إمارات العطاء.. أطلقت المشاريع التنموية للنساء النازحات

الاتحاد

يستمر عطاء الإمارات الدائم للفئات الفقيرة والمحتاجة من تبعات الحرب في مدن اليمن، خاصة النساء النازحات في الأطراف والمناطق النائية بمحافظتي عدن ولحج، ممن فقدن مصادر الدخل أو العائل الرئيس، وتقطعت بهن سبل الحياة القاسية الناتجة من توالي الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تجرعها المواطن اليمني من أعمال مليشيات الحوثي وصالح.

أينما كانت الحاجة، فجسر التواصل الذي يقدمه الهلال الأحمر الإماراتي للمستحقين من الشرائح الضعيفة والمحتاجة، لاسيما المرأة، يكون موجوداً، فتقدير الاحتياجات التنموية للسكان المحافظات المحررة، وتلبيتها من خلال مشاريع صغيرة أو متوسطة أو دعم برامج ذات خطط بعيدة المدى ذات مفعول استدامة تخدم المناطق المتضررة أو التي تفتقد فيها الخدمات الأساسية التي تحفظ للمواطن البسيط كرامته وحقه في العيش الكريم.

 

مع بداية انطلاق المشروع التاسع لـ «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «حرفتي مهنتي»، مطلع شهر مارس الماضي، يوفر بموجبه الهلال الأحمر الإماراتي ماكينات خياطة، والمواد الأولى من الأقمشة ومستلزمات أخرى لعدد من النساء النازحات في محافظة عدن، بهدف إيجاد مصدر دخل ثابت يعينهن وأسرهن على مواجهة ظروف الحياة، وما يتم إنتاجه من الملابس النسائية والأطفال، يوزع على نحو 300 سيدة وفتاة في مناطق الشريط الساحلي لمحافظة لحج كمرحلة أولى من المشروع التاسع، لتعزيز قدرات المرأة النازحة واللاجئة، ويندرج ضمن 15 مشروعاً لدعم محافظة عدن والمحافظات المجاورة في محاور مهمة عدة، كالتعليم والصحة وتأهيل المعاقين والمرأة وتحسين خدمات الكهرباء والماء، وغيرها من المشاريع التنموية.

تحسين البيئة الاقتصادية للنازحات

وعن أهمية المشروع وأهدافه والمراحل التي يتكون منها، والغاية النبيلة التي يسعى إليها، تقول منسقة الهلال الأحمر الإماراتي في المتابعة والرصد لاحتياجات المشاريع التنموية في عدن الدكتورة إشراق السباعي لـ «الاتحاد»: «مشروع حرفتي مهنتي أول مشروع تمكين اقتصادي للمرأة بتمويل من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، بالتنسيق مع الهلال الأحمر الإماراتي، حيث يعتبر هذا المشروع الأول من المرحلة التاسعة، وقد احتضنت المشروع مؤسسة النشء الحديث كمركز للقيام بمفاضلة في اختيار نساء نازحات من مناطق ذباب وباب المندب موجودات في منطقة الحيسة بمديرية البريقة في مدينة عدن، لتمكينهن اقتصادياً في سبيل سد المصاريف اليومية، فالمرحلة الأولى تشمل ست نساء، سيقمن بإنتاج ملابس يتم توزيعها على 300 امرأة نازحة، يستفدن من هذا الإنتاج، حيث تشمل خطة التمكين الاقتصادي التي نسعى للعمل عليها خططاً بعيدة المدى، ستبدأ بمركز آخر شبيه لهذا المركز في منطقة رأس العارة، يوجد لديه ماكينات خياطة، لكنْ لم يتمكن أحد من تشغيلها، ستقوم المرحلة المقبلة بهذا المركز باستهداف مجموعة من النساء من المناطق المحيطة به، سيساهم المشروع في تدوير نفسه من خلال التمويل مرة واحدة في البداية، بحيث يكون الإنتاج الأول من هذا التمويل، تستفيد منه 300 امرأة كملابس من الإنتاج نفسه، و15% من الإنتاج يذهب تدويراً لرأس المال للاستمرارية، بحيث نحقق استقلاليه للفئات المستهدفة من المشروع للانطلاق بالجانب التنموي الخاص لهم، وبهذه الشكل يكون العمل».

