامل

منطقة الرأس

طبيعة القاع في المنطقة الصخرية المحيطة بمنطقة الرأس متنوعة الكتلالصخرية والانبثاق من التي تمتد من الرصيف الصخري, والتي تمتد إلى أقصىحد 20-30 متر من أعلى نقطة يصل إليها الماء في الجانب الغربي من
منطقة الرأس.
المنطقة الصخرية الشرقية تمتد حتى تصل إلى 400 متر, أحيانا مع وجود طبقةمن الرمل أو الحصوات التي تتواجد مع قطع المرجان المتكسرة والتي توفربيئة جيدة للعديد من سرطانات الشبح. الساحل الصخري يمثل بيئةملائمة لحيوانات المنطقة العربية النموذجية من البرانكلس والمحاريات,بالإضافة إلى الكيتونات.