التنمية برس/ الاتحاد الاماراتية:
كتب/ د. عبدالله محمد الشيبة
في الصباح الباكر ليوم الخميس الموافق 26 مارس من عام 2015 بدأت القوات المسلحة السعودية بمساندة أشقائها في دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر ومصر ودول عربية وإسلامية أخرى عملية «عاصفة الحزم» والتي استهدفت تحقيق عدة أهداف كان أبرزها إعادة الحكم الشرعي لليمن السعيد وإيقاف المد الإيراني التوسعي في المنطقة ومساعدة الشعب اليمني على العيش في استقرار وأمان. وقد تحققت الأهداف الثلاثة بدرجات كبيرة وهناك حاجة ماسة إلى أن يشمل الهدف الثالث كامل التراب اليمني.
فقد استطاعت قوات التحالف تحرير معظم المحافظات والمديريات والمدن اليمنية ومنها عدن وأبين وشبوة والضالع ولحج وتعز وغيرها. وتم تأمين عودة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي لممارسة مهامه من عدن مع الحكومة الشرعية. كما تم بالفعل إيقاف المخطط الإيراني التوسعي الذي كان يرمي إلى إحاطة دول مجلس التعاون الخليجي عامة والمملكة العربية السعودية خاصة بحزام من الحكومات والجماعات الشيعية الموالية لإيران ومنها العراق وسوريا و«حزب الله الإرهابي» في لبنان وإثارة القلاقل في مملكة البحرين الشقيقة، وباءت المحاولة الأخيرة في اليمن بالفشل الذريع محلياً وإقليمياً ودولياً.
وبالنسبة إلى الهدف الثالث فقد عملت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص على مساعدة الشعب اليمني لممارسة حياته الطبيعية في جو من الأمن والاستقرار.
وفي هذا الإطار قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أكثر من 88 برنامجاً بكلفة فاقت 430 مليون دولار للشعب اليمني في المجالات الإنسانية والصحية.
أما المساعدات الإماراتية فجاءت متنوعة وشاملة من خلال الهلال الأحمر الإماراتي وشملت عدة محافظات ومدن منها عدن والمكلا والضالع ولحج وحضرموت وسقطرى والمحفد في محافظة أبين. وشملت تلك المساعدات مجال بناء الوحدات السكنية والوقود والطاقة الكهربائية والمواد الغذائية والمساعدات وتوفير المياه والصرف الصحي ومواد الإغاثة. أضف إلى ذلك تأهيل وترميم المدارس وإعادة تأهيل القطاع الإعلامي والدفاع المدني وبناء الطرق ومنها طريق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي يصل الغيل والصداع والشحر وهو الخط الدولي الرابط بين محافظتي حضرموت والمهرة وسلطنة عمان ويبلغ طوله 15 كيلومتراً.
واللافت للنظر أن المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، لم تنتظر انتهاء العمليات العسكرية في اليمن بل بادرت منذ تحرير أولى مدنه إلى مد يد العون والمساعدة لتضرب بذلك أروع الأمثلة في البناء والتشييد جنباً إلى جنب مع العمليات العسكرية. ومع قرب تحقيق النصر النهائي وتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة المتمردين «الحوثيين» وحليفهم علي عبدالله صالح، ومن ورائهم إيران لا بد من وضع خطط شاملة ومكثفة للنهوض باليمن من جديد.
فعلى الصعيد السياسي قد يكون من الأفضل دراسة منح اليمن العضوية الكاملة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية. أضف إلى ذلك ضرورة تأسيس مناخ سياسي داخلي يضم أطياف الشعب اليمني كافة الذين لم يلوثوا أيديهم بدماء الأبرياء اليمنيين. وعلى الصعيد الاقتصادي فاليمن في حاجة ماسة إلى بناء اقتصاد المعرفة وجذب الاستثمارات الأجنبية بشكل عام والعربية والخليجية بشكل خاص ولكي يتحقق ذلك فلا بد من بسط الأمن والأمان وفرض قوة القانون وتطهير اليمن من الجماعات الإرهابية وإعادة تأهيل البنية التحتية بما فيها الطرق والمواصلات والاتصالات وتقنية المعلومات وغيرها. أما على صعيد التعليم، فاليمن في حاجة إلى إعادة تصميم المناهج التعليمية من الصف الأول لتنشئة أجيال تتربى على مفاهيم التسامح ونبذ العنف الطائفي وترسيخ الهوية اليمنية العربية، ورفع مستوى الوعي الوطني لمواجهة الأفكار الخبيثة الواردة من الخارج وخاصة إيران.
وهناك الكثير أيضاً في مجالات الصحة والمجتمع، وكلي يقين أن اليمن لن يكون وحيداً وقت السلم وبعد التحرير، كما لم يكن وحيداً وقت التمرد والاحتلال «الحوثي» له.