وأضافت: «تدخل الهلال الأحمر الإماراتي في هذا الشريط الساحلي التابع لمحافظة لحج ومدينة البريقة في محافظة عدن، كنواة سيتم على ضوئها متابعة المشاريع المتفرع منه مشروع «مهنتي حرفتي»، بهدف تمكين المرأة اقتصادياً، نحن نمر بمرحلة صعبة، كما أن بعض النساء توقفن عن العمل ويعانين مشاكل اقتصادية»، لافتة إلى أن المرحلة الثانية من المشروع ستكرس لدعم أسر الشهداء من خلال دعم النساء في البيوت بماكينات خياطة، وسيسبق توزيع المكائن إخضاع النساء لدورات تدريبية في مجال الخياطة والتصميم، بما يكفل الارتقاء بمستوى جودة الخدمة في الصناعة المحلية، وتشجيع السوق المحلي، بما يعزز قدرات النساء بالمساهمة في العمل والتدبير المنزلي من جانب الدخل، وتشجيع عمَالة الصناعة المحلية، والصنع المحلي داخل البلد.

وأوضحت منسقة الهلال أن الهلال الأحمر الإماراتي، بالتعاون مع مكتب التربية والتعليم بعدن، سينظم الأسبوع القادم مشروع الارتقاء بمستوى التعليم الذي يستهدف 15 مدرسة ورياض الأطفال نتيجة مرحلة الجمود والخمول التي فرزتها أزمة الحرب على مدينة عدن، والتي حرمت الأطفال من أنشطة اليوم المفتوح الذي كان يقام كنشاط مدرسي في السنوات الماضية، وكخطوة لإعادة البسمة لنفوس الطلاب. وقالت: «أعاد الهلال الأحمر الإماراتي فكرة أنشطة اليوم المفتوح لمدارس محافظة عدن، والتي تتضمن ممارسة الأنشطة والمسابقات الفكرية والمنافسة بين الطلاب الأوائل». وأضافت: «هناك جملة من البرامج والأنشطة المقرر تنفيذها، منها افتتاح المكتبة العلمية في ثانوية سبأ بمديرية البريقة بدعم من الهلال الأحمر وتنظيم عدد من الأنشطة بالمدارس المستهدفة التي سيتم تطبيقها على بقية مدارس عدن»، مشيرة إلى حرص الهلال الأحمر الإماراتي، على أن توضع أولوية الدعم المدرسي لأبناء الشهداء والجرحى، والكمية المتبقية ستوزع للطلاب المتنافسين بالأنشطة والمسابقات الذي ستدشن الأسبوع المقبل، موضحة أن الجوائز المقدمة في هذه الفعالية المفتوحة تتوزع على 1500 حقيبة مدرسية بمستلزماتها الدراسية كافة، و1500 حذاء نسائي للطالبات، إضافة إلى 240 بطانية للأطفال، إلى جانب توزيع ما يقرب 3000 سلة متنوعة من الدفاتر والأقلام من أجل تحفيز الطالب على الدراسة وتحقيق صحوة للنشء الجديد، وكذا سلسلة من البرامج التي ستعود بالفائدة على مدارس عدن الأساسية والثانوية، والعمل على غرس مفاهيم وقيم بين الطلاب على كيفية المحافظة الممتلكات التعليمية والخدمية العامة.

 

 

واستعرضت السباعي جانب الخدمات الصحية التي نفذت مطلع شهر مارس بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي، والمتمثل بالعيادة المتنقلة، على الشريط الساحلي التابع لمحافظة لحج، الذي بدأت من خور عميرة حتى باب المندب، واستهدف الأسبوع الأول رأس العارة، حيث قدم خدمات صحية وطبية لعدد 500 أسرة، ترددت إلى هذه العيادة، وأخذت العلاج والدواء المجاني. وقالت: «شمل برنامج العيادة الكشوف الطبية للنساء والأطفال والباطني، كما استفادت 500 أسرة قاطنة في منطقة خور عميرة من خدمات العيادة المتنقلة»، منوهة إلى الدور الذي لعبته هذه العيادة المتنقلة المدعومة في تلك المناطق النائية التي سيستمر نشاطها، إلى أن تجد الحكومة معالجة سريعة في تفعيل المستشفيات والمراكز الصحية الموجودة في الأطراف، والتي تعاني من غياب الكادر الطبي والإغلاق، مشيدة بمواقف ومساندة مشايخ وأعيان الشريط الساحلي التابع لمحافظة لحج في تذليل الصعاب أمام جهود العيادة، وتسير عمل القوافل لأبناء تلك المناطق، حيث تم توزيع أكثر من 30 ألف سلة غذائية على الشريط الساحلي في مناطق المضاربة والصبيحة حتى الواصل إلى الحدود القريبة لمنطقة الوازعية في محافظة تعز، مؤكدة أن المشاريع التنموية للهلال الأحمر بدأت، وستشمل جميع المحافظات المحررة.

