تعز ..من مربعات الموت الى قاعة الاحتفال

التنمية برس : خاص
تقرير: ابتهال الأديمي/ لو عادت بنا الذكرى إلى الوراء قليلا,تُرى مالذي يمكن أن يتبادرُ إلى الذهن؟ وأيٌ شعورٍ قد نستطيعٌ وصفهُ دون تلعثمٍ أودمعةٍ موجعة تنحدر خلسةً ؟
 
السؤال: هل هناك فرقٌ حقيقي بين يومنا هذا الخميس الموافق 27/12/2018م ويوم الخميس الموافق 27/12/2016م ؟
 
2016
في خضم الاشتباكات التي أنهكت المدينة كان نهارها يٌشرقٌ فزِعاً بعد نومٍ مليْ بالمخاوف 
قنَاصةُ ينتشرون على الأسطٌحِ والمرتفعات في عدةِ نواحي ومعابرُ تٌغلِقٌ فرص الحياةَ في نواحٍ أٌخرى 
لم يكن لدى سكان مدينةِ تعز سوى التضرعٌ والمناجاة فلم يكن ثمة ما يملكونه سوى الدعاء والانتظار 
كيف؟ ومتى؟ ستنتهي هذه الحرب ؟
غادر معظم سكان المدينة إلى مدنٍ أخرى والى مديريات الريف مخلفين وراءهم ذاكرة مدمرة بشكل لا يسع العاقلُ أن يستوعبه ...بيوتُ ومحلاتٍ ومدارس لم يتبق منها غيرُ انقاض وغبار.. 
لسنوات ثلاث خيَم اليأسُ على هذه المدينةِ المُثقلة بالوجع .. لكن ثمة فجر قادم هناك..
لاحت بوادر النصر فقد تم دحر من عاثوا في المدينة قتلا و فسادا الى اطرافها الشمالية ..وفتحت عدد من المعابر المغلقة ...
 
2017
لم يكن ذلك كافيا كما يبدو فقد تحول الداخل المحرر الى متاهة من نوع آخر ..مربعات وفوضى وموارد خارج خزينة الدولة ومظاهر دولة غائبة ومعها ولدورة بؤس أخرى ..مات بعضُ البشرِ والكثييير من الأحلام ....
 
2018
الاخبار القادمة من تعز تبعث على الفرح لأول مرة بعد مدارات من الخوف والقصف والفوضى الأمنية
قلعة القاهرة تفتح ابوابها للمواطنين  ..منتزه تعز السياحي يرحب بزواره الكرام ..حديقة جاردن سيتي تدعو الاطفال والعائلات الى قضاء اوقات مليئة بالبهجة والفرح..
السلطة المحلية تستعيد مقرات المؤسسات الحكومية في المدينة ..السلطة المحلية تعيد ترميم مقار مؤسسات الدولة ..المؤسسات الحكومية تبدا مزاولة اعمالها بدوام كامل 
والموظفون يتسلمون مرتباتهم بانتظام ..
تلك الاخبار مثلت ميلادا جديدا للمدينة واهلها ..فبدأت الحياة تدب في اروقة المدينة من جديد ..
الناس يعودون الى منازلهم في جنبات المدينة 
الموظفون يعودون لممارسة اعمالهم 
اصحاب المحال التجارية يعيدون فتح ابواب محلاتهم ..الناس يتسوقون.. يتجولون.. يتنفسون الحياة من جديد
الطلاب في المدارس والجامعات 
المشافي تعمل ومثلها كافة المؤسسات والمكاتب الخدمية 
اصوات المعدات في كل مربع سكني تعيد ترميم الشوارع وصيانة شبكات الصرف الصحي 
 
الضبط و الانضباط الأمني
2016-2017
كانت المدينة أشبه بغابة مرعبة لا تكاد تغرب شمس اليوم الا ويسيطر الخوف على ساكني المدينة فتغلق المحلات وتنطفئ الحركة في شوارعها وتكاد ترى كمدينة خالية من السكان
2018 
استعادت المدينةُ أمانها لينتشر الضوءُ في أرجائها وينعم ساكنيها بالسمر الليلي في أزقتها بكل تفاصيل الفرحِ والأمان .
 
الاستقرار النفسي 
2016-2017
كان الأمل بالعودة الى شباك استلام رواتب الموظفين ينطفئ تدريجياً ولاشيئ سوى البؤس والاحباط والسكون
 
2018 
تغير الوضع وبدأت رواتب الموظفين الصرف بانتظام واستعاد الأمل طريقه إلى النفوس 
شيء ما يساهم في اعادة الحياة لهذه المدينة ،تضيفه السلطة المحلية كل يوم .. لدرجة بات من الصعب معها التنكر للإنجازات التي يقودها الدكتور امين محمود محافظ المحافظة ،ذلك أن كل ما حدث صار منقوشا في ذاكرة المدينة وأهلها وأبناء تعز لايتنكرون 
#تعز_2018