حليب الإبل ينقذ نساء كينيا من “قمع” الرجال

إرم نيوز

بعد أن كن حبيسات في المنازل ولا يستطعن الخروج إلا بإذن مسبق من أزواجهن، يعبر النساء في دولة كينيا إلى مجال الأعمال، من خلال جمعيات تربية الإبل وبيع حليبها، بحسب صحيفة “هوفينغتون بوست” الأمريكية.

وقالت الصحيفة في تقرير لها “إنه من الصعب أن تتخيل وضع مريم عثمان التي تمضي معظم يومها تسير في مزارع تربية الإبل، وهي التي لم يكن لها رأي في المنزل ناهيك عن حاجتها إلى أخذ إذن للخروج منه”.

وأشار التقرير “إلى أن الأوضاع التي كانت تعيشها هي وغيرها من النساء في ايزيولو، وهي بلدة صغيرة في شمال كينيا، قد تغيرت بسبب العمل في مجال جمع وتجارة حليب الإبل”.

 وتقول عثمان التي تحتل حالياً مركز الصدارة في هذه الصناعة المحلية “النساء قادمات فعلاً بسبب حليب الإبل” مضيفة “لم نعد بحاجة لطلب الإذن للخروج وزيارة تجمعات الإبل” والآن تجوب عثمان جميع أنحاء المدينة كل يوم، وتزور تجمعات مختلفة للإبل للاطمئنان على الإنتاج.

وقالت الصحيفة إن المزارعين في ايزيولو “يكافحون من أجل الحفاظ على بقاء أعمالهم نظراً لموت الأبقار والماعز التي يعتمدون عليها بسبب الجفاف الذي يضرب كينيا بشكل متزايد.. ولذلك قررت وكالة التنمية الهولندية SNV  في العام 2010، إنشاء جمعية تعاونية لحليب الإبل لإعطاء صاحبات المشاريع دفعة، وتشجيع المجتمع للتحول إلى الإنتاج من مشاريع لا تتأثر بشكل كبير بتغير المناخ”.

واستطاعت الوكالة من خلال المساهمة بـ 100 ألف دولار مساعدة النساء في إنشاء مركز تجميع؛ حيث يمكن اختبار وتبريد حليب الإبل الخام بشكل صحيح قبل أن يتم بيعه.

وكانت السيدة عثمان واحدة من 100 امرأة انضمت لهذا المشروع. وعن طريق تجميع الألبان حققت النساء زيادة بمقدار ستة أضعاف في إنتاج الحليب بسبب الجمعية وزيادة الأرباح بنسبة 30%.

وساهمت الجمعية، كما تقول عثمان، في “الاندفاع نحو تربية الإبل في أنحاء المجتمع.. وشهد وضع المرأة تحسناً كبيراً، حيث رآهم الناس يكسبون المزيد من المال ولديهن منتجات ذات جودة عالية للبيع في الأسواق الكبيرة بالمدينة”.

وانتقلت عثمان من الحاجة إلى استئذان زوجها لمغادرة المنزل إلى القيام بثلاث زيارات يومية إلى رعاة الإبل لجمع الحليب وإدارة متجر لبيع الملابس أقامته من الأرباح التي حصلت عليها. وتقوم بزيارته مرة واحدة فقط يومياً بعد رحلة مسائية إلى المركز لأخذ مقابل ما يقرب من 80 جالوناً (300 لتر) من الحليب تقوم بتسليمها هناك يومياً ويتم نقل معظم هذه الكمية إلى العاصمة الكينية نيروبي. وتقول عثمان: “المرأة أصبحت أقوى بكثير الآن. لقد أصبحنا مسؤولين”.

5

وتقدر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أن صناعة حليب الإبل العالمية قد تصل قيمتها إلى 10 مليارات دولار سنوياً، حيث تسببت زيادة طلب المراكز الحضرية في كينيا على الحليب في ازدهار المناطق المهملة والقاحلة في شمال البلاد.

 وتقول عثمان “في السابق كان سعر اللتر الواحد حوالي 40 شلناً كينياً (0.40 دولار)، وفي الوقت الحالي يصل سعر اللتر إلى 150 شلناً (1.50 دولار).

ونظراً لتعرف الكثير من الكينيين على أهمية تربية الإبل على الماشية التقليدية فإن عدد الإبل، الذي ارتفع في البلاد لثلاثة أضعاف بين عامي 1999 و 2009 إلى حوالي 3 ملايين، يواصل النمو.

وبدأ الرعاة في بيع أبقارهم واقتناء الإبل التي تتحمل ظروف الجفاف.. و يقول بيرس سيمبكين، الخبير في مجال الإبل وأحد المنتجين في قطاع الحليب الذي يعمل لدى منظمة الأغذية والزراعة في كينيا، إن الجفاف قد يتسبب في قتل 50 إلى80٪ من قطعان البقر، ولكن “ربما تحدث خسائر بنسبة 10إلى 16% في قطعان الإبل.”

واعتادت فطومة يوسف اقتناء نحو 300 بقرة ولكن بعد أن فقدت 70 منها بسبب ظروف الجفاف قامت ببيع 100 أخرى لشراء الإبل والانضمام إلى الجمعية التعاونية في ايزيولو.