المرأة محور مهم في التنمية

من جهته، يقول رئيس المجلس الأهلي بمحافظة لحج حسن اليافعي: «إن اهتمام دولة الإمارات لم يقتصر على الجانب الإنساني فقط، ولكن اهتمامها وصل إلى الموروث التعليمي والأدبي والفني في المناطق المحررة، ولا تزال المساعدات مستمرة في مختلف المجالات سواء العسكرية منها أو المدنية، وهو ما كان له دوره في دحر المعتدين عن أرضنا وكسر شوكتهم وإفشال مخططات أعداء الأمة العربية والإسلامية». وأضاف: «كان للمشاريع المجتمعية المتعددة والمتنوعة التي تبنتها دولة الإمارات في مجالات الإغاثة وإعادة إعمار ما خلفته الحرب وتحسين شبكات المياه والكهرباء والخدمات الصحية، وكل أشكال الدعم والمساعدة أثرها الإيجابي البالغ على المواطنين في المناطق المحررة، فقد عملت على تعزيز صمودهم، وشددت من عزائمهم وتفاؤلهم بأن الغد المشرق والزاهر قادم لهم ولأبنائهم، موضحاً أن لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة مكانة خاصة في قلوب اليمنيين، مشيداً بمشروع «حرفتي مهنتي» المقدم بدعم من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، والذي يهدف إلى تعزيز قدرات النساء، وقال: «في الوقت الذي نقدر لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، جهودها ودعمها السخي لمساعدة وانتشال المرأة اليمنية من معاناتها الناتجة من الحرب، فإن أهداف المشروع والفئات الاجتماعية التي يستهدفها تدل على نبل وكرم أخلاق صاحبته، وسعيها الحثيث لعمل الخير للناس، والطريقة المثلى لبناء الإنسان وتمكينه من استعادة تقته بنفسه، وجعله يشق طريقة نحو غاياته بثبات.

وتشاركه الرأي، رئيسة القطاع النسوي في المجلس الأهلي بلحج، اروئ المقطري، التي أكدت الأهمية الكبيرة الذي يحظى به المشروع واعتباره يحقق خدمة كبيرة لشريحة مهمة في المجتمع، وهي شريحة للنساء، موضحة أن مهنة الخياطة النسائية يعول عليها كثيراً من الدقة والحرفية ومعرفة ما تحتاجه الأسرة من الأشياء الضرورية، مشيرة إلى أنه يمثل حافزاً مشجعاً في المستقبل بأن تقوم المرأة أو الفتاة سواء في المناطق المحررة أو في مناطق أخرى بالدور المطلوب منها لنمو المجتمع، ومن ثم تحقيق مكاسب اقتصادية لها على وجه الخصوص، لافتة إلى أن أعداداً كبيرة من النساء في المناطق اليمنية بالمدن أو الريف قُمن بالتدريب في فترات سابقة على مهنة الخياطة وبمراحل متقدمة بدعم من جمعيات خيرية أو هيئات ومنظمات دولية، والآن نجني ثمار هذا الجهد الاجتماعي، مؤكدة النفع التي تعوده مثل هذه الأنشطة والمشاريع في زيادة دخل الأسرة، وما يترتب عليه تحسين الوضع المعيشي لها والعمل أيضاً كتدريب النساء وإكسابهن حرفة يستفدن منها، والمساهمة في تحسين أوضاعهن وتحقيق الاكتفاء الذاتي».

تخفيف الفقر ومد يد العون

وقد تفتح مهنة الخياطة باب الرزق أمام آلاف النساء من مختلف الطبقات الاجتماعية، سواءً ممن يشتركن في معامل الخياطة التي تقيمها بعض الجمعيات التنموية النسوية، أو يعتمدن على مشاريعهن الخاصة في الخياطة والتصميم والتطريز لتلبية احتياجات أسرهن من دخل ثابت من دون العوز من الآخر، وهذا ما سعى إليه الهلال الأحمر الإماراتي من تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع «حرفتي مهنتي»، لصالح الفئات الفقيرة والنازحة المحتاجة، وهو تحقق أكبر عائد للنساء، وإبراز قدراتهن من خلال تسويق منتجاتهن، ودعم انخراطهن بمشاريع صغيرة سواء على المدى القريب أو البعيد، فمردوده الاقتصادي هو الغاية الأساسية منه.

*من بهجة أحمد