عاد نعمان
بمشروعها الحادي عشر في محافظة عدن، تهدف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى ترميم وإعادة تأهيل المكتبة الوطنية (باذيب) في مديرية كريتر – من أقدم المكتبات العامة في اليمن - بعد الدمار التي طالها جراء الحرب الأخيرة في عدن.
يأتي المشروع بدعم من الرئيس الفخري للهيئة سمو الشيخة/فاطمة بنت مبارك، تنفذه الهيئة ضمن سلسلة مشاريع لدعم وتأهيل المرافق الحيوية في اليمن، ويهدف إلى استعادة المكتبة مكانتها العلمية ودورها الريادي، وذلك بتجهيزها بمعدات لازمة، تتمتع بمواصفات عالمية؛ ترقى بمستواها في تقديم الخدمات المعرفية والتنويرية التي توفرها للمجتمع إلى مصاف كبريات المكتبات العامة على مستوى العالم.
حضر تدشين المشروع قيادات من المحافظة إلى جانب مدير عام المكتبة/عبدالعزيز بن بريك، الذي أوضح أن تأهيل المكتبة يعتبر إنعاش للحركة الثقافية والعلمية، وتلبية للحاجة الملحة للبحث المعرفي في مختلف المجالات، بما يوفر بيئة ملائمة لتنشئة جيل يتمتع بالثقافة، متسلح بالعلم والمعرفة، قادر على المشاركة في عملية التنمية المستقبلية، مضيفاً: "يستمد المشروع أهميته من كون المكتبة مؤسسة علمية، ساهمت بشكل واسع بإحداث نهضة ثقافية، وكذا مستودع لحفظ الوثائق الهامة"، مؤكداً أن المكتبة ستفتح أبوابها قريباً؛ لاستقبال الطلاب والأكاديميين والباحثين؛ للتزود بالمعلومات والمعارف المختلفة.
ويشمل تأهيل المكتبة عملية صيانة لـِ 12 قاعة مخصصة لحفظ الكتب والمستندات، وقاعتين رئيسيتين للقراءة والاطلاع، وقاعة لإقامة المعارض، وأخرى خاصة لاستخدام الحاسوب، تُوفر فيها خدمة الانترنت، ويضم طاقم موظفيها 80 موظف، وكانت آخر الإحصائيات تشير إلى أن عدد الزوار للمكتبة قرابة 7359 شخص. أُسست المكتبة في عام 1980م، وفُصلت عن المركز اليمني للأبحاث والثقافة والآثار والمتاحف عام 1983م.
وفي جانبٍ آخر، وضمن سعي حريص من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم القطاع الصحي في محافظة عدن، بتوفير أولوياته واحتياجاته، رفدت الهيئة مركز الأطراف الصناعية في مستشفى (الجمهورية) بمديرية خورمكسر بمواد ومستلزمات حديثة، تسلمها مؤخراً قسم المستودعات بعد أن كانت محفوظة في المخازن المركزية؛ ليتم صرفها لاحقاً لذوي الاحتياجات الخاصة والمتضررين جراء الحرب الأخيرة.
وقامت الهيئة بتزويد المركز بالمستشفى بدفعة أولى من المستلزمات الطبية الخاصة، والتي تساهم في التحسين من أوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة والمتضررين جراء الحرب، وعززت الإمكانات الطبية والقدرات اللوجستية للمستشفى، كما رفدت الهيئة المركز الخاص بالأطراف الصناعية في مديرية المنصورة بذات المواد والمستلزمات الطبية الحديثة مطلع شهر يناير الماضي.
وكانت الهيئة قد أقرت مشروعاً خاصاً لتأهيل المستشفى، مر بثلاث مراحل، تمثلت المرحلة الأولى بترميم وصيانة الطابقين الأول والثاني من المبنى الرئيسي، وشملت المرحلتين الثانية والثالثة تأهيل بقية طوابق ومرافق ومراكز المستشفى؛ ليعود للعمل بأقصى طاقته، وترميم وصيانة مركز الحوادث والطوارئ، وتجسدت عملية التأهيل بترميم البنية التحتية للمستشفى، وتطوير وتحسين المبنى الرئيسي بكافة النواحي الفنية والتقنية من إمدادات وتقوية وإزالة مواد واستبدالها، بالإضافة للإمداد الدوائي لعدد من الأمراض المزمنة.
ويسعى فريق الهيئة المتواجد في عدن - وفق خططه المدروسة - إلى تأهيل وتجهيز 14 مرفقاً صحياً، منها خمس مستشفيات كبرى و 9 عيادات ومراكز صحية؛ لتحسين أداء القطاع الطبي.
يُذكر أن الهلال الأحمر الإماراتي.. هيئة إنسانية تطوعية، تأسست عام 1983م، ونالت الاعتراف الدولي بانضمامها إلى الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر عام 1986م، وتقوم بدور مساند للسلطات الرسمية في أوقات السلم والحرب، وتسعى بمشاريعها إلى تحقيق حزمة من الأهداف، أبرزها: التوعية والتثقيف الصحي، وإغاثة المنكوبين جراء الكوارث المختلفة، وإقامة مشاريع لصالح الشرائح الأكثر حاجة للعون في المجتمع؛ كالأيتام والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، وترأسها فخرياً سمو الشيخة/فاطمة بنت مبارك، وتسهم مبادراتها بتعزيز قدرات المجتمع في العديد من المجالات الحيوية، وتعمل على إيجاد الحلول السريعة والناجعة لمختلف القضايا في الوقت الراهن.